أشاد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات بالجهود الكبيرة التي تبذلها مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي آل خليفة لدعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الإقليمية الدولية، منوهاً بمدى التقدير والاحترام الذي تحظى به الدبلوماسية البحرينية على المستوى الإقليمي والدولي.

وقال عريقات في تصريحات خاصة لـ "بنا" على هامش الاحتفال باليوم الوطني الفلسطيني، إنه تشرف خلال زيارته الحالية إلى مملكة البحرين بلقاء جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وإنه لا يستطيع إيفاء مملكة البحرين حقها، على دعمها الدائم والمتواصل للقضية الفلسطينية.

وقدم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الشكر والتقدير لجلالة الملك وللدبلوماسية البحرينية على كل ما يبذل من جهد ومساعدة للشعب الفلسطيني في كل المجالات، مضيفاً "باسم الرئيس محمود عباس والشعب الفلسطيني نتقدم بالشكر وعظيم الامتنان لمملكة البحرين على كل الجهود المبذولة لدعم القضية الفلسطينية".

وعن لقائه مع جلالة الملك قال عريقات: "استرشدنا خلال اللقاء بحكمة وبعد نظر وواقعية جلالة الملك بعد أن نقلت لجلالته شكر وامتنان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي كلفني بتقديم كل الشكر لجلالة الملك"، واستذكر عريقات مقولة الرئيس الفلسطيني إن "جلالة الملك في كل خطاب، أياً كان موقع الخطاب، يبدأ دائماً وأبداً وينتهي بالقضية الفلسطينية".

وأضاف: "تشرفت بالاستماع إلى مجموعة من الإرشادات والنصائح الهامة من جلالة الملك، تشمل كيفية التعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة، إلى جانب إرشادات جلالته في التعامل مع الإقليم ومسار عملية السلام".

من جهة أخرى، أكد عريقات، أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي مصلحة أميركية عليا، ومشدداً على أن الولايات المتحدة الأميركية دولة كبيرة محركها الأساسي هو مصالحها في الدرجة الأولى.

وأضاف عريقات أن الرئيس الجمهوري جورج بوش الابن كان أول رئيس أميركي تحدث عن دولة فلسطينية، وأول من قال إن مبدأ حل الدولتين هو مصلحة أميركية عليا، وكذلك قال الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما.

وعن تبعات انتخاب دونالد ترامب على ملف القضية الفلسطينية، أشار عريقات إلى أن الولايات المتحدة الأميركية دولة كبرى لا تحركها العواطف أو الشخصيات، وإنما محركها الأساسي هو مصالحها، مضيفاً أن تحقيق مبدأ الدولتين وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين لتعيش بأمن وسلام مصلحة أميركية عليا، وهو ما قيل لنا من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.

وعن تصريحات الرئيس محمود عباس التي قال فيها إنه يعرف قاتل الرئيس ياسر عرفات، أشار عريقات إلى أن هذا الملف هو من مسئولية لجنة تحقيق وطنية عليا تقوم بمتابعته على الصعيدين المحلي والدولي، معبراً عن أمله أن يتم الانتهاء من التحقيق قريباً ومن ثم ستعلن النتائج للجميع.

وبشأن المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "نبذل كل جهد ممكن من أجل تحقيق إزالة أسباب الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية"، مشيراً إلى أن هذا الأمر يمر عبر مسارين؛ الأول تشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل فصائل العمل السياسي الفلسطيني وبشكل فوري، أما الثاني فهو الاحتكام إلى إرادة الشعب والعودة إلى صناديق الاقتراع في انتخابات عامة رئاسية وتشريعية.

وعن الخطوات التي يتم اتخاذها في الوقت الحاضر بشأن المصالحة، كشف عريقات عن لقاء تم بين الرئيس محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في الدوحة قبل ثلاثة أسابيع، وبرعاية وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وبحضور إسماعيل هنية، وتم في الاجتماع التأكيد على وجوب تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وأوضح أن الاجتماع تضمن تصورات القيادة الفلسطينية بأن "الاختلاف يجب أن يعيدنا إلى صناديق الاقتراع، فنحن مجتمع ديمقراطي ولدينا العديد من الفصائل ولا يستطيع أحد أن يلغي الآخر، تأكيداً لمبدأ العودة إلى صناديق الاقتراع وإرادة الشعب"، معبراً عن أمله أن تتجاوب حركة حماس مع هذا العرض.

وبشأن عملية التفاوض مع إسرائيل واستمرار التفاوض، أكد عريقات أن المفاوضات السياسية مع الجانب الإسرائيلي متوقفة تماماً، لأن إسرائيل تريد استغلال هذه المفاوضات ووضع الإملاءات ومواصلة عملية الاستيطان وفرض الأمر الواقع على الأرض، وصولاً إلى تدمير خيار الدولتين واستبداله بمبدأ الدولة بنظامين.

وأضاف أن هناك قراراً من المجلس المركزي بوجوب تحديد العلاقة مع إسرائيل ما لم تنفذ ما عليها من التزامات، معبراً عن أمله أن يتم تحديد العلاقات السياسية والاقتصادية مع سلطة الاحتلال بعد انعقاد المؤتمر السابع لحركة فتح نهاية الشهر الجاري، والمجلس الوطني الفلسطيني الشهر القادم.

وبشأن كيفية الاستفادة من قرار "اليونسكو" الأخير بأحقية المسلمين لحائط المبكى في القدس الشريف، أشار عريقات إلى أن قرار اليونسكو كان تثبيتاً لمبدأ أقرته عصبة الأمم المتحدة، حيث قررت لجنة دولية برئاسة سويسرا العام 1930 بأحقية المسلمين لحائط المبكى، مقدماً شكره لليونسكو التي أعادت تأكيد هذا القرار الأممي.

وقال عريقات إن فلسطين تتمتع بشخصية قانونية دولية، وهي دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة، ولها الحق بالانضمام إلى 523 منظمة وميثاقاً دوليّاً، وهي عضو كامل العضوية في عدد من المنظمات مثل اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية.

وأضاف: "نحن نعزز ونجسد بشكل يومي الشخصية القانونية لدولة فلسطين ومكانتها كدولة مراقب"، معبراً عن أمله أن تحصل على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن فلسطين الآن دولة محتلة كما كانت عليه النرويج وبلجيكا وهولندا وفرنسا وكوريا والفلبين أثناء الحرب العالمية الثانية، وأن السعي يجري حثيثاً الآن لتدشين استقلال الدولة الفلسطينية كاملة السيادة على الأرض وعاصمتها القدس الشريف.