في البداية، تحية «عنيفة» للأخت العزيزة، والزميلة الإعلامية، الشابة النشطة شيخة الشعلان؛ نظير جهودها الإعمارية في صفحة «شباب الوسط»، واثقون من قدرتها الطموحة على جعل الصفحة ملتقى للشباب البحريني... .
(1)
عطفا على مقالة الأخ العزيز، وزميل الملتقى الثقافي الأهلي، الشاب اليافع نايف الكواري، المنشورة في العدد الماضي من صفحة «الشباب»، فقد «استفزتني» نظرة «الكواري» لمشروع عدد من التجمعات الشبابية البحرينية بتنظيم حملة وطنية شبابية لخفض سن الانتخاب من 21 إلى 18 سنة، و«الكواري» يرى ان شريحة كبيرة من شباب البحرين غير مؤهلين للمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، ويعزو ذلك للثقافة السطحية لهذا الجيل المهتم بآخر صرعات الموضة وثقافة كرة القدم، ويتساءل عما إذا كان هؤلاء الشباب هم من سيمثلون المجتمع في المستقبل تحت قبة البرلمان.
(2)
في الحقيقة، إن مشروع الحملة الوطنية الشبابية لخفض سن الانتخاب من 21 إلى 18 سنة قد تقرر تأجيله لحين انعقاد الفصل التشريعي للمجلس الوطني، بغرفتيه الشورى والنواب، وقد جاء قرار الإرجاء بناء على عدد من المعطيات، التي تشهدها الساحة السياسية البحرينية الخصبة بالمستجدات، وأهمها جدلية المشاركة أو المقاطعة في الانتخابات النيابية المقبلة، كما أنه من المهم الإشارة إلى أن قرار تأجيل الحملة يسمح للمنظمين «ملتقى الشباب وجمعية الشبيبة البحرينية وآخرين...» بترتيب أوراقهم الضاغطة بشكل «لطيف».
(3)
«قد» أتفق مع الأخ والزميل العزيز نايف الكواري فيما ذهب إليه من عدم قدرة شباب البحرين على مواكبة ما تطرحه القلة من الشباب المثقف من شطحات إبداعية، وهي قد تمثل في أكثر الاحيان انعكاسا لحالات فردية، إلا أن موضع خلافي مع الأخ والزميل العزيز «الكواري» يكمن في ثمالة الغالبية العظمى من الشباب البحريني بالشأن العام في هذه الفترة وسابقتها، وذلك مدعاة للفخر والاعتزاز، بغض النظر عن الشحن الذي يمارس عليه سواء كان دينيا أو طائفيا أو ثقافيا أو اجتماعيا أو خيريا أو سياسيا.
(4)
على رغم ذلك، تشكل نسبة «مجهولة» من الشباب تلك الشريحة الغوغائية، التي تثير حنق «الكواري» ورجال الدين والتربويين وأولياء الأمور،... ولكن لنستمر في مساعينا السلمية والحضارية «لإستدراج» هؤلاء الشباب في تجمعاتنا الشبابية، ولنتفاعل بشكل إيجابي مع أطروحاتهم «الساذجة» وأفكارهم «المتواضعة» وثقافتهم «السطحية»، على رغم من النسبية في موضوع الثقافة العامة، ولنعمل بشكل جاد وحثيث على إشراكهم ودمجهم معنا، فما زالوا وما زلنا شبابا، بانتظار مزيد من المبادرات البناءة،بحيث تشمل الحملة الكثير من الندوات التثقيفية والحلقات النقاشية والجولات المكوكية على المدارس والجامعة إضافة الى المذكرة الاحتجاجية للمطالبة بخفض سن الانتخاب وغيرها... من بروتوكولات العمل السلمي والحضاري، وهذا بطبيعة الحال سينعكس بالإيجاب على مستوى الثقافة الفردية للشباب من الجنسين إضافة إلى إشراكهم في مسائل وقضايا الشأن العام، وهذا بالتحديد ما يدعو إليه ملك البلاد في أغلب لقاءاته مع رجالات المملكة ورموزها. ونحن على يقين تام في مختلف تجمعاتنا الشبابية البحرينية بأننا لسنا «شبابا آخر»، كما يروق للبعض تسميتنا...!؟!
رئيس ملتقى الشباب
راشد ج. الغائب
العدد 24 - الأحد 29 سبتمبر 2002م الموافق 22 رجب 1423هـ