قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأربعاء (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) إن مقاتلي المعارضة السورية المدعومين من أنقرة على مسافة كيلومترين فقط من مدينة الباب في شمال سوريا وإن من المتوقع أن ينتزعوا السيطرة عليها من تنظيم داعش سريعا على الرغم من بعض المقاومة.
وقال مقاتلو المعارضة الثلثاء إنهم سيطروا على قباسين التي تقع على بعد عدة كيلومترات شمال شرقي الباب تمهيدا لحملة على آخر معقل حضري لداعش في ريف حلب الشمالي.
وتمثل مدينة الباب أهمية إستراتيجية كبيرة لتركيا لأن الفصائل التي يهيمن عليها الأكراد تسعى كذلك للسيطرة عليها. وأنقرة عازمة على منع القوات الكردية من وصل قطع الأراضي التي تسيطر عليها على امتداد الحدود التركية خوفا من أن يعزز ذلك الميول الانفصالية للأكراد في الداخل.
وقال إردوغان في مؤتمر صحفي في أنقرة قبل سفره في زيارة رسمية إلى باكستان "الجيش السوري الحر وصل بدعم من قواتنا الخاصة إلى مسافة كيلومترين والحصار مستمر كما هو مخطط له".
وأضاف "هناك مقاومة الآن لكنني لا أعتقد أنها ستستمر لفترة أطول".
وفي واشنطن قال متحدث عسكري أميركي إن التحالف بقيادة الولايات المتحدة لا يقدم دعما للعملية.
وقال الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم التحالف في تصريح للصحفيين بمقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) عبر دائرة تلفزيونية الأربعاء "لنا قوات شاركت مع تركيا والقوات المتحالفة معها لبعض الوقت في كثير من العمليات في شمال سوريا. (لكنها) لا تشارك في الزحف نحو الباب".
وقال دوريان إن التحالف لا يشن ضربات جوية لدعم العملية.
وقال إردوغان كذلك إنه على ثقة من أن وحدات حماية الشعب الكردية ستنسحب إلى شرقي نهر الفرات من مدينة منبج الأربعاء أو غدا الخميس تنفيذا لما تطالب به تركيا منذ فترة طويلة.
وأرسلت تركيا طائرات مقاتلة ودبابات وقطع مدفعية إلى الأراضي السورية في أغسطس آب دعما لمقاتلين أغلبهم من العرب والتركمان في عملية أطلقت عليها اسم "درع الفرات" تهدف إلى إبعاد مقاتلي تنظيم داعش والقوات الكردية عن حدودها.
لكن قوات يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة تمكنت في الفترة الأخيرة من انتزاع السيطرة على منبج من تنظيم الدولة الإسلامية. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب قوات معادية ذات صلات قوية بالمقاتلين الأكراد الذين يشنون تمردا في تركيا منذ ثلاثة عقود.
وقالت وحدات حماية الشعب إنها تنسحب من منبج إلى شرقي نهر الفرات لكنها تفعل ذلك من أجل المشاركة في حملة لتحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش وهو ما من شأنه أن يزيد غضب تركيا.
وقالت تركيا مرارا إن مقاتلي وحدات حماية الشعب يجب ألا يشاركوا في عملية الرقة إذ أن المدينة تقطنها أغلبية عربية.
ووصف المبعوث الأميركي الخاص بريت مكجيرك هذه الخطوة بأنها "حدث مهم" قائلا على حسابه على تويتر إن كل وحدات حماية الشعب الكردية ستغادر منبج بعد تدريب الوحدات المحلية على الحفاظ على الأمن في مواجهة تنظيم داعش.