أدى تغير الجو في البحرين إلى زيادة أعداد المترددين على المراكز الصحية بسبب إصابتهم بالإنفلونزا الموسمية، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا الموسمية تتسبّب في الوفاة في بعض الدول، في الوقت الذي أوضحت فيه أن الأطفال صغار السن أو المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة، هم أكثر فئة معرضة إلى المخاطر، في الوقت الذي نشرت فيه وزارة الصحة في جميع المراكز الصحية طرق الوقاية من الإنفلونزا الموسمية، ومتى يمكن اللجوء إلى المستشفى.

وأعلنت وزارة الصحة مؤخراً أن لقاح الإنفلونزا الموسمية متوافر في المراكز الصحية وذلك للفئة المعرضة للإصابة بالمضاعفات الصحية، في الوقت الذي أشارت فيه إلى أن الأعراض يمكن علاجها في المنزل للناس الأصحاء، إلا أنه في حال استمرت الإنفلونزا إلى أكثر من يومين مع ارتفاع شديد في الحرارة يجب استشارة الطبيب.

وذكر عاملون في المراكز الصحية أنه مع بدء تغير الجو قبل أيام كان أكثر المترددين على المراكز الصحية هم من مرضى الإنفلونزا الموسمية التي تعرف أعراضها من ارتفاع درجة الحرارة، مع الإصابة بالاحتقان والرشح والصداع وألم في العضلات، والتي يمكن الوقاية منها من خلال الابتعاد عن المرضى، وذلك تجنباً لانتقال العدوى، إضافة إلى غسل اليدين باستمرار وذلك لكون أن اليد مصدر للميكروبات.

وفي هذا الصدد قال استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة عبدالهادي المحسن: «نسبة الإقبال على تطعيم الإنفلونزا الموسمية بين المرضى في العيادة هذا العام بلغت تقريباً 30 في المئة، وذلك بسبب إقبال المرضى المحتاجين إلى هذا التطعيم على أخذه، إضافة إلى أن حتى الأهل يقبلون على أخذ هذا التطعيم وذلك لما له من وقاية في الحد من أعراض الإنفلونزا الموسمية».

وأضاف «يعتبر هذا الموسم من المواسم التي تشهد زيادة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، وذلك بسبب انتشار الفيروسات، والتي تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بالاحتقان».

وتابع «على الأهل تعويد أطفالهم غسل اليدين بكثرة فهي مصدر الجراثيم والميكروبات، مع تغطية الفم عند العطاس».

وذكر المحسن ضرورة علاج الإنفلونزا في بدايتها، مبيناً أنه في حال مر أكثر من يومين ومازالت الحرارة مرتفعة أكثر من 38 ونصف ولا يستجيب المريض لمخفض الحرارة، فيجب أخذه إلى الطبيب للكشف عليه.

ولفت المحسن إلى أن أكثر الأمراض شيوعاً في فصل الشتاء هي الإنفلونزا الموسمية والتي تتشابه أعراضها تقريباً من باقي الفيروسات.

من جهتها أكدت منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا الموسمية تنتشر بسهولة ويمكنها اقتحام المدارس ومراكز الرعاية الخاصة والبيوت أو المباني التجارية والمدن.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الإنفلونزا الموسمية تحدث كل عام أثناء فصل الشتاء في حين أنه يمكن أن تحدث في المناطق المدارية طيلة العام مسببة فاشيات أقل انتظاماً.

وأشارت الإحصائيات إلى أنه تحدث الإصابة بالإنفلونزا في العالم بمعدل يتراوح ما بين 5 إلى 10 في المئة بين البالغين، في حين تتراوح النسبة بين الأطفال ما بين 20 و30 في المئة، ويمكن أن تتسبّب الإنفلونزا الموسمية في الدخول إلى المستشفيات وفي الوفاة، وخصوصاً في صفوف الفئات المعرضة لمخاطر شديدة وهم الأطفال صغار السن أو المسنون أو المصابون بأمراض مزمنة، إذ تتسبّب تلك الأوبئة السنوية في حدوث نحو ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة اعتلال في الوقت الذي تتراوح الوفيات ما بين 250 ألفاً و500 ألف وفاة.

وأكدت المنظمة أن التطعيم هو أنجع وسيلة للوقاية من المرض، موصية بتطعيم الحوامل في جميع مراحل الحمل، والأطفال في سن 6 أشهر الى 5 سنوات، والمسنين وخصوصاً من هم أكبر من 65 سنة، المصابين بحالات مرضية مزمنة، والعاملين الصحيين.

وتعد الإنفلونزا الموسمية عدوى فيروسية حادة تنتشر بسهولة من شخص لآخر، وتنتشر في جميع أنحاء العالم ويمكنها إصابة أيّ شخص من أيّة فئة عمرية بها، وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية تتسبّب الإنفلونزا الموسمية في وقوع أوبئة سنوية تبلغ ذروتها خلال فصل الشتاء في المناطق المعتدلة المناخ.

وتعد الإنفلونزا من المشكلات الصحية العمومية الخطرة التي تتسبّب في حدوث حالات مرضية وخيمة وتؤدي إلى الوفاة، ويمكن أن يتسبّب وباء الإنفلونزا في ظهور عبء اقتصادي.

وتتسم الإنفلونزا الموسمية بارتفاع حرارة الجسم بشكل مفاجئ والإصابة بسعال وصداع وألم في العضلات والمفاصل وغثيان والتهاب الحلق وسيلان الأنف، ويُشفى معظم المرضى من الحمى والأعراض الأخرى في غضون أسبوع واحد دون الحاجة إلى عناية طبية.