شارك وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن إطلاق الميليشيات الانقلابية في الجمهورية اليمنية صاروخاً باليستياً باتجاه مكة المكرمة، والذي عقد أمس الخميس (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بمدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.
وأعرب وزير الخارجية عن سعادته بالتواجد في مكة المكرمة، والمشاركة في هذا الاجتماع المهم الذي يعكس استشعاراً عميقاً بجسامة الحدث، ويجسد موقفاً إسلامياً موحداً وواجباً على الدول والشعوب الإسلامية أن تردع كل من ينتهك حرمة الأراضي المقدسة، قائلاً: «إننا أمام تطور خطير، وسابقة غير مقبولة من ميليشيات إجرامية لم تراعِ حرمة لأقدس مكان للمسلمين، ولم تقم وزناً لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، فلا يمكن أن نثق فيها أو نأمن مكرها ومكر من وراءها، فمن لم يراعِ حرمة مكة المكرمة، فإنه لن يراعي حرمة لأية دولة، وإن قيامها بهذا العمل الإرهابي الآثم بالصواريخ الباليستية هو دليل بارز على إمعان هذه الميليشيات في تجاوزاتها ورفضها المستمر للانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، وسعيها الدائم لإفشال المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية».
وأكد الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن الاعتداء الإرهابي والاستهداف المشين لبيت الله الحرام هو انتهاك لكل المبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية، وأن الله تعالى قد هيأ قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي الباسلة فدمرته قبل أن يصيب هدفه ويحقق أغراضه الخبيثة، قائلاً: «إن كل مسلم يشعر بعظيم الفخر والاعتزاز بما تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من دور عظيم في حماية الأراضي المقدسة بجنود أشداء في خدمة الدين والوطن، وما تقوم به من عمل جليل في خدمة الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن، الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير الأمن والرعاية والسكينة والطمأنينة، وهي الجهود التي لا يمكن لأحد إنكارها أو الإساءة إليها أو التشكيك فيها».
وجدد وزير الخارجية تضامن مملكة البحرين ووقوفها صفاً واحداً إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة جميع أشكال الإرهاب وضد كل من يحاول أن يمس أمنها أو يستهدف المقدسات الدينية فيها، وتأييدنا لها في كل الخطوات والإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكداً أن المساس بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن العالم الإسلامي أجمع.
وأوضح الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن الميليشيات الانقلابية في اليمن أضحت أداة معادية للعرب والمسلمين ومهددة لأمنهم واستقرارهم ووسيلة لزرع الفتنة الطائفية ونشر الإرهاب، وأن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سيواصل دوره وبكل قوة، لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي من القيام بكل مهماتها لبسط الأمن وإعادة السلم للجمهورية اليمنية، وللتوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015).
وقال وزير الخارجية: «إننا لسنا ضد أي طرف يمني يعمل من أجل وطنه، وسنظل نقف وبكل قوة مع الشعب اليمني الشقيق بجميع مكوناته الوطنية لصد كل من يريد الإضرار به أو يسعى إلى إطالة أمد معاناة أبنائه».
وصدر عن الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قرار اعتمد البيان الصادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري الذي عقد في مقر منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة في 5 نوفمبر الجاري والذي طالب الدول الأعضاء بوقفة جماعية ضد الاعتداء الآثم من قبل ميليشيات الحوثي ـ صالح باتجاه المسجد الحرام في مكة المكرمة ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه بالسلاح باعتباره شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات العالم الإسلامي وطرفاً واضحاً في زرع الفتنة الطائفية ودعماً أساسياً للإرهاب، كما أكد القرار على تشكيل فريق عمل من الدول الأعضاء في اللجنة التنفيذية للنظر في اتخاذ خطوات عملية على وجه السرعة تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة، وتقديم شكوى من اللجنة التنفيذية باسم الدول الأعضاء في المنظمة إلى الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات الدولية اللازمة التي تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة على مكة المكرمة وبقية الأراضي الإسلامية المقدسة، ودعوة أمين عام المنظمة لتنفيذ هذا القرار والرفع لمجلس وزراء الخارجية بما يتم التوصل إليه في أقرب وقت ممكن.
العدد 5186 - الخميس 17 نوفمبر 2016م الموافق 17 صفر 1438هـ