حققت قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدماً في عمق الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة في مدينة حلب، في وقت يثير التصعيد العسكري مخاوف دولية بشأن مصير المدنيين المحاصرين.
وأعلن منسق المساعدات الإنسانية لدى الأمم المتحدة، ستيفن أوبراين أمس (الاثنين) أن «قرابة مليون سوري يعيشون حالياً تحت حصار» أطراف النزاع في سورية.
ومنذ العام 2012، تاريخ انقسامها بين أحياء شرقية تحت سيطرة الفصائل وغربية تحت سيطرة قوات النظام، شكلت مدينة حلب ساحة معارك محورية في النزاع السوري، ومن شأن استعادة قوات النظام السيطرة على قسمها الشرقي أن يشكل ضربة قوية للفصائل المعارضة.
ووصف السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت أمس القصف على شرق حلب بأنه «همجي»، فيما ندد نظيره الفرنسي بـ «استراتيجية حرب شاملة لاستعادة حلب بأي ثمن».
من جهتها، اتهمت السفيرة الأميركية، سامنتا باور 12 عميداً وعقيداً سورياً بالاسم بأنهم أمروا بشن هجمات على أهداف مدنية أو بتعذيب معارضين.
وقالت باور «لن تدع الولايات المتحدة من تولوا قيادة وحدات ضالعة في هذه الأعمال يختبئون خلف واجهة نظام (الرئيس بشار) الاسد (...) يجب أن يعلموا بأن انتهاكاتهم موثقة».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «حققت قوات النظام وحلفاؤها تقدماً استراتيجياً ليل الأحد بسيطرتها على القسم الشرقي من حي مساكن هنانو»، مشيراً إلى استمرار «الاشتباكات العنيفة» بين الطرفين أمس (الاثنين).
وأفاد مراسل لـ «فرانس برس» في شرق المدينة بقصف «هستيري» متواصل على أحياء عدة منذ العاشرة صباحاً بوتيرة كثيفة. وأحصى المرصد مقتل خمسة مدنيين على الأقل جراء القصف.
وأوضح عبد الرحمن أن التقدم في مساكن هنانو «هو الأول من نوعه داخل الأحياء الشرقية منذ سيطرة الفصائل المعارضة عليها».
وأضاف «لهذا الحي رمزية كبيرة باعتباره أول حي تمكنت الفصائل من السيطرة عليه في مدينة حلب قبل التوسع إلى بقية الأحياء».
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية أمس (الاثنين) أن الجيش تمكن من «اقتحام مساكن هنانو، أهم وأكبر معقل للمسلحين في الأحياء الشرقية» ومن «كسر خطوط دفاعهم الأولى في الحي».
ونقلت عن خبراء عسكريين أنه في حال تمكن الجيش من السيطرة بشكل كامل على مساكن هنانو، فإنه «يسقط نارياً أحياء الإنذارات والحيدرية وأرض الحمرا»، وهو ما أكده المرصد السوري.
وتحدث عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين زنكي»، أبرز الفصائل المقاتلة في حلب، ياسر اليوسف لوكالة «فرانس برس» عن «معارك محتدمة» في الحي.
وأوضح أن قوات النظام «حاولت فجراً التقدم براً في حي الشيخ نجار في شرق المدينة وحي الشيخ سعيد جنوباً» من دون أن تنجح.
ويجمع محللون على أن معركة حلب أشبه بـ «معركة تحديد مصير»، ومن شأن نتائجها أن تحسم مسار الحرب السورية المتواصلة منذ أكثر من خمس سنوات والتي أوقعت أكثر من 300 ألف قتيل.
ويثير التصعيد العسكري الحالي مخاوف المجتمع الدولي حيال مصير المدنيين المحاصرين.
العدد 5190 - الإثنين 21 نوفمبر 2016م الموافق 21 صفر 1438هـ