أدى الاحترار المناخي إلى زيادة وتيرة الظواهر المناخية القصوى في العالم وخصوصا الجفاف وموجات الحر، بحسب تقرير صدر عن المنظمة العالمية للارصاد الجوية، ويفترض ان يحث الدول والمنظمات في قمة المناخ في مراكش على التحرك بسرعة.
وجاء في التقرير المستند الى حوالى ثمانين دراسة عن هذا الموضوع ان "التغيرات المناخية التي سببتها الانشطة البشرية ساهمت في عدد كبير من الظواهر المناخية القصوى المسجلة بين العامين 2011 و2015".
واضافت المنظمة العالمية للارصاد الجوية ان "احتمال تسجيل درجات حرارة قصوى زاد عشر مرات واكثر".
ومن الظواهر القصوى التي ساهم الاحترار المناخي بحصولها درجات حرارة موسمية وسنوية قياسية في الولايات المتحدة في 2012 وفي استراليا العام 2013 فضلا عن موسم صيف حار في شرق آسيا واوروبا الغربية في 2013 وموجات حر في الربيع والخريف في 2014 في استراليا ودرجات حرارة سنوية قياسية في اوروبا العام 2014 فضلا عن موجة حر في الارجنتين في يناير/كانون الثاني 2013.
وتأتي أعمال المنظمة العالمية للارصاد بمثابة تكملة لخلاصة المجموعة العالمية لخبراء المناخ التي نشرت في 2013.
ويتعذر عزو ظاهرة مناخية معينة الى التغير المناخي، الا ان خبراء المناخ يعتبرون ان الظواهر القصوى ستزداد مع ارتفاع الحرارة على الارض.
وصدر هذا التقرير فيما بدأ ممثلون عن دول العالم وخبراء مؤتمرا في مراكش في المغرب منذ الاثنين، في محاولة لوضع اتفاق باريس حول المناخ الرامي الى حصر ارتفاع حرارة الارض بدرجتين، موضع التطبيق.
ويرى العلماء ان تجاوز الدرجتين سيجعل من مناطق عديدة في العالم غير قابلة للسكن.
الا ان الدراسة اشارت الى ان الاحترار يتم بسرعة أكبر.
واشارت المنظمة الى ان السنوات الخمس بين العامين 2011 و2015 كانت الاكثر دفئا على كل القارات، باستثناء افريقيا.
وكان العام 2015 بعد العام 2014 مباشرة، السنة الاكثر دفئا وتجاوزت باكثر من درجة مئوية واحدة تلك التي سبقت الثورة الصناعية، بحسب المنظمة.
وارتفع منسوب مياه البحر 3 ميليمترات سنويا منذ 1993، مقابل 1.7 ملم بين 1900 و2010، وذلك بسبب ذوبان الجليد.
افريقية الأكثر تأثراً بالاحترار
وأظهر تقرير آخر نشر على هامش قمة مراكش حول المناخ، ان ما يقارب من نصف البلدان التي ضربتها في العام 2015 احوال جوية قاسية، تقع في افريقيا.
وصدر التقرير عن منظمة "جيرمان ووتش" غير الحكومية، وهو يضم النسخة الثانية عشرة من "المؤشر السنوي للمخاطر المناخية".
وبشكل عام، فإن الدول الفقيرة هي الاكثر تضررا من العواصف وموجات الحر والفيضانات وموجات الجفاف، وهي ظواهر تزداد حدتها ووتيرتها بسبب الاحترار المناخي.
وهذه الدول الفقيرة هي في الواقع الاقل تسببا بانبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة المؤدية الى الاحترار.
واحصى المؤشر ظواهر مناخية قصوى في 180 بلدا بناء على المعلومات التي قدمتها شركة التأمين الالمانية "ميونيخ ري".
وتبين ان البلدان العشرة الاكثر تأثرا بالظواهر المناخية القاسية في العام 2015 كانت موزمبيق ثم الدومينيكان ومالاوي والهند وفانوتو وبورما وباهامس وغانا ومدغشقر وتشيلي.
وبين العامين 1996 و2015، اودت 11 الف ظاهرة مناخية بحياة اكثر من نصف مليون شخص في العالم، وفقا للتقرير.
وبلغت قيمة خسائر الاعاصير وموجات الحر والفيضانات اكثر من ثلاثة الاف مليار دولار في هذه المدة.
وخلال هذين العقدين، كانت اكثر البلاد تأثرا بشريا وماديا هندوراس وبورما وهايتي والفيليبين وبنغلادش وباكستان وفيتنام وتايلاند.
ويتوقع ان تقوم الدول الاكثر تأثرا بظاهرة التغير المناخي بتعبئة كبيرة خلال مؤتمر الاطراف الثاني والعشرين في مراكش، سعيا للحصول على المساعدات الدولية من اجل تجنب الكوارث الطبيعية وتداعياتها عليها.
ويتوقع ان يشارك في المؤتمر نحو 15 الفا من مفاوضين ومسؤولين وعلماء ومنظمات غير حكومية وشركات.
وفي الاسبوع الثاني من مؤتمر مراكش، يحضر في 15 نوفمبر/تشرين الثاني نحو ستين من قادة الدول والحكومات دعما للجهود المبذولة.