ما الذي يجعل شركة طيران الخليج تعلن يوميا وبشكل مثير ومستفز إحضارها طباخ درجة أولى للمسافرين على الدرجة الأولى! وفي الاعلان الذي هو بحجم صفحة كاملة في صحفنا نرى طباخا شكله غربي (يعني أحمر اللون) ويحمل بيده طبقا يبدو مما يحويه بأنه من النوع الفاخر والذي يقدم غالبا في مطاعم الدرجة الأولى كـ «جورميه». إن هذه الشركة تعلن وبكل وقاحة انها تهتم بركاب الدرجة الأولى إلى درجة مثيرة ومزعجة. وهي تجهل أبسط طرق الاعلان في اجتذاب الغالبية التي يمثلها عادة الذين يشكلون اللبنة الاساسية التي تحتاجها أية مؤسسة للنجاح وهم الطبقات الوسط والاقل قليلا من المسافرين.

إن هذه الشركة تتصرف وكأنها تتعامل يوميا مع مليونيرات، والذين لا يسافرون على طيرانها لأن الاكلات في الطائرة ليست من صنع طباخ خمس نجوم! ولذلك قررت الشركة احضار الطباخ العجيب لتشجع القوم الاغنياء على ركوب طائراتها؟ باعتقادها أنها بهذه الطريقة تروج للخدمات الممتازة التي تقدمها إلى المسافرين.

إن ناشر هذا الإعلان غافل عن أن نسبة المليونيرات عندنا تكاد تكون معدومة وربما لا تشكل سوى 2 إلى 3 في المئة. وأن شركات الطيران العالمية تحاول دائما عمل التخفيضات والحوافز الكثيرة لاستقطاب النسبة العظمى من المسافرين... ركاب الدرجات السياحية وليس الأولى. وأنه كان بإمكانه بدلا من الاعلان المكثف إلى هذه الدرجة أن يقوم بعمل بعض الاصلاحات على الدرجة السياحية!! أو تحسين أدائها من ناحية دقة الوقت في الاقلاع... إذ أصبحت الشركة تؤخر ركابها لما يزيد على العشر والعشرين ساعة ومن دون اي تعويض، كما حدث معي أخيرا في أغسطس/آب عندما عدت على رحلتها من لندن!! لقد تأخرت الطائرة من الساعة التاسعة صباحا وحتى العاشرة ليلا!! من دون حتى وجبة غداء!!..

ما يؤسفني هو أن تأتي الشركة بكل هؤلاء المديرين والطباخين... في الوقت الذي بات فيه الشباب الخليجي ذوو الكفاءة العالية في ازدياد ملحوظ وهم مؤهلون إلى إعتلاء مثل هذه المناصب!.

إني أقترح على الشركة أن توقف فورا وضع هذا الإعلان. وإن كانت لديها خطة لتحسين أداء الشركة وتريد أن تجتذب المسافرين إليها فذلك يتحقق عن طريق الآتي:

1- الدقة في مواعيد الاقلاع والالتزام بالمواعيد.

2- تحسين الوجبات الاساسية في الدرجة السياحية.

3- تطوير المضيفين وتدريبهم والرفع من كفاءتهم وتحسين معاملتهم للمسافرين.

4- إصدار تذاكر مخفضة للطلبة والمحتاجين وإعطاء أسعار أكثر منافسة وجذبا للمسافرين في المواسم!!

5- «واعتبرها أهم النقاط» أن تجتذب المواطنين من بحرينيين أو خليجيين للعمل على طائراتها بدلا من 99 في المئة من الأجانب؟!... ومعاملتهم بطريقة معاملة الاجانب نفسها ومنحهم الامتيازات نفسها.

6- وإذا وجدت الشركة أنه وعلى رغم من كل ما قامت به من تطبيق للنقاط السابقة فإنها لم تحسن أداءها، فعليها أن تختار المدير المثقف كي يكون أكثر اطلاعا على عادات وتقاليد الشعوب ليتعرف على طبيعتها، وليفهم بأننا لسنا مجتمع المليونيرات