لا أحد في البحرين يعترض على وجود قانون للأحوال الشخصية، والاختلاف ليس في وجوده بقدر ما هو في شروط اقراره.
يشير المؤرخون إلى أن فكرة التقنين نشأت من جمع الناس على رأي واحد، إذ أشار إليها عبدالله بن المقفع في رسالته المسماة (رسالة الصحابة) والتي وجهها إلى الخليفة العباسي المنصور، وقال في رسالته: «أن يأمر بهذه الأقضية والسنن المختلفة، فترفع إليه في كتاب، ويرفع ما يحتج به كل قوم من سنة أو قياس، .... وكتب بذلك كتاباً جامعاً عزماً، لرجونا أن يجعل الله هذه الأحكام المختلطة الصواب بالخطأ حكماً واحداً صواباً». وقد طرح الخليفة العباسي هذا الرأي على أن يكون مذهب الإمام مالك وكتابه «الموطأ» قانوناَ قضائياً للدولة العباسية فرفض مالك وقال: «إن أصحاب رسول الله (ص) اختلفوا في الفروع وتفرقوا في البلدان، وكل مصيب».
لم تبدأ حركة تقنين الفقه الإسلامي في الأحوال الشخصية، إنما ظهرت في مجالات أخرى كالمعاملات والعقوبات، فقد ظهرت أولى هذه المحاولات (الفتاوى الهندية) في القرن التاسع عشر لجماعة من علماء الهند، لتقنين العبادات والعقوبات والمعاملات.
وفي الدولة العثمانية ظهرت مجلة (الأحكام العدلية) التي تضمنت جملة من أحكام: البيوع، والدعاوى، وصدرت هذه المجلة العام 1869م، واحتوت على 1851 مادة استمد أغلبها من الفقه الحنفي، المذهب الرسمي للدولة العثمانية. ومع الضغط الأوروبي على الدولة العثمانية وظهور ما يسمى بالإصلاح في النظام السياسي والإداري، بادر العثمانيون بإصدار قانون حقوق العائلة سنة 1917م مقتبسين هذا المصطلح المستحدث أيضاً من الغرب، وما يميز قانون الأسرة العثماني في منهجيته عن مجلة الأحكام العدلية أنه لم يعتمد الفقه الحنفي، بل أخذ بعض الأحكام من المذاهب الثلاثة الأخرى.
وبعدها بدأت الدول العربية السير على هذا المنوال تباعاً، لكن الأمر لا يخلو من اصطدامات مع أهل الاختصاص في الفقه والشريعة، ففي العام 2009م أصدرت وزارة العدل المصرية تعديلات على قانون الأحوال الشخصية جوبهت بالرفض، إذ أصدر مئات العلماء والمثقفين المصريين بياناً حذروا فيه من إقصاء الشريعة الإسلامية عن الأحوال الشخصية في مصر، إذ أشاروا إلى (إن الجهات التي قامت وهي وزارة العدل، والمجلس القومي للمرأة، ولجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، هي جهات غير مخولة شرعاً ولا نظاماً بالتشريع في قضايا اجتماعية تتعلق بالحلال والحرام، كما أنها مضت في مشروع التعديل على رغم معارضة مجمع البحوث الإسلامية للكثير من بنودها المتعارضة مع الشريعة).
والبحرين بلد إسلامي عربي لا تخرج عن الإطار، وعلماء الدين هنا لم يكن موقفهم ناتج عناد ذاتي، ولا مكابرة سياسيَّة وإنما خضوع لحكم الله تبارك وتعالى: «وَمَن لَّمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» متحملين بذلك المسئولية التاريخية الملقاة على عاتقهم في تثبيت أحكام الله، فهم لا يرفضون التقنين من أصله إنما يريدون ضماناً لهذه الأحكام، فالعلماء هم أكثر الناس منصفون لحقوق المرأة، والمطالبون بتوفير حياة كريمة تؤهلها لأن تعيش في المجتمع بأمن وكرامة، وتنال حقوقها الشرعية بشكل عادل، لذا فهم يطالبون بأن يكون القضاة على قدر عالٍ من تحمل المسئولية الكبيرة، وأن يُصاغ التشريع الإلهي على مستوى فتاوى المرجعية العليا للطائفة صياغة قانونية، مع وجود ضمانات دستورية كافية، تحميه من التحريف مستقبلاً بيد ليس من أهل الاختصاص والشريعة، ذلك التحريف الذي يضيع معه الحق الإنساني، ويكون للمرأة فيه النصيب الأكبر من الخسران.
إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"العدد 5187 - الجمعة 18 نوفمبر 2016م الموافق 18 صفر 1438هـ
فضلا عن ألا وجود لضمانات دستورية، فالقانون المذكور لا يخلو من شطحات فقهية و ليس كتاب الصحف من يعين فيما إذا كان القانون متوافق عليه فقهيا أم مختلف عليه، و معترض عليه أم متسالم في أمره
أستغرب من النساء أذا يتحلطمون ويقولون أن المحاكم الجعفرية تطول وتتم الزوجة معلقة ترى حتى القضايا العادية والقضايا العمالية تطول عندي قضية عمالية ألحين سنتين وفي قضايا مثل قضية نبيل رجب وغير واجد كلا تأجيل في تأجيل ...
تقارن امرأة معلقه بأولادها الخمسة بدون نفقه تعاني القهر والضرب بقضايا عماليه؟؟؟؟!!!
وش هالهرير التي تهره؟ يعني عندك عادي الزوجه معلقه ومطروده من بيتها ومعلقه بالسنوات ولا عندها مصدر للدخل وتعيش العوز والفقر والرجل متملص من النفقه وهايم على وجهه ويه المترديه والنطيحه وتقارنها بهندي متهاوش ويه الكفيل ..مافي صفر بالمئه وجه مقارنه
أحسنت أستاذة رملة
هذا هو لب الموضوع ،هناك أحكام إلهية ستصاغ الى قوانين ولكن بعد اقرارها ستكون عرضة للتغيير والتبديل والتحريف كأي قوانين أخرى اذا لم تتوفر الضمانات الدستورية التي تمنع التغيير لغير المرجعية الجعفرية.
وهذه الاحكام لها علاقة مباشرة بالنسب والصحة وقوع الزواج والطلاق والارث والولاية وأمور كثيرة اذا ما تمت بشكل غير شرعي ستكون ويلاتها عظيمة لمن كان يهمه الشرعية.
ونحن فقط نقول لمن يركض للتقنين أن لا يوجد من يمانع ولكن أين هي الضمانات التي تحفظ الشريعة؟
الاسلام قوانينه عامة والقوانين المدنية تفصيلية لا تخرج عن الخطوطة العامة للاسلام
اين الخلل:
هل الخلل هي في مواد التشريع الشق الجعفري؟
ام ان الخلل هي في الجهاز القضائي؟
على سبيل المثال في البحرين مواد قانونية دستورية وتشريعية برّاقة لكن الخلل في تطبيقها وهذا ما خلق الازمة في البلد ونفس الامر ينطبق على القضاء الشرعي
للمذهب الجعفري خصوصياته كما لجميع المكونات الأخرى خصوصيات فلا يمكن التغيير في الشرع وأستحداث قوانين بحجة التطور فمن أراد أن يتطور ليتزوج على غير الطريقة في المذهب الجعفري فهناك هو مخير بين المحاكم والكنائس والمعابد وغيرها وجميع هذه الأماكن نحترمها ونحترم من يعتقد بها
احسنت
لماذا ﻻيتم تقنين اﻻحوال الشخصية اسوة بقانون ايران والعراق منذ الخمسبنات لديهم قانون اﻻحوال الشخصية ولم يتاثر المذهب بدل من سوء حالة المراة ووقوفها في المحاكم سنين وكل قاضي يفتي على مزاجه
شدعوة المحاكم الاخرى مثل المحكمة الجنائية و المحكمة العمالية يطبقون القانون بحذافيره ام بانتقائية و مزاجية ؛ عندي قضية في المحكمة العمالية صار ليها سنة و نص و للحين ما انحلت بالرغم من وجود قانون العمل و المحاكم المختصة لكن الخطأ في الجهاز القضائي نفسه
ابتسم أنت في البحرين ...
يعني إذا ....وقع في مجلس العلماء على وثيقة ولا التزم بها .. بل صار يسوي عكس ما فيها .. ويش تتوقع لهالقانون لو أقروه بلا شروط ولا ضمانة؟!
عندي سؤال
قانون الاحوال الشخصيه يعني تقدر الزوجه تتزوج وهي علا ذمة زوج ثاني بعد ماتطلق طلاق من المحكمه طلاق غير شرعي طلاق من قانون وضعي
عندي سؤال محيرني ياريت أحد يجاوبني ..لكل المعترضين على قانون الاحوال الشق الجعفري ..اخواننا من الطائفه السنيه الكريمه حاليآ يعملون بالقانون هل ياترى خالفو الشرع؟ ياريت احد يفيدني ..مع الشكر الجزيل