تحدث أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا عن العديد من الأمور التي تعانيها كرة القدم العالمية في الوقت الحالي سواء على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أو على مستوى الأرجنتين.
كما تطرق مارادونا في حوار خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى الحديث عن تجربته التدريبية في الإمارات مع فريق الوصل وعن المنتخب الإماراتي ومشواره في تصفيات كأس العالم 2018.
وكشف مارادونا للمرة الأولى عن الاقتراح الذي يعتزم عرضه لرئيس الفيفا السويسري جياني إنفانتينو عند اللقاء به، وهو ألا يجرى السماح لمدرب أن يتولى قيادة أكثر من فريق خلال نفس الموسم.
وقال مارادونا: "رجال الأعمال وأصحاب النفوذ المالي يحركون المدربين في كل المناطق، نجد مدربا ما يتولى تدريب أكثر من فريق في الموسم، وآخرون لا يجدون فرصة التدريب لسنوات طويلة، وهذه الظاهرة لابد من القضاء عليها، لأننا أصبحنا نجد المدربين يدورون في فلك واحد وعلينا أن نمنح مدربين لديهم كفاءات عالية فرصة لممارسة مهنتهم بشكل يتسم بالرقي والاحترام بدلا مما نشاهده في سوق المدربين العالمي في الوقت الراهن... على سبيل المثال إذا كان هناك 300 مدربا على مستوى العالم، نجد منهم عشرة مدربين يجدون العمل والبقية لا تعمل وهذا غير منطقي".
وعن حياته في الإمارات، قال مارادنا: "أعيش حياة هادئة جميلة في دبي، وسط شعب فتح لي أبوابه بمنتهى الحب والود المتبادل والتعامل الراقي جدا في كل الأمور الحياتية، وأبي وأمي علماني أن أشكر من يقف إلى جواري، وبالتالي فإنني أشكر الإمارات إلى أبعد مدى، ومن هنا أتمنى أن أعيش طوال حياتي بها وبين شعبها، وعندما أسافر للأرجنتين أو أي مكان آخر أشعر بالحنين إلى دبي، وأنا أستمتع بحياتي في لعب كرة القدم، وسط ظروف وأجواء مثالية للغاية، وكل يوم يمر علي يزداد حبي لدبي".
واسترجع مارادونا ذكرياته عندما كان مدربا للوصل الإماراتي في موسم 2010 / 2011، قائلا: "أنا حزين لأن التدريب بنادي الوصل كان رائعاً وجميلاً وقمنا بعمل مكثف معهم، وشعرت بألم كبير عندما تركت الوصل خاصة وأنني علمت بترك منصبي من وسائل الإعلام، وهو أمر محزن، وبالفعل لم أحصل على فرصتي كاملة مع الفريق وقتها إذ قمنا بتقديم موسم جيد على كافة الأصعدة، وهناك مدربون حصلوا على فرص متنوعة في الدوري الإماراتي ولم ينجحوا، وأذكر منهم الإيطالي والتر زينغا، فهو إنسان رائع وأنا أحبه، ولكنه لم يوفق في التدريب ومع ذلك حصل على فرص كثيرة لم أحصل عليها أنا".
وأضاف "فترة تدريب الوصل كنت أعيشها بشكل مركز وحب ورغبة ومتعة، وكنت أفكر باستمرار في كيفية تطوير مستوى الفريق... كنا نشاهد باستمرار كل صغيرة وكبيرة بالفريق، وكل فرد من أفراد الجهاز كانت لديه مهام معينة وكنت أقف خلف اللاعبين لحل مشاكلهم، لكي يكون الجميع في حالة تركيز وظهر التعاون الكبير بيني وبين كافة اللاعبين، وكان الاحترام متبادلا بين كافة عناصر الفريق ولم يكن تدريبا مملا بل ممتعا للغاية في عالم كرة القدم".
وانتقل مارادونا إلى الحديث عن فريق العين قبل مباراته المرتقبة يوم السبت المقبل في نهائي دوري أبطال آسيا أمام تشونبوك هيونداي موتورز الكوري الجنوبي، قائلا: "العين فريق ثابت في الملعب ومستقر وأتابع مبارياته ويقدم لوحات فنية جيدة في المباريات، وفرصته قائمة بقوة في الفوز بلقب بطل دوري أبطال آسيا في مباراة السبت المقبل خاصة وأن الفريق نجح في تسجيل هدف في مباراة الذهاب (التي انتهت بفوز الفريق الكوري 2/ 1)، والعين في مقدوره أن يسعد جماهير الكرة الإماراتية".
وأضاف "سأشاهد بالطبع المباراة المقبلة للعين في نهائي البطولة الآسيوية، وأراها فرصة جيدة لكرة القدم الإماراتية كي تحتل صدارة آسيا على مستوى الأندية، وسبق لي أن شاهدت مباراة المنتخب الإماراتي مع نظيره العراقي في تصفيات كأس العالم بأبوظبي قبل أيام قليلة وانتهت بفوز الإمارات 2/ صفر، ولكنني لاحظت تراجعا غريبا من المنتخب الإماراتي بعد تسجيل الهدف الأول".
وعن مشواره الحافل بالإنجازات كلاعب ومقارنته بمسيرته في التدريب، قال مارادونا: "عندما كنت لاعبا، كنت أقوم بالواجبات المطلوبة مني تماما، ومن الصعب أن أكرر مسيرتي كمدرب بنفس مستواي كلاعب، لأنني في السابق كنت أقوم بالدور بنفسي لكن حاليا كمدرب يتم نقل الأمور للاعبين آخرين، وتمنيت أن أستمر لاعبا للكرة طوال حياتي".
وأضاف "أتابع العديد من فرق الدوري الإماراتي لكرة القدم منها الجزيرة والأهلي والوحدة والنصر والشارقة، ولكنني لا أتابع الوصل لأنهم تعاملوا معي بشكل لم يكن مرضيا بالنسبة لي، على رغم حبي الكبير لجماهير ولاعبي الوصل".
وعاد للحديث عن كرة القدم العالمية والفيفا الذي تعرض لأزمة غير مسبوقة بسبب قضايا الفساد "من الصعب القضاء على سنوات فساد طويلة في الفيفا وعندما سنحت لي الفرصة بالاجتماع مع إنفانتينو قلت له إنه ليس ساحرا ليكون قادرا على تغيير الأوضاع بشكل سريع، لكن عليه المتابعة وعندما تتاح لي الفرصة بالاجتماع معه سأطلعه على الفاسدين في كرة القدم الأرجنتينية وحذاري من أي ضغوط تتم على الكرة الأرجنتينية، والتي تعيش مرحلة صعبة للغاية من وجهة نظري، والاتحاد الأرجنتيني كان غنيا ولكنه حاليا أصبح مفلسا، بل هناك أندية كثيرة مفلسة وعليها ديون متراكمة".
وتابع: "لا أعرف سبب خوفهم مني في الأرجنتين، فكل ما أريده هو عودة الحب والمتعة للكرة الأرجنتينية".
وعن إنشاء أكاديمية تحمل اسمه، قال مارادونا: "من الممكن أن تكون هناك أكاديمية تقبل الناشئين بداية من عمر ال13 عاما، لأن قبل هذه المرحلة لابد أن يكون الناشئ بين أحضان أبويه".
واختتم مارادونا تصريحاته بالحديث عن فرص الأرجنتين في التأهل لمونديال 2018 بروسيا، قائلا: "لا أتخيل كأس عالم بدون الأرجنتين، والتانغو سوف يتأهل، وبدون شك مونديال بدون منتخب الأرجنتين سيكون مملا للغاية".