سعادة وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، نشكر سعادتكم على ما تقومون به من أجل المواطن البحريني وغير البحريني، كما نقدّم لكم شتّى أنواع المساندة في أية قضيّة تخدم البحرين، ولكن اليوم نكتب إليكم شكوى مقدّمة من قبل مواطنين بحرينيين.

سعادة الوزير، مواطن بحريني يعيل عائلة وليس لديه دخل غير راتبه، قام أحد المصارف بتقديم طلب للمحكمة بالحجز على حسابه المصرفي الذي يدخل فيه راتبه الشهري، وهذا الراتب هو مصدر عيشه وعائلته، وعن طريقه يسدّد التزاماته، وقد تم الحجز قبل جلسة المحكمة، ومداولة القضية منذ شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2015، والى اليوم أكثر من سنة لم يصدر حكم، أو قبول طلبه لهيئة المحكمة بمراجعة القرار الذي سبب له ضائقة مالية شديدة مع عدة جهات، ناهيك عن عدم قدرته على دفع «أبياله» في وزارة الإسكان ووزارة الكهرباء والماء والإدارة العامة للمرور لتجديد الرخص، وغيرها من الأمور التي تتعسّر عندما يتم قطع الراتب أو أخذ أكثر من نصفه، كيف يعيش الرجل وهو رب الأسرة براتب قليل شحيح؟! أليس هناك قانون بأنّ المواطن لا يتم استقطاع أكثر من نصف راتبه؟! ماذا يصنع المواطن حتى يصل الموضوع إليك فترحمه؟!

أمّا القضية الأخرى يا سعادة الوزير، مواطن بحريني آخر، طلّق زوجته، وقام بإعطائها نفقة الطلاق عن طريق أخته، فالمطلّقة من أهله، ولكن أقامت المطلّقة دعوى عليه بحجّة عدم دفعه للمبلغ، وعليه قامت المحكمة بإرسال إخطار وإشعار للمواطن بعنوانه القديم حتى يحضر الجلسات، ولكنّه لم يدرِ، وتفاجأ بقطع الراتب كاملاً، وعندما ذهب إلى المحامي أخبره بأنّ هناك دعوى ضدّه بشأن دفع النفقة، وبذلك تمّ إيقاف راتبه مدّة 11 شهراً تقريباً، إن لم يكن أكثر، كيف يعيش المواطن من دون راتب؟! نحن نعيش براتب ولا نستطيع العيش، فما بالكم بمن انقطع راتبه كاملاً يا سعادة الوزير؟!

وسواء في القضيّة الأولى أو القضيّة الثانية أخطأ المواطن البحريني في حق المصرف أو في حق أهله، وإن تمّ تأكيد واثبات التهمة عليهما، هل من الممكن أن يتم قطع أكثر من نصف الراتب أو الراتب كاملاً على أحدهما؟! وكما ذكرنا آنفاً كيف يستطيع المواطن أن يعيش من دون نصف الراتب على الأقل؟! الالتزامات كثيرة والواجبات أكثر، وتراكم الالتزامات معناه معاناة للمواطن ومعاناة للأسرة وللمجتمع!

لا نعلم أين يصفق المواطن رأسه؟! فصوته في بعض الأحيان غير مسموع، وخاصة عندما يكون الأمر في الراتب الشهري، الذي يُقطع يمنة ويُسرة ما أن يصل إلى يده، هذا إن وصل الراتب إلى يد المواطن، ولنكن صريحين، كم يبقى من رواتبنا إلى آخر الشهر؟! سواء كان الراتب 100 دينار أو 1000 دينار؟! الجميع يشكو ضيق الحال، فالأسعار مرتفعة والحياة غالية والراتب لا يكفي إلى آخر الشهر، إن لم يكن منتصفه أو أوّله!

سعادة الوزير سمعنا عنك الكثير، وننتظر منك النظر في أمر هذين المواطنين، أو أي مواطن يشكو من اقتطاع أكثر من نصف راتبه، فالرحمة تجوز على الجميع وإن أخطأوا، ولا أحد يستحق العيش بذل ومهانة من دون راتب أو على الأقل نصفه.