استعادت القوات العراقية السيطرة على أكثر من ثلث الضفة الشرقية لمدينة الموصل بعد نحو شهر من بدء عملية تحرير المدينة من تنظيم «داعش»، بحسب ما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية أمس الثلثاء (15 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016).
وقال العميد سعد معن خلال مؤتمر صحافي نقله التلفزيون إن «أكثر من ثلث هذا الجانب (الشرقي) تم تحريره».
وبدأت القوات العراقية بمساندة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، عملية عسكرية ضخمة لاستعادة الموصل تشارك فيها قوات عراقية اتحادية وقوات البشمركة التي تضيق بدورها الخناق على الإرهابيين على جبهات ثلاث.
ولاحقاً، بدأت فصائل الحشد الشعبي التي تضم مقاتلين ومتطوعين شيعة، التقدم من المحور الغربي للموصل باتجاه بلدة تلعفر بهدف قطع طرق إمدادات الإرهابيين وعزلهم عن الأراضي التي يسيطرون عليها في سورية.
والقوات العراقية المتواجدة في المحور الشرقي كانت الأولى التي توغلت في المدينة، ومذاك الحين استعادت قوات مكافحة الإرهاب العديد من القرى والبلدات داخل الموصل.
وعلى الجبهة الجنوبية، تتقدم قوات الشرطة الاتحادية باتجاه مطار الموصل الواقع عند الأطراف الجنوبية للمدينة.
وكان تنظيم «داعش» سيطر في العام 2014 على مساحات واسعة شمال وغرب بغداد، لكن القوات العراقية بمساندة غارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، استعادت السيطرة على غالبية تلك المناطق.
من جانب آخر، قال مصدر طبي في مدينة الموصل العراقية إن مقاتلي تنظيم «داعش» أعدموا 21 مدنياً بلا محاكمة في الموصل في الأيام الثلاثة الماضية معظمهم لاتهامهم بالتعاون مع القوات العراقية التي تهاجم المدينة.
وقال المصدر إنه تم إبلاغ إدارة الطب الشرعي بالمدينة بعمليات القتل تلك. ولم تظهر جثث على عكس الأسبوع الماضي عندما عُلقت 20 جثة في أنحاء الموصل في تحذير عام من التعاون مع الجيش.
في الوقت نفسه قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن جنوداً عراقيين وأفراد فصائل ومدنيين قاموا بالتمثيل بجثث مقاتلين من تنظيم «داعش» جنوبي الموصل.
ويقول سكان إن معظم الضحايا يلقى بهم في مقابر جماعية خارج الموصل لأن تنظيم «داعش» يعتبر خصومه مرتدين لا يستحقون مراسم التشييع والدفن التي تقضي بها تعاليم الشريعة الإسلامية. ولا تعلم العائلات مصير أبنائها إلا من خلال قوائم تُسلم للعاملين في مشرحة الطب الشرعي.
وقال المصدر الطبي إن قائمة جديدة تضم 21 إسماً سُلمت في الأيام القليلة الماضية.
وأضاف المصدر قائلاً «كالمعتاد لم تكن هناك جثث... مجرد أسماء الأشخاص الذين أعدمهم التنظيم لأسباب مختلفة.
«الآن معظم عمليات القتل تتم بسبب تهمة التعاون مع أجهزة الأمن العراقية».
وعلى الجانب الآخر من المعركة قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» إن جثث خمسة على الأقل من مقاتلي تنظيم «داعش» تم التمثيل بها في حين أعدم أحد المقاتلين بعد استسلامه في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول بعد أن صد الجيش ومقاتلي القبائل السنية هجوماً على القيارة الواقعة على بعد 60 كيلومتراً جنوبي الموصل.
العدد 5184 - الثلثاء 15 نوفمبر 2016م الموافق 15 صفر 1438هـ