العدد 5186 - الخميس 17 نوفمبر 2016م الموافق 17 صفر 1438هـ

«القلب لي حب حصاة شالها»

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هل هذا المثل حقيقي ويحدث في أيّامنا هذه؟! هل فعلاً الحب أعمى؟! إن تعلّق القلب بأحدهم لا يستطيع مفارقته؟! من يؤمن بالحب من أوّل نظرة؟!

في بعض الأحيان يتمشّى الرجل مع امرأة تفوقه جمالاً، ومن جمالها يتساءلون كيف قبلت به، وقد تتزوّج المرأة رجلاً يفوقها جمالاً، وجميع من حولها يتساءل كيف يستطيع النظر إليها؟! هل الجمال جذبهما لبعضهما البعض، أم القلب الذي لا يعرف المقدّمات، أم هو الكلام الطيّب والأخلاق، أم هو هذا كلّه؟!

لا ندري حقيقة سبب الجاذبية بين شخصين، ففي بعض الأحيان يكون أحدهما فائق الجمال، والآخر بسيط جدّاً، أحدهما ضعيف والآخر سمين، وأحدهما مثقّف جداً جداً والآخر لا يعرف من أمر الثقافة شيئاً، ولكن هناك شيئاً في القلب يفرض نفسه بنفسه، هناك شيء يشعران أنّه موجود بينهما، ولا يعلمان كيف يصفانه!

المشكلة في انجذاب أحدهما للآخر هو الخوف من المصارحة بهذا الشعور، فالتردّد والخوف من الإحراج ومن الرفض يجعل النّاس لا تحاول، مع أنّها إن حاولت فتح سبب الانجذاب قد تتوقّف العلاقة أو تستمر للأفضل.

أنت لا تختار من تحب، ولا تستطيع الانجذاب لأي أحد يريده غيرك، بل هو شيء داخل النفس يقع داخلك ولا تستطيع الخروج منه، لذلك يُقال «وقع في الحب»، وقد تكون الشخصية أمام ناظريك ومع ذلك تبحث عنها وفجأة تراها بطريقة أخرى.

بالطّبع من يقع في الحب لا يستطيع ضغط زر لتغيير المشاعر أو إيقافها، وفي بعض الأحيان يقوم الطرف الآخر بتشويه العلاقة، عن طريق الإساءة والتصرّفات غير الصحيحة، غير أنّ من يحب لا ينظر إلى هذه الأمور إلاّ في نهاية العلاقة!

ومن الغريب أنّ المحبّين لديهم لغتهم الخاصة حتى ولو لم يبوحوا بمشاعرهم، فمن يحب ويفكّر فيمن يحبّه، اعلموا بأنّ الطرف الآخر لا يتوقّف عن التفكير به، فالعملية عملية تخاطر بين عاطفتين وبين روحين، وتتّصل الأرواح وتتواصل من دون كلمة تُذكر.

لكل بداية نهاية، أمر انتهينا منه، وأيضاً لكل نهاية بداية، فلا تظن أنّك لا تستطيع أن تحب عندما تتوقّف عن حب أحدهم، فمن تركك هو خاسرٌ لا محالة، ومن تخلّى عنك في وقت شدّتك أفضل لك بعده، ومن وقف بجانبك في كل لحظات حياتك، بمرّها قبل حلوها، وأنت قلبك بيده اعلم بأنّه يستحق أن يكون هذا القلب بيده، فأمثاله قلائل.

«القلب لي حب حصاة شالها»، والقلب يقع في الحب من دون باب يطرقه، فهل هناك من يحب ولا يُحب؟! من يعطي ويقدّم العواطف الجميلة والراقية والحنونة، ترجع عليه هذه العواطف بأضعاف مضاعفة، فلا تبخلوا على من تحبّون بالمشاعر، لأنّها مفتاح سعادة القلب.

وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 5186 - الخميس 17 نوفمبر 2016م الموافق 17 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:58 ص

      مو كل من حب حصى شالها للأسف ناس تحب الحصى وتشيله وبعدين تفلعك به ويشلخ راسك به وبتقعد طول عمرك تتألم من الفلعه. الحب للناس الي عندها ضمير مو للناس الي اعذارها ما تنتهي أو أن كلمته بيد غيره.وياكثرهم من هذا النوع بعد الشبع يرفسونك.

    • زائر 1 | 2:15 ص

      القلب لي حب حصاة شالها صح الله لسانج

اقرأ ايضاً