اشتبك مقاتلون بالمعارضة السورية في بلدة قرب الحدود التركية أمس الاثنين (14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مع اتساع التوترات بين جماعات معارضة الأمر الذي يصب في صالح الرئيس بشار الأسد مع إحكام الحكومة قبضتها حول شرق مدينة حلب الذي تسيطر عليه المعارضة.
وقالت مصادر من الجانبين والمرصد السوري لحقوق الإنسان إن الاشتباكات التي جرت في أعزاز وضعت جبهة الشام وهي إحدى الجماعات البارزة التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر في مواجهة فصائل تحارب أيضاً تحت لواء الجيش السوري الحر وجماعة أحرار الشام الإسلامية.
وقال المرصد إن جبهة الشام خسرت مقرات ونقاط تفتيش في المعركة التي قال مسئول من الجبهة إنها أجبرت الجماعة على سحب بعض مقاتليها من معركة مع تنظيم «داعش» في مدينة الباب القريبة.
ودفع القتال في أعزاز على بعد نحو 60 كيلومتراً شمالي حلب تركيا التي تدعم عدداً من فصائل الجيش السوري الحر لإغلاق المعبر الحدودي عند أونجو بينار الذي يقع على مقربة من باب السلام في سورية وهو ممر رئيسي بين شمال سورية الذي تسيطر عليه المعارضة وتركيا.
ووصف مسئولون في الجماعات المسلحة المعركة بأنها ضربة للمعارضة في منطقة حلب. وكثير من الجماعات المسلحة التي تنشط في أعزاز لها أيضاً وجود في شرق حلب حيث اشتبكت جماعات مسلحة أيضاً في الثاني من نوفمبر الجاري.
ولطالما كان الاقتتال الداخلي بين الجماعات المسلحة نقطة ضعف كبيرة في الانتفاضة ضد الأسد منذ بدايتها. وتنقسم الجماعات المعارضة على أساس الآيديولوجيا بالإضافة للصراعات المحلية على النفوذ.
وهزمت جماعات متشددة فصائل وطنية أقل تسليحاً بينما اقتتل الإسلاميون فيما بينهم أيضاً لا سيما في الغوطة الشرقية بدمشق هذا العام.
وقدمت مصادر من الجانبين روايات مختلفة لمعركة أمس.
ووصف المسئول في «جبهة الشام» المعركة بأنها هجوم على جماعته من منافسين بينهم فصيل نور الدين الزنكي الذي يحارب أيضاً تحت لواء الجيش السوري الحر لكنه ينسق مع جماعات إسلامية. ووصف المسئول المواجهة بأنها ضربة قد تكون مميتة لـ «الانتفاضة».
وذكر مصدر على الجانب الآخر أن جماعات بينها «أحرام الشام» و «نور الدين الزنكي» شنت حملة «لتطهير» شمال سورية من الجماعات التي تتصرف مثل «العصابات». وحدد بيان أعلن بداية الحملة أهدافاً تتضمن زعيم جبهة الشام ورئيس مكتبها الأمني.
ولم يرد مسئولون من أحرار الشام على الفور على طلبات للتعقيب.
وفي سياق آخر، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأميركي جون كيري بحثا الوضع في سورية في اتصال هاتفي أمس (الاثنين) واتفقا على مواصلة المشاورات التي يجريها الخبراء لمحاولة حل الأزمة.
وأضافت أن لافروف أبلغ كيري أن واشنطن لم تلتزم بتعهدها تشجيع المعارضة السورية «المعتدلة» على فصل نفسها عن الجماعات «الإرهابية» في حلب.
وفي تتطور آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الاثنين) بأن اشتباكات عنيفة تدور بين عناصر من تنظيم «داعش» وقوات سورية الديمقراطية في منطقة سلوك الواقعة بريف الرقة الشمالي الشرقي.
وأوضح المرصد في بيان أن الاشتباكات اندلعت إثر هجوم مباغت نفذه عناصر التنظيم على البلدة في محاولة لفتح جبهة قتال جديدة وتشتيت قوات سورية الديمقراطية التي تدور اشتباكات بينها وبين التنظيم في محيط منطقة تل السمن.
وتحاول قوات سورية الديمقراطية منذ السادس من الشهر الجاري التقدم والسيطرة على بلدات وقرى ومزارع بالريف الشمالي والشرقي والشمالي الغربي، في محاولة لعزل مدينة الرقة تمهيداً للسيطرة عليها. وتترافق الاشتباكات العنيفة والمستمرة بين الجانبين مع قصف وتحليق مكثف لطائرات التحالف الدولي.
العدد 5183 - الإثنين 14 نوفمبر 2016م الموافق 14 صفر 1438هـ