أدانت أوساط إعلامية مغربية زيارة وفد إعلامي مغربي إسرائيل، ودعت لمحاكمة الإعلاميين المغاربة الذين تثبت مشاركتهم في هذه الزيارة، بتُهم التخابر ودعم الإرهاب، كما دعا البعض إلى التدقيق في الأخبار التي تروجها الأوساط الإسرائيلية حول مثل هذه الزيارات ، بحسب ما نقل موقع قناة "الجزيرة" اليوم الخميس (17 نوفمبر / تشرين الثاني 2016).
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية قالت إن وزارة الخارجية الإسرائيلية استقبلت سبعة صحفيين مغاربة ضمن برنامج لتحسين صورة إسرائيل في العالم العربي، وذكرت أن من ضمن فقرات الزيارة التي انطلقت منذ الأحد الماضي عقد اجتماعات مع وزراء وأعضاء في الكنيست، وتقديم شروح سياسية وعسكرية، والقيام بجولة على الحدود مع قطاع غزة.
وقال منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين خالد السفياني إنه على الجهات المسئولة أن تتأكّد من الأخبار بشأن هذه الزيارة، والتي مفادها أن هذا الوفد ذهب لتقديم معلومات والاطلاع على معطيات أخرى، ونحن نعرف أن الذي يحتضن مثل هذه الزيارات هو جهاز الموساد، مما يقتضي متابعة هؤلاء بجريمة التخابر مع دولة أجنبية بوصفها من الجنايات الخطيرة التي يعاقب عليها القانون المغربي.
وأضاف السفياني أنه "إذا تأكد أن الأمر يتعلق بإعلاميين مغاربة فيجب أن يحاكموا بتهمة دعم الإرهاب؛ إذ لا يخفى على أحد أن هذا الكيان ارتكب مجازر في حق الشعب الفلسطيني ولا تزال يده ملطخة بدماء الأبرياء".
من جانبه، قال رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير محمد العوني إن المعطيات المتوفرة حتى الآن تفيد بأن الأمر يتعلق بمحاولة فاشلة للاختراق، مرجحا أن يكون الأمر متعلقا بإعلاميين أجانب يشتغلون بالمغرب، مضيفا أنه "ورغم ذلك فإن هذا سلوك معزول يثير الغضب ويستدعي اليقظة".
ويرى العوني أن محاولات الاختراق الإسرائيلي للإعلام تستوجب قيام الإعلاميين المغاربة بتجديد الوعي بأن "الكيان الصهيوني القائم على الغصب والاستعمار عدو لنا وتسعى أجهزته للقيام بأعمال معادية وقذرة ضدنا مثل الحرب على مقوماتنا الفلاحية والزراعية".
زيارة مخزية
وضمن السياق ذاته، قال الناشط الإعلامي نجيب شوقي في تصريح للجزيرة نت إن هؤلاء الذين وُصفوا بكونهم إعلاميين لا علاقة لهم بمهنة الصحافة، "بل مجرد ممتهنين للزيارات للخارج، ولا يوجد ضمنهم أي صحفي مهني يزاول المهنة في مؤسسة إعلامية مغربية محترمة".
وقال شوقي إنها "زيارة مخزية تسيء للجسم الصحفي المغربي المعروف بتضامنه وتعاطفه مع لشعب الفلسطيني من أجل التحرر من الغطرسة الصهيونية".
وطالب السفياني بأن تقوم النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالتحقق من هوية هؤلاء الإعلاميين، وأن تطردهم إذا كانوا ينتمون لها، بينما دعا شوقي إلى أن ترفع النقابة المذكورة دعوى قضائية ضد هؤلاء المطبعين من أجل انتحال الصفة بشكل أساء للجسم الصحفي المغربي الذي يرى أن قضية فلسطين قضية وطنية.
يذكر أنه سبق للاتحاد العام للصحفيين العرب أن أصدر بيانا خاصا حول التطبيع مع إسرائيل، قال فيه إنه يحظر كافة أشكال التطبيع المهني والشخصي والنقابي مع الاحتلال، كما منع إقامة أي علاقات مع المؤسسات الإعلامية والجهات والأشخاص في إسرائيل.