ها هو تقرير ديوان الرقابة المالية يعود من جديد، والفساد في بلادنا نفس الفساد، ومازال يسجل ضد مجهول، حين يحين وقت المحاسبة!
وفي الوقت الذي تعاني منه البلاد، كغيرها من الدول الخليجية، من أزمة مالية سعت بسببها إلى تضييق الدعم على الشعب، وفرض ضرائب جديدة تحت مسميات مختلفة، ورفع أسعار الخدمات، والاتجاه إلى خصخصة بعضها الآخر، مازلنا نتهاون في محاسبة المسئولين ممن يتلاعبون في المال العام، من خلال ممارسات شتى نعرف منها الكثير، فيما يخفى علينا الأكثر.
محسوبيات وسرقات وتبذير وهدر لا فائدة منه، وكل هذا يسجل في تقرير رسمي تعده جهة مسئولة عن الرقابة، يدفع للعاملين فيها رواتب وأتعاب لقيامها بدورها على أكمل وجه، كي تسهل الأمر على الجهات المختصة بالمحاسبة، ولكن من دون فائدة سوى زيادة شعور المواطن بالقهر، وهو يرى حقوقه تهدر من غير ردع أو إشارة رسمية ولو من باب المجاملة، بشأن محاولة القضاء على الفساد، عن طريق اجتثاث المفسدين من الجذور في هذه المؤسسات وتلك، ونشر نتائج هذه المحاولة في الإعلام المحلي لطمأنة المواطنين على مصالحهم.
ولكثرة ما نشر من تقارير، وما كتب من مقالات وتحليلات ومراجعات في الصحف، وما أذيع منها في الإعلام المحلي، صار الحديث عن ضرورة محاسبة كل من يستغل منصباً أو كرسياً في هدر المال العام، ضرباً من الاجترار لا داعي له مادام لن يحرّك ساكناً ولن يغيّر واقعاً.
على مجلس النواب، الذي لم يفلح في أية مبادرة أو مقترح أو مشروع منذ بداية ذروته حتى اليوم، أن يسعى إلى تشريع ما يضمن عدم تكرار هذه التجاوزات وهذا التلاعب، إن أراد أن يستعيد صدقيته وصورته أمام المواطن الذي بات لا يثق بأيّ تحرك له، بعد سلسة الرفض التي يقرأ عنها، ويسمعها في الإعلام لكل ما يصدر منه من مقترحات ومشاريع على رغم قلتها وبُعدها عن هموم المواطنين إلا فيما ندر. فعلى هذا المجلس أن يفكّر في حلول جذرية تضمن للمواطن حقوقه، وتضمن للبلاد عدم بقائها على ما هي عليه بشأن محاسبة الفاسدين وتسمين جيوبهم.
لن أتحدث عن دور الدولة، وما يجب عليها القيام به، للحد من تضخم صفحات هذا التقرير السنوي، لأن الأمر واضح، ولأنها تستطيع معرفة كل من تجاوز وأخطأ لو أرادت ذلك بكل سهولة.
نتمنى أن يكون هذا العام مختلفاً وأن نكون مخطئين، ولو لمرة واحدة، بشأن إسرافنا في اليأس فيما يخصّ عدم محاسبة المتورطين في ما جاء في تقرير ديوان الرقابة من تجاوزات.
إقرأ أيضا لـ "سوسن دهنيم"العدد 5182 - الأحد 13 نوفمبر 2016م الموافق 13 صفر 1438هـ
الكاتبة الفاضلة مريم الشروقي لقد قلتِ الحق البين، كثرة التقارير بشأن الفساد والهدر والسرقة وغيرها من الأفعال القذرة وعدم التحرك الجاد والحقيقي من اي طرف مخول او مسؤول سيقودنا في القادم من الأعوام الى مرور تقرير الديوان مرور الكرام وسيصبح الاختلاس والفساد شأن عادي لا يستحق العقاب او الملاحقة، على غرار القتل والدمار الذي يجري في الوطن العربي بحيث اصبح شاناً عدياً مألوفاً لا يستحق الاكتراث!!!!!!!
في الأحلام
اخت سوسن...هذه الأمور صعبة ومستحيلة حتى في الأحلام ما تمر على بال المعنيين.....رجاءاً لا تعبينهم وهم مستريحين.
يبغي لهم نظام كوريا الشمالية حتى ينتظمون و لايشتغلون بمحسوبية. اللي يتلاعب ما ليه إلا المقصلة
انتشر فيديو قبل ايام بالقاء الفسدة من الرؤساء والوزراء في القمامه من قبل المواطنين لاحدى الدول الاوربيه الله يعزكم نبي محاسبه عادله فقط ما نبي حاويات
والمخالفات كثيرة جدا بغض النظر عن نوعية المؤسسة حتى الدينية والحقوقية !!
الفساد منتشر في كل مؤسسات الدولة والدولة تغض الطرف عن السراق ولا تفعل شيئا كل عام
صدقت استاذة دهنيم
مجلس النواب لن يحرك ساكنا ولن يفعل شيئا
كيف نعتمد على نواب هم متهمون أيضاً بالفساد وتوضيف أقاربهم والسعي للحصول على مكاسب شخصية وجل همهم هي مصالحهم ومن مصالحهم أن تبقى البلاد في الفساد وأن تبقى البلاد في الأتجاه الذي يمكنهم من جني الأموال وجني المصالح
فقط الحساب على اللي يكتب تغريده في تويتر يحاكم ويسجن ويغرم ،كل شيء معكوس في هذا البلد.