العدد 24 - الأحد 29 سبتمبر 2002م الموافق 22 رجب 1423هـ

سؤال معلّق.. هل تُنقِذ اللوائح الداخلية المجلس الطلابي من عنق الزجاجة؟

«الوسط» تحاور أعضاء مجلس طلبة جامعة البحرين

يسعى مجلس طلبة جامعة البحرين المكون حديثا والمنتخب أعضاؤه في مايو/ أيار الماضي إلى فتح آفاق مضيئة للعمل الطلابي الجاد ورؤية سليمة تُبتنى على أسس الديمقراطية التي تعيشها المملكة، وذلك بتوسيع نطاق المشاركة الطلابية بوجود ممثلين للطلبة من جميع كليات الجامعة وجمعياتها وأنديتها الطلابية... حيث يهدف المجلس إلى تنمية شخصية الطالب وطنيا واجتماعيا ورياضيا وثقافيا، وتوعية الطلاب بحقوقهم وواجباتهم ودعم الأنشطة الطلابية في مختلف المجالات والمساهمة في تطوير الخدمات الطلابية... وغيرها من الأهداف التي تصب جميعها في مصلحة الطالب.

وبعد إعلان التشكيل الداخلي للمجلس، تتضح الصورة أكثر لمعالم هذا المجلس الذي بدأ يتجه واقعا إلى البداية والانطلاق والعطاء الطلابي والنزول إلى الميدان العملي والتجربة... وتثار هنا الكثير من الأسئلة والرؤى والاشكالات في هذه الفترة تحديدا عن طبيعة العلاقة بين المجلس وعمادة شئون الطلبة... كونها المنسق المباشر مع المجلس حسب المادة «4» ضمن لائحة إنشاء وتنظيم مجلس طلبة جامعة البحرين. ويتساءل الطلبة والمهتمون: هل توجد وصاية من العمادة على قرارات وأنشطة وفعاليات المجلس... هل هناك حرية لدى الأعضاء لمناقشة أي موضوع... أم الدفة توجه من الخارج...؟ خصوصا إذا علمنا بأن المادة «27» من الفصل التاسع ضمن لائحة تنظيم المجلس تقر بأنه: «يُشترط في إقامة الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والمعارض الحصول على موافقة عميد شئون الطلبة. كما يُشترط لدعوة المتحدثين من خارج الجامعة، توجيه الدعوة رسميا من قبل دائرة الإعلام والعلاقات العامة بالتنسيق مع عمادة شئون الطلبة»... هل العلاقة بين المجلس والعمادة واضحة أم هي ضبابية...؟ هل يستطيع الأعضاء التوفيق والانسجام مع هذه القوانين ويوفون بالوعود والالتزمات التي أعلنوها للطلبة أثناء الانتخابات...؟ آثرنا أن يكون الحوار من الداخل وتوجهنا بالأسئلة إلى عدد من أعضاءالمجلس.

الجامعة كالبيت

تعبير يختزل الكثير من المعاني والمشاعر عبّر عنه عضو المجلس يوسف عبدالغفار واصفا العلاقة التي تربط المجلس بالعمادة بأنها مماثلة للعلاقة الأسرية في البيت... «نحن في الجامعة يحتوينا بيت واحد»، مؤكدا أن حلقة الحوار بين المجلس والعمادة موجودة، والمشورة والاتصال مستمرة بينهما، مما يهيئ جوا محفزا لعمل طلابي مثمر.

ويقول يوسف: «لم يُطرح مشروع ما حتى الآن لنفترض هذه الوصاية. الأب والابن يحكمهما نسيج وكيان واحد بعيدا عن قوة من يفرض رأيه على الآخر... ويكون ضمن علاقة تفاهمية وفي جو ديمقراطي وليست تسلطية أو أحادية الاتجاه... فالأب لن يعمل أبدا على إيذاء ابنه... والابن البار يتفهّم أبعاد القرارات التي تصدر ويحاول نقاشها بموضوعية وحوارية... وهي علاقة بطبيعتها تكاملية لا تأخذ طابعا جامدا..».

غير واضحة... وضبابية

عضو المجلس، جعفر حمزة، يتفق أيضا أنه من الصعب تحديد وجود وصاية في هذه الفترة والتجربة لم تولد بعد... لكنه يرى أن العلاقة «غير واضحة وضبابية...» في ظل غياب ضوابط هذه العلاقة واللوائح الداخلية التي تحكم عمل المجلس. ويقول جعفر: «ما سمعناه أنه ستعرض اللوائح علينا للاستئناس بها حسب ما أُخبرنا به من قبل دائرة التنمية الطلابية، ومن الضروري عرضها على الأعضاء لمناقشتها والبتّ فيها وليس التفرد بصوغها جاهزة لكي نعرف ما لنا وما علينا... وخلال الأيام المقبلة سنتحرك ضمن المساحة المتاحة لنا...».

هالة القاروني، طالبة حقوق، انتخبت من قبل طلبة كليتها وهي تنطلق من ثوابت قانونية في تحديد أفق هذه العلاقة وتقول: «يجب أن يكون التحرك مستندا على منظومة القوانين واللوائح الداخلية التي لم تجهز حتى الآن ولا يتعدى ذلك المسموح والمعقول به حتى لا نقع في اشكالات نحن في غنى عنها...».

مثل اللعبة

وتتحدث بثينة الجودر، عضو المجلس قائله أن تأخر إصدار اللوائح أثر سلبا على انطلاقة عمل المجلس «وكأننا داخل متاهات لا نعرف أين أبوابها...» ووصفتها بأنها: «مثل اللعبة... لا يوجد شيء واضح». وتقول بثينة: «أرى من الضرورة أن يتم التعجيل في إصدار اللوائح وعرضها على الطلبة؛ لأن ذلك سيرسم لنا الطريق ويمنع تضييع الوقت. تصور أننا نعرض مشروعا ما ونجهز له ثم لا يوافق عليه بسبب عدم اتضاح الرؤية... سيحد ذلك من عمل المجلس...».

عقلانيون... لا متشائمون

ويقول محمد غريب عضو المجلس: «لا يعني تأخير اللوائح تعطيل العمل وخدمة الطلبة... يجب أن لا نستعجل الأمور ولا نقرأ الواقع بافتراضات تحدد المستقبل بفهم ضيق... مازال الوقت مبكرا... والعمل القادم...».

ويرد أيضا يوسف عبدالغفار مستغربا: «ما المانع من العمل الآن والانطلاق إلى حين ظهور اللوائح الداخلية..؟! هل هذه القوانين تمنعنا من العمل...؟ لماذا ننتظر ونؤجل مشروعاتنا حتى إصدارها...؟! كانت الأمور في السابق ولاتزال بالنسبة لعمل الجمعيات والأندية أن تُعرض الأنشطة الطلابية على العمادة لأجل الموافقة... فهو أمر ليس بجديد. الجامعة لم تقصر معنا فهي دائمة متعاونة وتمد يدها ولا تبخل بشيء... مشكلتنا أننا نبحث عن الأمور الصغيرة ونظهرها على السطح. وبرأيي أن العمادة لن ترفض اي مشروع في خدمة الطالب... وإذا حدث سيكون بُمسوِّغ قانوني... علينا أن لا نستعجل الأمور ونكون عقلانيين لا متذمريين في تصرفاتنا وتقديرنا إلى الأمور...».

وتقول بثينة الجودر: «لسنا متشائمين... نريد معرفة الحدود ورسم الطريق الذي سيسير عليه المجلس». وتؤكد هالة أيضا: «لا أعتبره تشاؤما... كيف تريدنا - موجهة السؤال إلى يوسف - أن نعمل ونبني ثم يتضح أن هذا العمل مخالف لقانون المجلس...؟ ولا نريد لآمال الطلبة أن تذهب أدراج الرياح حين يكتشفون أن أعمالنا هي خارج المسموح به...».

وصاية

ويتحدث عضو المجلس هاني خليل: «هناك فجوة وأزمة ثقة بين العمادة والمجلس سببها ما ذكره بعض الأخوة. وخلال عملنا ستة أسابيع وأثناء نقاشاتنا وتداولنا للموضوعات في الاجتماعات... لم يُرفض حتى الآن قانون أو مشروع أو اقتراح قدِّم إلى العمادة... لكنني أعتقد - شخصيا - أن كل عضو من أعضاء المجلس يشعر داخل نفسه أن هناك وصاية مفروضة عليه...».

ويكمل حديثه: «مملكتنا تعيش في جو ديمقراطي، ولكن الجامعة تعيش بداية هذه المراحل... وفي تصوري هناك عراقيل سُتوجد مستقبلا هذه الوصاية على بعض القوانين انطلاقا من معطيات موجودة. وخلال معايشتي لفترة النشاط الصيفي رُفضت بعض المشروعات الطلابية ضمن ورشة «مراحب الصيفية من دون أي مسوغ قانوني...». وحين أخبرته أن ماحدث ليس له علاقة مباشرة بعمل المجلس وهو يحمل صيغة ومتنفسا آخر .. قال: «ما حدث في الصيف جزء من النشاط الصيفي الذي يتبناه وسيقوم به المجلس...».

مراهقة ديمقراطية

ويرى يوسف عبدالغفار أن الآراء التي تواجه المجلس بالانقيادية وعدم وجود الشخصية الاعتبارية له إنما وقعت في استنتاج غير ناضج ورؤية غير سليمة... وإذا كانت هناك وصاية فهي وصاية القانون. ويقول: «أجد أن مراهقة ديمقراطية تنتشر بين بعض الطلبة وتعكس نقصا في الوعي وتتمثل بالاندفاع والتهور وحب المعارضة من أجل البروز والظهور. إنني متفائل بعمل المجلس وهو ما نحتاجه في هذه الفترة لإزالة الغمام من أمام أعيننا وأن نرى الأمور بمنظور جديد واقعي يتكيف مع ما هو مطروح. وما يدور في المجتمع الخارجي ينعكس بشكل أو بآخر على مجتمع الطلبة بألوانه وتوجهاته كافة...». وعبّر باختصار عندما قال: «كل شيء في وقته حلو».

شراكة

ويبين جعفر موقفه: «عند الاشتراك في عمل أو أمر ما مع شخص آخر لا بد من وجود عقد مع الطرف الآخر ويتضمن جميع الشروط والحدود...».

وأكمل: «لا أعتقد أن العمادة ستقوم برفض قوانين أو مشروعات طلابية سيطرحها المجلس...»، سألته: «إذا... فَلِمَ التخوف...؟» أجاب: «التخوف من آلية الطرح ونوعية البرامج المقترحة... ربما تتحفظ على تفاصيل المشروع... والحديث هنا عن كيفية طرحها وطريقة معالجتها...».

ويوضح يوسف: «هذا هو أول مجلس لطلبة الجامعة ولا يمكن الأخذ بما حدث مع الجمعيات والأندية كمؤشر... نحن نخوض تجربة جديدة بمعطيات ومفرزات مخالفة للتجارب السابقة وجدير بنا أن ندخلها متفائلين... فلنخطُ خطوة ثم نرى رد الفعل...». وتختتم هالة الحديث: «أتمنى أن توزع علينا اللوائح الداخلية في أسرع وقت ممكن...».

المجلس لايزال في طور التأسيس ويخطو خطواته الأولى... وقدوم اللوائح الداخلية سيضع النقاط على الحروف ويُكمل معالم الصورة لانطلاقة مليئة بإشراقة تتجدد مع كل نشاط وعمل طلابي.

الأعضاء المتحدثون:

1- جعفر حمزة (نائب رئيس اللجنة الثقافية)

2- محمد جاسم غريب (رئيس لجنة خدمات الطلبة)

3- يوسف عبدالغفار (نائب رئيس لجنة خدمات الطلبة)

4- بثينة الجودر (عضو)

5- هالة القاروني (عضو)

6- هاني خليل (عضو)


مجلس طلبة جامعة البحرين - مسيرة بلا توقف

الاسم:

مجلس طلبة جامعة البحرين

التعريف:

مجلس طلابي يقوم على الديمقراطية يمثل جامعة البحرين داخل الجامعة وخارجها.

المقر:

الحرم الجامعي بفرعيه في مدينة عيسى والصخير.

رؤيتنا:

أن نكون مجلسا طلابيا متفوقا، يوفّر ويطوّر الخدمات سعيا لرفع مستوى الطالب الجامعي بطرق إبداعية في شتى المجالات.

أهدافنا:

- خدمة الطلبة والسعي لحل مشكلاتهم المادية والأدبية.

- بث الوعي بين الطلبة ومحاولة انضاج الفكر بشكل أوسع.

- المساهمة في صوغ الشخصية الطلابية وتأهيل الكوادر القيادية.

- تكريس الوحدة الوطنية بين الطلبة والمشاركة الفعّالة في المناسبات الوطنية وإبرازها بالصورة السليمة.

- العمل على رفع مستوى الحركة الطلابية.

الوسائل:

- إقامة مختلف الأنشطة من المحاضرات والندوات والرحلات وغيرها.

- إقامة حلقات النقاش بين الطلبة في حل قضاياهم.

- إقامة دورات تدريبية للطلبة للعمل على تنمية مهاراتهم.

- عمل البرامج الإرشادية والتوعوية للطلبة.

- إعداد مختلف الدر

العدد 24 - الأحد 29 سبتمبر 2002م الموافق 22 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً