استهدفت غارات روسية أمس الأربعاء (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) محافظة إدلب تزامناً مع ضربات جوية لقوات الجيش السوري على الأحياء الشرقية في مدينة حلب، حيث شارفت المساعدات الإنسانية القليلة المتبقية على النفاد في ظل حصار مستمر منذ أربعة أشهر.
وأفاد مراسل «فرانس برس» في شرق حلب عن قصف جوي استهدف المنطقة طوال الليل واشتد صباح أمس (الأربعاء)، مشيراً إلى أن الطائرات الحربية لم تنفك عن التحليق في الأجواء، مع قصف جوي ومدفعي مستمرين.
وأكد مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» أن «الطائرات الحربية الروسية تستهدف منذ ليل الثلثاء الأربعاء مناطق عدة في محافظة إدلب، في وقت يواصل الجيش السوري قصفه الجوي والمدفعي للأحياء الشرقية في مدينة حلب».
وارتفعت حصيلة قتلى القصف على الأحياء الشرقية أمس (الأربعاء) إلى «21 مدنياً بينهم خمسة أطفال»، لترتفع حصيلة القتلى منذ استئناف القصف الثلثاء إلى «27 مدنياً بينهم ستة أطفال». وطال القصف الجوي بالبراميل المتفجرة والمدفعي على حي الشعار في حلب، محيط مستشفيي البيان والأطفال وبنك الدم الرئيسي، وفق المرصد السوري.
وأكدت منظمة الأطباء المستقلين لـ «فرانس برس» أن مستشفى الأطفال وبنك الدم اللذين تدعمهما تضررا جراء قصف بالبراميل المتفجرة، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتعرض فيهما المرفقان للأضرار نتيجة القصف. وأوضحت أن القصف أسفر عن سقوط اجزاء من السقف والجدران في مستشفى الأطفال الذي يستقبل شهرياً أربعة آلاف حالة للاستشارة الطبية.
اما بنك الدم فهو الوحيد في شرقي حلب وقد وفر 1500 كيس دم للمرافق الطبية في الأحياء المحاصرة الشهر الماضي.
«مستودعات فارغة»
وردت الفصائل المعارضة أمس (الأربعاء) بإطلاق القذائف على الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في المدينة.
ويأتي تجدد القصف الجوي على حلب بعد أيام من استعادة قوات النظام كافة المناطق التي خسرتها عند أطراف حلب الغربية، بعد أسبوعين على هجوم شنته الفصائل المعارضة والإسلامية المتطرفة بهدف فك حصار الأحياء الشرقية، حيث يعيش أكثر من 250 ألف شخص.
وأكد برنامج الغذاء العالمي لوكالة «فرانس برس» أنه قام بآخر عملية توزيع مساعدات في الأحياء الشرقية الأحد.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الخميس الماضي أن الحصص الغذائية المتبقية في شرق حلب ستنفذ الأسبوع الجاري.
كما وزعت منظمة إغاثية في مدينة حلب الثلثاء آخر المساعدات المتوافرة لديها لسكان الأحياء الشرقية.
وقال مدير مؤسسة «الشام» الإنسانية في حلب الشرقية، عمار قدح لـ «فرانس برس» وهو يقف أمام مخزن فارغ في حي المعادي «فرغت مستودعاتنا ولم يعد بإمكاننا التوزيع».
من جهة أخرى، أفاد المرصد بارتفاع حصيلة القتلى جراء غارات لم يعرف إذا كانت روسية ام سورية على قرية باتبو في ريف حلب الغربي إلى 19 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال وسبع نساء.
ويسيطر «جيش الفتح»، وهو عبارة عن تحالف فصائل إسلامية على رأسها «جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة)» على كامل محافظة إدلب منذ صيف العام 2015.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلثاء أن الجيش الروسي بدأ عملية واسعة النطاق تهدف إلى ضرب مواقع تنظيم «داعش» و»جبهة فتح الشام» في محافظتي إدلب وحمص. وتشارك في الحملة للمرة الأولى في تاريخ الأسطول الروسي حاملة الطائرات أميرال كوزنتسوف التي انطلقت منها طائرات سوخوي-33 لتقصف أهدافاً في سورية.
وسارعت واشنطن إلى التنديد بالتصعيد العسكري الجديد في سورية.
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، اليزابيث ترودو «الأعمال التي تقوم بها روسيا والنظام السوري غير مقبولة».
وتعد هذه الغارات الأولى في سورية منذ فوز الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الذي ألمح مؤخراً إلى امكانية التعاون مع روسيا بشأن سورية.
وخلال مقابلة مع التلفزيون الرسمي البرتغالي الثلثاء، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن ترامب سيكون «حليفاً طبيعياً» لدمشق إذا التزم بمحاربة الإرهاب.
على جبهة أخرى في سورية، تواصل قوات سورية الديمقراطية تقدمها باتجاه مدينة الرقة في اليوم الثاني عشر لحملة أطلقتها لطرد تنظيم «داعش» من أبرز معاقله في سورية.
وتركزت المعارك أمس (الأربعاء) في محيط قرية تل السمن، التي تبعد حوالى 35 كيلومتراً شمال مدينة الرقة.
وفي قرية الطويلعة التي تبعد كيلومتراً واحداً عن تل السمن، قال القيادي في قوات سورية الديمقراطية، رودي ديريك لـ «فرانس برس»: «هناك تقدم لقواتنا». وأضاف «تل السمن باتت محاصرة». وأكدت القيادية في قوات حماية المرأة الكردية، برفين مستخدمة اسمها العسكري لـ «فرانس برس»: «نحن في خط المواجهة الأمامي ونحاول اقتحام القرية وأصدقاؤنا الأميركيون يقصفونها بالهاون».
وتمكنت قوات سورية الديمقراطية خلال عشرة أيام من السيطرة على «550 كيلومتراً مربعاً في ريف الرقة الشمالي».
العدد 5185 - الأربعاء 16 نوفمبر 2016م الموافق 16 صفر 1438هـ