بين أزقة السنابس، سارت «الوسط» قاصدةً بيت خطيب حسيني، بلغ من العمر عتيا، لكنه لم يبلغ بعد منتهاه مع المنبر الحسيني. حكاية اقتران عمرها 66 عاما، بدأها الخطيب الحسيني ملا أحمد بن ملا ناصر المعلم، وعمره لم يتجاوز الخامسة عشرة، ليتتلمذ على يدي كبار الخطباء، وليستمر في صعوده المنبر، حتى اليوم وهو يتم عامه الـ 81.
وفي بيته العتيق، كان لقاء الذكريات المتزامن مع أربعينية الإمام الحسين (ع) للعام 1438 هجرية، ليوثق تجربة لم يستوعب ساعة اللقاء إلا النزر اليسير من تفاصيلها.
بجسده النحيل، استراح ملا أحمد على كرسيه وبجانبه كتب دواوين شعرية من بينها ديوان الجمرات الودية لأستاذه ملا عطية الجمري، وبصوته المبحوح بدأ اللقاء.
بين دمستان ومقابة
سنابسي المولد، لكنه ينتمي لأب قدم من دمستان وأم من مقابة. انتقلت العائلة للمنامة، تحديداً في فريق المخارقة وبجوار مأتم مدن، ومن هناك كانت البداية مع الخطابة.
يتحدث عن والده بالقول «والدي هو ملا ناصر المعلم، وقد اكتسب لقبه من تعليمه القرآن الكريم، ومن تعليمه في مدرسة الجعفرية بالمنامة».
«أنتفض» من ملا عطية
أما بداياته، فمع الخطيب الحسيني الشهير ملا عطية الجمري، وعن ذلك يقول: «كنت أخاف منه، وما إن يلبس «الشطفة» حتى يبدأ جسمي «ينتفض». كان يتركني مع الشيخ محمد علي الناصري الذي كان بدوره يعطيني أبياتاً لأحفظها. بعد ذلك نقلني الوالد للتتلمذ عند ملا علي صنقور، والذي «استانست» معه، فكان لديه حمار يوصلنا لـ»البلادين»، غير أنني لم أستمر معه، حيث كنت أستخدم حماراً «يعنفص» وسبب لي على إثر ذلك الطحال».
وأضاف «وعمري 14 سنة، طلبت من ملا علي صنقور «سيكل» ثم «موتر سيكل»، تحديداً من النوع الذي يحوي صندوقا لوضع الكتب، لأنتقل بعدها للتتلمذ على يد الشيخ محمد علي حميدان، وكنت وقتها أقف مع بعض الأصدقاء في أحد أزقة المنامة، ليمر علينا الشيخ محمد علي حميدان، فيقبض علي يدي، ما أوجد الخوف في قلبي على اعتبار أنه قاض حتى ظننت أن هنالك شكوى بحقي، فكانت المفاجأة حين طلب مني أن أقرأ قبله في بيت عبدالله بن كاظم بالمنامة، وبالفعل استمرت العلاقة فكنت أقصد بيته في فريق الحطب لتناول وجبة الغداء، وإرسالي بعدها لمجلس ويتوجه هو لمجلس آخر».
وتابع «بقيت مع الشيخ محمد علي حميدان لمدة سنة ونصف، ثم توقف صوتي دون علم بالسبب فيما إذا كانت «عينا» أو أمرا آخر، لأجمع بعد ذلك بين العمل في مهن الخياطة والنجارة عند الحكومة بأجر وقدره 6 روبيات، والعمل في نادي العروبة في فريق الحطب بأجر وقدره 90 روبية، وبين القراءة الحسينية ليلاً، وكانت أولى المجالس ونحن «نازلين» منطقة البلاد القديم تحديداً في بيت السطيع، وأذكر ليلتها أن الملا المتفق معه لم يتواجد لأصبح البديل وعمري وقتها 16 عاما، ولأستمر في القراءة حتى اليوم. لم أقرأ لـ«البيزات» وأول أجر تحصلت عليه مقداره 5 روبيات».
القراءة «أيام أول»
عاصر ملا أحمد المعلم المولع بأشعار ملا عطية وملا علي بن فايز وملا عبدالرسول بن حسن، عددا من الخطباء البارزين ومنهم: ملا عطية الجمري والشيخ محمد علي حميدان والشيخ محمد علي الناصري والشيخ أحمد العصفور وملا علي بن رضي، وملا جواد حميدان، وعددا من خطباء من العراق.
وبذاكرة لم تفقد الكثير من مخزونها، استذكر المعلم، القراءة الحسينية في السابق بالقول «كنا نبدأ بأبيات لقصيدة ثم نعقبها بآية من القرآن الكريم أو رواية أو خطبة لأحد الأئمة عليهم السلام، وكانت القراءة تستغرق نصف ساعة وتزيد أحياناً لتصل إلى ساعة كاملة».
وعن الفرق بين «المستمعة» في السابق والآن، قال: «مستمعة أول» كانوا يبكون كثيراً، أما الآن فالبكاء موجود لكن بشكل هادئ، كما ان الجيل الحالي أفهم من «الأوليين»؛ وذلك بسبب التعليم في المدارس، فـ«مستمعة هالزمان» كلهم متعلمون ويفهمون، يبكون لكن من دون رفع صوتهم».
وأضاف «أما إعادة العشرة فكانت موجودة في السابق أيضاً، وكنت أقرأ الإعادة في مسجد سيدفلاح».
رخصة السياقة في 1959
تنقل ملا أحمد المعلم بصوته بين «بلادين» عديدة، شملت كرزكان ودمستان وبوري، وفي بعضها كانت العلاقات الاجتماعية الحميمية مع أهلها، «حتى كنت «أبيت» معهم، تماماً كالأهل»، يقول المعلم مستعيداً بعضا من أيامه الخوالي. أما تنقلاته، فـ»كانت عبر «سيكل» بمكينة، قيمته 250 روبية، الى ان حصلت على رخصة السياقة عام 1959، وأحوز أول سيارة من نوع ستاندر بقيمة مقدارها ألف روبية».
في مقابة... الخوف من الموت
لم يخل الحديث مع ملا أحمد المعلم من طرفة. يتذكر بعضا من مواقف حفل بها مشواره مع المنبر، فيقول: «كنت في أحد المجالس الحسينية أقرأ في قرية مقابة، وكان الحديث عن الموت، فقفز لي أحد «المستمعة» معترضاً وهو يردد (كل تجيب لينا عن الموت؟)، وأراد ضربي، فكنت أرد عليه بالقول إن (ذكر الموت يرقق القلب ويبعده عن الذنوب)، وبعد فترة قصيرة (نحو أسبوعين) اختاره القدر فمات رحمه الله». وفي موقف آخر، يقول المعلم: «كنت برفقة ملا علي صنقور، نمتطي الحمار باتجاه قرية كرزكان لقراءة مجالس عاشوراء، إلى ان وصلنا لقرية بوري فقمت بادعاء المرض والتحايل على ملا علي صنقور فقط من أجل البقاء في بوري وقضاء ليلتنا هناك وتناول العشاء، وهو ما حصل بالفعل حيث انطلت الحيلة على ملا علي صنقور».
العدد 5189 - الأحد 20 نوفمبر 2016م الموافق 20 صفر 1438هـ
الله يتقبل يقول هدفه مو البيزات عطوه 5 ربيات ولاقال شي ..وألحين الملاية تشرط والملا يشرط والناس مستفقره وبعد بالغصب الدمعة تطيح
الله يحفظك يابو ناصر ياخادم العتره
قلوب صافية وضمائر خالصة ترتجي رضا الله والتقرب اليه بمحبة النبي الكريم وآله الميامين ..حفظكم الله ورعاكم
الله يحفظك خالي و يطول بعمرك .. عساك عالقوة
الله يحفظك يا ملا أحمد و يطيل في عمرك
و دوم إن شاء الله نحظر مجالس الحسين و آل البيت صلوات الله وسلامه عليهم و نراك تخدمهم من على منابرهم الشريفة
إى يازمان ..... فى السابق كان القارئ يبيت فى القريه فى موسم عاشوراء مثلا إذا كان القارئ من البلاد القديم ومجالسه تقراء فى قرى الشماليه أو الغربيه يبيت ولا يرجع قريته إله بعد إنقضاء عشرة محرم ... وجيب أغراضه معاه وجهزون ليه بيت وريقونه وغدونه وعشونه ونارجيله..... اخ على زمن لول
الله يحفظك يالخال و يبقيك لخدمة سيد الشهداء و اهل البيت و يرد الله عليك اولادك سالمين غانمين ...
بارك الله فيك يا ملا أحمد ، رجل مؤمن هادئ طيب حنون ، طول الله في عمرك..
فالحق يقال نحن أهل السنابس اذا طلبنا من ملا أحمد أي خدمه فيسارع اليها حسب امكانيته وخصوصا الصلاة على الموتى وتلقينهم ، لم نرى منه تذمر قط.
الله يعطيك الصحة ومأجوررين , لبيك سيدي أبا عبدالله .
ماجور والله يعودك ويحفظك يا بو ناصر
ونشكرا الوسط على اهتمامها بتراثنا الحسيني
وماجورين جميعا
الله يعطيك العافية و الصحة
الله يحفظه و يطول بعمره خادم الإمام الحسين ع
اااقولهااا
عافاك الله يحفظك ويطول في عمرك
يا خادم اهل البيت عليهم السلام
# مأجورين يا شيعة حيدر الكرار #
مفخرة السنابس " نعم هو الملا أحمد المعلم منذو وعينا على وجه الدنيا ونحن نسمع صوته المبحوح وحتى هو مريض لا يتواني عن خدمة ابي عبدالله الحسين وتراث متاصل في الأطوار الحسنية الله يطيل في عمره