قالت منسق عيادات السكري في الرعاية الصحية الأولية والصحة العامة عبير الصوير: «إن في العام 2016 بلغ عدد المرضى في عيادات السكري في المراكز الصحية 24 ألف مريض لغاية أمس الثلثاء (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، وذلك يشكل 20 في المئة من إجمالي مرضى البحرين».
وكشفت الصوير في عرضها في الندوة العلمية عن السكري أقيمت أمس الثلثاء (15 نوفمبر 2016) أن هذا العدد من المرضى يشكل زيادة عن العام الماضي بنسبة 30 في المئة، إذ إن في العام الماضي كان عدد المرضى المترددين على عيادات السكري في المراكز الصحية ما يقارب 15 ألفا.
وأكدت الصوير أن نسبة المرضى غير البحرينيين من بين 24 ألف مريض بلغت 12.5 في المئة.
وتابعت «كل مريض سكري له ما يقارب 3 زيارات يقوم بها إلى العيادات، والتي تهتم بالكشف المبكر عن المضاعفات التي يتسبب بها داء السكري، إذ نقدم عبر هذه العيادات خدمات متنوعة وفحوصات دورية للكشف عن المضاعفات وتجنبها».
ولفتت إلى أن من أهم المضاعفات التي يمكن أن يصاب بها مريض السكري هي فقدان الإحساس بالأعصاب أو الإصابة بالتنمل، مبينة أن العيادات تهدف إلى الكشف الدوري عن مرضها قبل وقوع المضاعفات، مبينة أن العيادات تستقبل المرضى من عمر 15 عاما وأكثر.
وأشارت الصوير إلى أن من أهم التحديات التي تواجه عيادات السكري هي زيادة الكثافة السكانية، في الوقت الذي هناك حاجة إلى عيادات بشكل أكثر، وخصوصاً أن بعض المناطق ينتشر فيها السكري بشكل أكبر من غيرها، فهي بحاجة إلى عيادة واخصائيين بعدد أكبر لتقديم الخدمات الصحية.
من جانبها، قالت ممرضة في وحدة السكري بمجمع السلمانية الطبي ابتسام العجيمي: «عدد الأطفال المصابين بداء السكري والمسجلين لدينا في مجمع السلمانية الطبي بلغ أكثر من ألف مريض، وذلك مع استثناء الأطفال الذين يتعالجون في الطب الخاص».
وأضافت «وحدة سكري الأطفال في مجمع السلمانية الطبي تستقبل الأطفال من عمر السنة إلي عمر 14 سنة، وبعد ذلك العمر يتم تحويل المرضى إلى العيادات التخصصية في المراكز الصحية».
وأكدت العجيمي أن 5 في المئة من الأطفال مصابين بداء السكري من النوع الثاني، في حين أن باقي الأطفال مصابين بالنوع الأول والذي يعتمدون فيه على الأنسولين، و90 في المئة منهم يعتمدون على الأنسولين والباقي على الأدوية الأخرى كالحبوب.
وأوضحت العجيمي أن من الصعاب التي تواجهها الوحدة هي إنكار الأهل في العديد من الأوقات عند اكتشاف إصابة الطفل بداء السكري، مبينة أن هذه المرحلة هي أصعب المراحل، وخصوصاً أن الإنكار يزيد في حال عودة نسبة السكري إلى المعدلات الطبيعية، إذ يعتقد الأهل بأن الطفل شفي من السكري، وهو أمر غير ممكن، إذ إن عدم المواصلة في العلاج قد يودي ذلك إلى عودة ارتفاع السكري لدى الطفل.
وأشارت إلى أن الوحدة تستقبل يومياً ما بين 15 إلى 20 زيارة متنوعة بين الحضور الشخصي أو إرسال القراءات عبر الفاكس أو الهاتف، مشيرة إلى أن هذه الخدمات تساهم في معرفة قراءات السكري لدى الأطفال، وتقديم الاستشارة عبر الهاتف دون الحاجة إلى زيارة الوحدة، وقد تقوم الممرضة بتقليل جرعة الأنسولين أو زيادتها بناء على معرفة الأسباب التي تستدعي ذلك.
وذكرت العجيمي أن هناك 4 ممرضات في الوحدة يشرفن على رعاية وتقديم الخدمات إلى الأطفال المصابين بداء السكري، إضافة إلى تقديم الخدمات الاجتماعية لهم وتحويلهم على الجهات المعنية عند مواجهتهم المشاكل الاجتماعية.
وأكدت أن هناك زيادة في عدد الأطفال المصابين بداء السكري؛ وذلك بسبب زيادة العوامل البيئية والجينية التي تلعب دوراً في زيادة نسبة الإصابة، لافتة إلى أنه في العام 2016 كانت هناك 55 حالة جديدة تم اكتشافها بين الأطفال.
من جانبه، قال رئيس واستشاري قسم العيون بمجمع السلمانية الطبي عبدالصاحب أحمد: «كل حالات السكري التي تشخص تتم إحالتها إلى وحدة العيون؛ وذلك بسبب المضاعفات التي يسببها مرض السكري إلى العين».
وأضاف «بسبب تأثر العين بداء السكري، قمنا ببرنامج وهو الأنجح، والذي دشن من خلال 10 سنوات، واستطعنا خلال هذه السنوات من إنقاذ نظر كثير من المرضى الذين ليس لهم معرفة بمضاعفات السكري، إذ وضعنا 10 كاميرات موزعة في المراكز الصحية لفحص عين مصابي مرض السكري، والتي تقوم بفحص قاع العين والشبكية، إذ إن هناك فني بصري يعاين يومياً 50 مريضا على مدى 5 أيام، وذلك لفحص القاع، وبعدها تؤخذ الصورة لتنقل إلى استشاري السلمانية، ومن خلال هذا البرنامج استطعنا التدخل مبكراً لعلاج المرضى».
وأشار إلى أن مريض السكري من المرضى المهددين بالإصابة بالمياه البيضاء أو الزرقاء، التي يطلق عليها المياه السوداء، وقد استطاع البرنامج الذي دشنته وزارة الصحة في تقديم العلاج الوقائي للمرضي.
وذكر أحمد أن قسم العيون في مجمع السلمانية الطبي يتكون من 14 عيادة وهناك وحدتا طوارئ، مبيناً بأنه عند تشخيص أي إصابة بداء السكري تتم معاينته من طبيب العيون، مبيناً أن هناك تكاتفا في الجهود بين كافة الأقسام؛ وذلك لأن مريض السكر يحتاج إلى أكثر من طبيب من مختلف التخصصات للحصول على العلاج المناسب.
ودعا أحمد مرضى السكري إلى عدم إهمال العلاج، إذ إن 80 في المئة من هؤلاء مهددون بانخفاض حدة البصر خلال 15 سنة، وقد تقل النسبة إلى 5 سنوات في حال التأخر في العلاج، مشيراً إلى أن الأطفال المصابين بداء السكري 90 في المئة منهم معرضون للإصابة باعتلال الشبكية خلال 30 سنة من الإصابة.
من جهتها، أوضحت مديرة إدارة الصحة العامة مريم الهاجري، أن نسبة داء السكري في البحرين وصلت إلى 14.7 في المئة من السكان البالغين بحسب آخر الدراسات، في الوقت الذي تُشير التوقعات إلى ارتفاع نسبة المصابين بداء السكري إلى نحو ربع سكان المنطقة في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول 2030.
ونوهت الهاجري إلى أن وزارة الصحة تتبنى الأهداف الاستراتيجية للخطة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة وداء السكري، وتسعى جاهدة للحد من انتشاره والتقليل من الآثار الصحية والاقتصادية الناجمة عنه، بتنفيذ المبادرات الوقائية والعلاجية وتوفير الخدمات الصحية المتقدمة، والتي تندرج تحت هذه الخطة، حيث توفر وزارة الصحة البرامج الوقائية التي تعنى بنشر الوعي الصحي بطرق الوقاية من الداء السكري، وتنفذ حملات التوعية المجتمعية التي تشجع على تبني نمط حياة صحي، وممارسة النشاط البدني والعادات الغذائية الصحية، وتقوم الوزارة ايضا بتوفير برامج الاكتشاف المبكر لتشخيص المرض في مراحله المبكرة وقبل حدوث المضاعفات، مشيرة إلى أن الوزارة توفر الخدمات العلاجية المتطورة والشاملة لجميع مرضى السكر في جميع المراكز الصحية والعيادات التخصصية بمجمع السلمانية الطبي، والتي تطبق أحدث ما توصل اليه الطب الحديث في العناية بمرضى السكري بمختلف أنواعه ومراحله للحد من آثاره ومضاعفاته على يد فريق طبيب مؤهل ومتخصص، ووفق أدلة إرشادية علاجية علمية محدثة.
العدد 5184 - الثلثاء 15 نوفمبر 2016م الموافق 15 صفر 1438هـ