أجبرت كثافة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام السوري على شرق حلب أمس الجمعة (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) السكان المحاصرين على ملازمة منازلهم، وحالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى الضحايا بعد ليلة تخللتها اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.
وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال مراسل «فرانس برس» إن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح أمس على الأحياء السكنية التي تعرضت أيضاً لغارات جوية مكثفة. وأفاد بأنّ القصف المدفعي وراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الأحياء التي اعتادت على الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارّة.
حلب - أ ف ب
أجبرت كثافة القصف الجوي والمدفعي لقوات النظام السوري على شرق حلب أمس الجمعة (18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) السكان المحاصرين على ملازمة منازلهم، وحالت دون وصول سيارات الاسعاف إلى الضحايا بعد ليلة تخللتها اشتباكات عنيفة في جنوب المدينة.
وفي اليوم الرابع لاستئناف قوات النظام قصفها على الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال مراسل «فرانس برس» إن عشرات القذائف والصواريخ سقطت منذ صباح أمس على الاحياء السكنية التي تعرضت أيضا لغارات جوية مكثفة. وافاد بان القصف المدفعي وبراجمات الصواريخ غير مسبوق منذ العام 2014 في تلك الاحياء التي اعتادت على الغارات الجوية، في وقت لزم السكان منازلهم وخلت الشوارع من المارة.
وأوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن القصف الجوي والمدفعي استهدف صباحاً أحياء عدة بينها مساكن هنانو والفردوس والهلك وبستان الباشا وبستان القصر وطريق الباب والصاخور، ما ادى إلى مقتل أربعة مدنيين على الأقل. ووثق المرصد مقتل 65 مدنياً على الأقل في أربعة أيام من القصف الجوي والمدفعي على الأحياء الشرقية.
وتواجه فرق الاسعاف صعوبة في التوجه إلى أماكن تم استهدافها؛ بسبب شدة القصف بالصواريخ والقذائف والبراميل المتفجرة.
وفي حي مساكن هنانو، تهتز الابنية مع كل غارة جوية، وفق مراسل «فرانس برس» الذي قال إن سكان الحي طلبوا صباحاً الإسعاف، إلا أن الفرق لم تكن قادرة على الوصول إليهم. واظهرت مقاطع فيديو دماراً كبيراً لحق بمبنيين على الاقل.
وقال مدير مركز الدفاع المدني في حي الانصاري نجيب فاخوري لوكالة «فرانس برس»: «لم نشهد غزارة في القصف المدفعي والصاروخي مثل اليوم... حتى بات من الصعب علينا التوجه إلى أماكن القصف».
وأضاف «قبل قليل، تم طلبنا لإطفاء حريق نشب في حي الفردوس نتيجة القصف وحتى الآن لم نستطع التوجه إلى هناك».
ودارت اشتباكات عنيفة الليلة قبل الماضية في حي الشيخ سعيد الذي تسعى قوات النظام إلى السيطرة عليه في جنوب الاحياء الشرقية، وفق مراسل «فرانس برس» والمرصد.
وردت الفصائل المعارضة على التصعيد العسكري في شرق حلب بإطلاق «أكثر من 15 قذيفة صاروخية» بعد منتصف الليل على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، وفق المرصد.
ووزع برنامج الاغذية العالمي واحدى المنظمات الانسانية المحلية الاسبوع الحالي آخر حصص المساعدات الغذائية القليلة التي كانت متبقية لديهم. واقتحم سكان مطلع الاسبوع مستودعا تابعا للمجلس المحلي واخذوا محتوياته وفق مراسل فرانس برس.
ويأتي التصعيد العسكري في سورية بعد اسبوع من انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والذي حدد اولوياته بقتال تنظيم «داعش» وليس اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
ويرى محللون ان دمشق وحلفاءها يعملون على كسب الوقت قبل تسلم ترامب مهامه.
وافاد المرصد ومراسل فرانس برس في إدلب باستهداف «طائرات حربية يعتقد أنها روسية» لمناطق عدة بينها مدينتا سراقب وجسر الشغور.
وفي الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، احصى المرصد مقتل 22 مدنيا بينهم 10 اطفال خلال 24 ساعة جراء القصف المدفعي والصاروخي والجوي على مدن عدة بينها دوما وجسرين وسقبا. كما قتلت امرأة واصيب 3 اخرون جراء سقوط قذائف على احياء في دمشق، وفق وكالة «سانا».
وعلى جبهة أخرى، تركزت المعارك بين «قوات سورية الديمقراطية» وتنظيم «الدولة الاسلامية (داعش)» على مرتفع استراتيجي على بعد نحو 25 كيلومترا شمال مدينة الرقة السورية، بعد أسبوعين من بدء حملة لطرد المتشددين من أبرز معاقلهم، وفق ما افاد مراسل فرانس برس.
واكد مسئول بارز في «قوات سورية الديمقراطية» أمس تسلم الاخيرة دفعة جديدة من الاسلحة والمعدات من التحالف الدولي بقيادة واشنطن، مؤكداً أن قوات التحالف تشارك «بريا» في القتال إلى جانب تقديمها الدعم الجوي للهجوم المستمر منذ نحو اسبوعين لطرد «داعش» من أبرز معاقلهم في سورية.
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة حظر الاسلحة الكيماوية احمد اوزومجو في مقابلة مع «فرانس برس» أمس أن المنظمة المكلفة تدمير الأسلحة الكيماوية في أنحاء العالم تنظر حالياً في «أكثر من 20» اتهاما باستخدام اسلحة مماثلة في سورية منذ شهر أغسطس/ آب الماضي.
وكان مجلس الامن الدولي مدد أمس الأول لمدة عام ينتهي في نوفمبر 2017، تفويض فريق المحققين الدوليين المكلفين تحديد المسئولين عن هجمات بالأسلحة الكيماوية وقعت في سورية. وكان المحققون الدوليون خلصوا إلى اتهام النظام السوري باستخدام مروحيات لشن هجمات كيماوية على ثلاث مناطق في شمال سورية في العامين 2014 و2015.
العدد 5187 - الجمعة 18 نوفمبر 2016م الموافق 18 صفر 1438هـ