العدد 5184 - الثلثاء 15 نوفمبر 2016م الموافق 15 صفر 1438هـ

عريقات من المنامة: نرفض أن تحول إيران الشيعة إلى جهة قومية...ولابد من إزالة أسباب الانقسام الفلسطيني

عريقات متحدثاً في المحاضرة التي استضافتها وزارة الخارجية أمس
عريقات متحدثاً في المحاضرة التي استضافتها وزارة الخارجية أمس

رفض أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين صائب عريقات، توجه إيران لتحويل الشيعة إلى جهة قومية، على حد تعبيره، مؤكداً من جانب آخر أن إعادة فلسطين إلى الخارطة الجغرافية يتطلب أولاً إزالة أسباب الانقسام الفلسطيني.

جاء ذلك خلال حديثه في المحاضرة التي استضافتها وزارة الخارجية أمس الثلثاء (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، للحديث عن آخر تطورات القضية الفلسطينية، وذلك بحضور وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة.

وخلال حديثه، ذكر عريقات أنه بحلول شهر يونيو/ حزيران 2017، سيكون قد مضى على الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين خمسون عاماً، وهو ما رسخ ثقافة الكراهية والبغضاء والأبرتهايد والتطرف.

وقال: «الصراع في هذه المنطقة ليس صراعاً دينيّاً، واليهودية لم تكن في يوم من الأيام خطراً علينا كعرب، وإنما هي دين سماوي كالإسلام والمسيحية، وإنما صراعنا مع إسرائيل ليس لخلافنا معهم على هذه النقطة أو تلك في التوراة، ولكنه صراع سياسي ضد احتلال استعماري صهيوني، يحاول السيطرة على الأرض وقلب الحقائق عليها من خلال الإملاءات والاعتقالات والحصار، ويجب ألا يكون الصراع دينيّاً».

وأضاف «إذا كانت إسرائيل من خلال حركتها الصهيونية جعلت من اليهودية قومية، فيجب ألا تحول إيران أيضا الشيعة إلى جهة قومية... هذا صراع يجب أن نقف عنده، الشيعة العرب هم أبناء هذه الأمة وهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والفكري والتعليمي والديني، نحن الآن في حواضرنا كعرب وصلنا لمستويات اندفع البعض منا للقبول بهذه الأطروحة، وهذا يجب أن يكون مرفوضاً فكراً وعملاً».

وذكر عريقات أن حدود الولايات المتحدة الأميركية لم تعد تقتصر على كندا والمكسيك والمحيطين، وخصوصاً مع وجود 100 ألف جندي موزعين في هذه المنطقة، وهو ما يعني أن الحدود الجغرافية الممتدة للولايات المتحدة الأميركية تصل إلى آسيا الوسطى مروراً بالخليج العربي.

وأشار إلى أن المشكلة الأساسية في العلاقات الغربية - العربية، أن هذه العلاقة لم تحدد منذ قرون، مؤكدا أنه آن الأوان لحسابات دقيقة تحدد هذه العلاقة على أساس المصالح المشتركة والمتبادلة.

واعتبر عريقات أن تواجد موسكو وواشنطن ولندن وباريس وروما في دمشق، ليس من أجل سياحة سياسية، وإنما لأنهم أدركوا أن خارطة «سايكس بيكو» سقطت، وأن هناك خارطة جديدة في الصياغة سيحكمها أيضاً الفهم الدقيق للمصالح.

وأكد أن مفتاح الأمن والسلام والاستقرار وهزيمة الإرهاب، يبدأ بتنشيف مستنقع الاحتلال الإسرائيلي، وبأن تكون فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، مشيراً إلى أن استراتيجية نتنياهو الحالية لا تقوم على مبدأ الدولتين، وإنما دولة بنظامين، وأنه - نتنياهو - على قناعة تامة أن هذا المبدأ والذي يعني استمرار الوضع الحالي هو ما يخدم مصالحه، وهو ما يعني بلغة السياسة (الأبرتهايد)، وفقاً لعريقات.

وقال: «إن وزراء نتنياهو بعد فوز ترامب، بدأوا يقولون إن الاستيطان يجب أن يلغى كعقبة في طريق السلام، وإن ضم القدس يجب أن يكون شرعيّاً في السياسات الأميركية»، مشيراً إلى أن «الولايات المتحدة ومنذ العام 1967 تذكر في أدبياتها أن الاستيطان غير شرعي وضم القدس غير شرعي، وهذا أمر لن يتغير، ومع كل ما يردده المرشحون الأميركان قبل الانتخابات، إلا أن الولايات المتحدة في نهاية المطاف، هي دولة تحكمها المصالح».

وفي حديثه عن العلاقة بين الفصائل الفلسطينية، ذكر عريقات «إن لم نساعد أنفسنا، فلن يساعدنا أحد، لن تكون هناك دولة فلسطينية في قطاع غزة، ولن يكون لنا دولة فلسطينية، دون سلاح شرعي واحد وسلطة منظمة واحدة، وتعدد الميليشيات والسلطات لن يسمح لأي كيان أن يمارس دوره، وهذه المنطقة بحاجة إلى أمن واستقرار، وإذا كان ميلاد فلسطين يؤدي إلى المزيد من عدم الاستقرار، فلن يؤيده أحد».

وأكد عريقات على ضرورة إزالة أسباب الانقسام الفلسطيني باتجاه تحقيق الوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن الرئيس محمود عباس كان قد التقى مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ونائبه في قطر الشهر الماضي، وعرض (أبومازن) عليهما تشكيل حكومة وحدة وطنية، والتأكيد على أنه في ظل الاختلاف يجب أن يتم الرجوع إلى صناديق الاقتراع لا صناديق الرصاص.

وقال عريقات: «حماس حركة فلسطينية فازت في الانتخابات وسُلمت الحكم بنظام سلمي منظم، وبالتالي كان عليها أن تميز بين وظيفتها كحركة سياسية وبين وظيفتها كحكومة للشعب الفلسطيني، أما أن تأتي حماس لتقول بما أننا فزنا في الانتخابات فيجب أن تلغى مبادرة السلام العربية والاتفاقات الموقعة وميثاق الأمم المتحدة، فهو كلام لا يجوز وغير مقبول سياسيّاً».

وأضاف «لم يطلب أحد من حركة حماس أن تغير من مبادئها أو أدبياتها، ولكنها خاضت الانتخابات ليس من فلسطين المستقلة، وهم يعرفون تماما أن الانتخابات صيغت وفقاً لاتفاق أوسلو، وأن فلسطين الجغرافية لاتزال محتلة».

وتابع «الضفة وقطاع غزة مناطق محتلة لا يستطيع أي منا، بمن فينا الرئيس محمود عباس الخروج من فلسطين إلى الأردن إلا بإذن إسرائيلي، وبالتالي لابد من إزالة أسباب الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية لإعادة فلسطين للخارطة الجغرافية».

وتساءل «ندرك أن حركة حماس جزء من الإخوان المسلمين، ولكن السؤال: هل إعادة فلسطين إلى الخارطة الجغرافية مصلحة لهذه الحركة السياسية أو لا؟ وإذا كانت كذلك، فيجب أن يصاغ إلى قبول إزالة أسباب الانقسام والقبول بالوحدة الوطنية بمكوناتها التي تمثل جميع الفصائل الفلسطينية، والدخول في انتخابات حرة ونزيهة ومباشرة».

إلى ذلك، أكد عريقات أن استقرار السعودية ومصر هو استقرار للعرب ومستقبلهم، وأن أي عبث بهذين الاستقرارين، هو دمار وانهيار للجميع، مشيراً في السياق نفسه إلى أن صدام حسين كان دكتاتوراً جيداً للولايات المتحدة حين دخل في حرب مع إيران، ولكنه أصبح دكتاتوراً سيئاً حين احتل الكويت.

وجدد تأكيده على ضرورة تحديد أطر العلاقات العربية الغربية على أسس وركائز والمصالح المشتركة، وأن الأمر يجب أن يعود للعرب في قراراتهم الاستراتيجية في تحديد ما يريدون.

وذكر عريقات أن الانتماء للأحزاب السياسية ليس موضة تقوم على أساس انتماء مذهبي أو عقائدي أو ديني، وإنما تولد في الدول لخدمة البرامج التعليمية والسياسية والاقتصادية، أما أن تكون الحركات السياسية مرهونة بشعارات الولاءات لهنا وهناك فهذا الدمار، على حد تعبيره.

وقال: «فلسطين عائدة إلى الخارطة الجغرافية، وكما قلت فإن هناك مقاومة عنيفة جداً من حكومة نتنياهو لهذا الأمر، في محاولة لتحويل الصراع إلى صراع ديني، والولايات المتحدة وروسيا والدول العربية تدرك أن فلسطين ستكون مركزا للأمن والاستقرار في المنطقة. وهناك من يعتقد في العالم العربي أن إسرائيل تسيطر على أميركا، ولكنها في الواقع دولة وظيفية تحاول استغلال الأوضاع لمصالحها مع الدول».

وبشأن التدخل الإيراني في الشأن الفلسطيني، عقب عريقات: «القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي وكل مسلم، وهذا الأمر موجود في إيران وكل مكان آخر، إلا أن ذلك لا يعني أن لها الحق التدخل في الشئون الداخلية، وإنما يجب أن تحترم خصوصية البلد، وبالتالي نأمل من إيران التركيز على إعادة فلسطين للخارطة لا التدخل عبر هذا الفصيل أو ذاك».

وتابع: «القدس وفلسطين لن تكون قرابين تقدم في معابد اللؤم والتمحور السياسي في هذه المنطقة، لا لإيران ولا لغيرها».

العدد 5184 - الثلثاء 15 نوفمبر 2016م الموافق 15 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 8:53 ص

      انا لست مع ايران فى السياسه ولكن كفى مهاترات بخصوص ايران انتبهوة الى قضيتكم المحوريه وهى فلسطسن

    • زائر 15 | 7:20 ص

      انا مو معور قلبي الا الدينار الي كنت ادفعه تبرع حق القضية الفلسطينيه كل سنة الى الاعدادي.. ما يستاهلون.. لو مستثمر ويه يهودي ابرك لي

    • زائر 13 | 6:16 ص

      حلوا الخلافات أولا

      .... ثم تكلموا عن التدخلات الإيرانية و غيرها أن كانت موجودة..... فلسطين راحت وانت تبكي على اللبن المسكووووب ..... لم يبقى لنا من مساحة فلسطين حتى 40% .....

    • زائر 12 | 4:28 ص

      يا حجي غير اسلوب التسول والتملق

      شخصك من غيرك ... تكلام عن بلدك واحترم مشاعر الذين استضافوك.

    • زائر 11 | 4:03 ص

      الله يكفينا شركم .. ما دخلتوا بلد والا خربت

    • زائر 10 | 3:49 ص

      ..

      لماذا ذهبت فلسطين وقلّ الاهتمام بها على مستوى الشعوب وحتى الحكومات ،، بسبب هؤلاء الساسة الذين يركضون وراء تعبئة جيوبهم.، بالرغم من أن قضيتهم مظلومة ولكن لا ينتصرون لها وعند كل زيارة لبلد عربي لأحد مسؤوليها يتدخلون في الشأن الداخلي لهذا البلد ويتهمون ثلثي الشعب بأنه تابع لدولة أخرى.. متى سيستحون

    • زائر 9 | 1:07 ص

      ياكبير المفاوضيين فاوض على بلددك فلسطين وخلك في حالك ... الحمد لله الشعب البحريني سواء سنة أو شيعة شعب واعي مسلم عربي .. لا إيران ولا أمريكا ولا أي دولة تؤثر على شعب البحرين ... خلك في فلسطين قبل ورجع عروبتها مع الأحرار في العالم...مافي دليل ملموس مقبول فيه عالميا بأن ايران تريد أن تخلق قومية تابعة لها في البحرين ... لا تستهين بالشعب البحريني .. شعب عربي مسلم مسالم أمين شريف

اقرأ ايضاً