خلصت دراسة جديدة أجرتها شركة كاسبرسكي لاب بالتعاون مع شركة B2B International إلى أن البرمجيات الخبيثة أصبحت من التهديدات الأكثر شيوعًا التي يواجهها المستهلكون عبر الإنترنت.
وبحسب الدراسة، هناك 50% من المستهلكين في دولة الإمارات الذين إما أنهم قد اكتشفوا تلك البرمجيات الخبيثة بمحض الصدفة أو أنهم كانوا مستهدفين بإحدى تلك الهجمات عبر الإنترنت، ونتيجة لذلك، فإن 19% قد وقعوا ضحية لتلك الهجمات.
والمثير للقلق، وفقًا لكاسبرسكي لاب، أن 28% من مستخدمي الإنترنت المتضررين من البرمجيات الخبيثة ليست لديهم فكرة كيف انتهى المطاف بهذه البرمجيات الخبيثة على أجهزتهم.
وتُظهر النتائج أيضًا بأنه نظرًا لطبيعة الهجمات الخبيثة التي يشهدها المستخدمون اليوم، فقد أصبح استخدام الحلول الأمنية الموثوقة السبيل الوحيد الذي يمكن للمستخدمين اتباعه لحماية أنفسهم من تلك المخاطر.
وتظهر النتائج، التي هي جزء من استطلاع كاسبرسكي لاب بشأن مخاطر أمن المستهلك للعام 2016 (Consumer Security Risks Survey 2016)، الكوارث المستمرة التي تسببها هجمات البرمجيات الخبيثة في المجتمع، لا سيما وأن طرق الإصابة ومستوى تطور الهجمات في تفاقم مستمر.
ونتيجة لذلك، يواجه مستخدمو الإنترنت جملة من المشكلات والتحديات، حيث اشتكى 43% منهم من تباطؤ أجهزتهم، فيما واجه 34% من المستطلعين ظهور النوافذ المنبثقة والإعلانات غير المرغوب فيها، وأفاد 23% بأنه يتم إعادة توجيههم إلى مواقع إلكترونية مشبوهة. وأبلغ 15% من المشاركين في الاستطلاع عن تعطل أجهزتهم نتيجة لإصابتها بإحدى البرمجيات الخبيثة.
إن تأثير تلك الهجمات الخبيثة على المستهلكين ليس ماديًا وحسب، بل مالي أيضًا، وذلك وفقًا لما أفاد به 25% من المستطلعين الذين أقروا بأنهم يضطرون لإنفاق المال لمعالجة المشكلات الناشئة عن إحدى هجمات البرمجيات الخبيثة والتي تبلغ وسطيًا 121 دولارًا أميركيًا لكل حالة.
ويتزايد تفشي وانتشار البرمجيات الخبيثة بطرق وأساليب متعددة، وعلى الرغم من تنوع مصادر الإصابة بالبرمجيات الخبيثة بالنسبة لمختلف شرائح المستهلكين، توصلت الدراسة إلى أن 45% من الإصابات في دولة الإمارات العربية المتحدة تحدث عندما يستخدم الأفراد وسائط التخزين القابلة للإزالة مثل الـUSB.
كما رصدت الدارسة أن هناك 38% من مستخدمين يقومون بزيارة المواقع الإلكترونية المشبوهة و36% يقومون بتحميل التطبيقات والبرامج المزيفة عن طريق الخطأ يشكلون أيضًا مصدرًا للإصابة بإحدى البرمجيات الخبيثة التي وقعوا ضحية لها.
ويعد البريد الإلكتروني وقنوات التراسل الفوري الأخرى أيضًا من مصادر العدوى شائعة الاستخدام. فقد أفادت نسبة 22% من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع في الدولة بأن العدوى قد انتقلت إلى أجهزتهم عن طريق رسالة بريد إلكتروني أو رسالة أخرى واردة من شخص لا يعرفونه، فيما تعرض 19% من المشاركين للإصابة ذاتها عن طريق رسالة بريد إلكتروني أو رسالة عادية واردة من شخص يعرفونه بالفعل. ومع ذلك، لايزال 28% من مستخدمي الإنترنت المتضررين من البرمجيات الخبيثة ليست لديهم أدنى فكرة عن مصدر الإصابة.
وعلق اندريه موخولا، رئيس أعمال المستهلكين في شركة كاسبرسكي لاب، بالقول، "تشكل البرمجيات الخبيثة وما تنطوي عليه من مخاطر هاجسًا ومصدر قلق مستمر بالنسبة للمستهلكين، نظرًا لأن مجرمي الإنترنت قد أصبحوا أكثر تطورًا وخبثًا في شن الهجمات ضد الأجهزة التي نستخدمها يوميًا".
وأضاف موخولا: "نظرًا لأن ثلث مستخدمي الإنترنت لا يدركون تمامًا كيف انتهى المطاف بهذه البرمجيات الخبيثة على أجهزتهم، فهذا بدوره قد يفاقم من انتشار الفيروسات ويعرض المزيد من أجهزتنا ومعلوماتنا الشخصية وأموالنا للخطر. وللبقاء في منأى عن تلك المخاطر، يتطلب الأمر من المستهلكين تحسين مهاراتهم من حيث التعامل مع الفضاء الإلكتروني وبأن يكونوا أكثر وعيًا من المخاطر التي قد يتعرضون لها أثناء تصفحهم لمواقع الإنترنت الجديدة أو فتح التطبيقات أو رسائل البريد الإلكتروني من مصادر غير معروفة. وتفاديًا لتكبد التكاليف المالية التي تثقل كاهل المستخدمين، فإن اختيار الحلول الأمنية الفاعلة للكشف عن البرمجيات الخبيثة التي قد يتعذر، بخلاف ذلك، اكتشافها، إلى جانب زيادة الوعي وتوخي الحذر الدائم تعد بالتأكيد الوقاية التي هي أفضل من العلاج".