أنهت جمعية تجمع الوحدة الوطنية في فندق السوفتيل في الزلاق يوم أمس الأحد (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، «مؤتمر الاتحاد الخليجي مستقبل ومصير»، الذي انعقد تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي استمر في أعماله يومي السبت والأحد الفائتين.
وقال القيادي في الجمعية عبدالله الحويحي: إن «أكثر من 10 آلاف فرد من دول الخليج، و160 مؤسسة وقعوا على وثيقة الاتحاد الخليجي التي دشنتها الجمعية بالتزامن مع انعقاد هذا المؤتمر خلال يومين فقط».
وفي مداخلته، قال الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي الكويتي عايد المناع: إن «دول الخليج جميعها تعتمد على عائدات النفط، ما يجعلها مشتركة في البعد الاقتصادي، مؤكدا أن التهديدات التي توجه لدولة خليجية ما فهو تحديد للجميع، وأن الضرر الذي لحق بالكويت سابقا، هو في البحرين اليوم ويجب عدم الاستهانة به، ما يستدعي التوجه إلى الاتحاد الخليجي لتشكيل قوة استثنائية».
وأضاف المناع «ليس هناك عامل جوهري يقف حائلا دون الاتحاد الخليجي إلا عامل واحد يتمثل في الجانب السياسي، والمتمثل في الحكم والسلطة، حيث أن كل نظام حكم يريد أن يتمتع بسلطات وامتيازات الدولة المستقلة وذات السيادة التامة، معتبرا أن ذلك لن يستمر إذا لم تتحقق الوحدة أو الاتحاد الخليجي».
وتابع «ينبغي على النخب السياسية والفعاليات الاجتماعية والاقتصادية حث نظم الحكم لأن تضحي بامتيازاتها الشكلية المؤقتة، لتحقيق امتيازات الوحدة ولها صفة الديمومة.
وقال: «هذه الفرصة ثمينة وستحقق الحلم بقيام كيان عربي كبير ومتجانس قوميا ودينيا ومذهبياً، وستجد ترحيبا من أبناء المنطقة والعالم العربي والاسلامي، ولن يعارضها إلا طرف واحد وهو إيران التي لن تكون سعيدة لقيام وحدة تشمل دول مجلس التعاون، لأنها ترغب بمد هيمنتها على كل دول الجوار، ومد نفوذها السياسي والمذهبي، وهو حلم إمبراطوري من ايام الساسانيين، حيث أثبتت إيران سنة 1979 أنها أشد شراسة من إيران الشاهات، فلم تكتفِ باستمرار استيلائها على الجزر بل استمرت في تجاهل نداءات الامارات والخليج بالتخلي عن الجزر وقبول الاحتكام أو قبول التفاوض مع الإمارات، والقيام بسياسة التحريض العقائدي ضد أنظمة الحكم، والاستخفاف ببيانات مجلس التعاون، إيران تمتد في العراق وسورية ولبنان، وحاولت الوصول لليمن، ولكن عاصفة الحزم عصفت بهذا الحلم الايراني».
وشدد على «ضرورة معالجة الضعف الذي تعاني منه دول الخليج عن قناعة وإصرار وليس بسبب ظرف أو موقف ما، معتبرا أن الوحدة التي تأتي بالتقسيط لا تنفع».
وأوضح المناع أن «المؤامرة الحقيقية هي تلك التي في أنفسنا، فنحن أمة نحب أن نبحث عن مبررات لأنفسنا، وإذا كان الحديث عن المؤامرة فنحن لسنا وحدنا من تحاك ضدنا المؤامرات، فالكثير من الشعوب والأمم كذلك، لكنها تتجاوز الأمر بالإرادة والإصرار وإثبات وجودها».
ومن جهته، قال المدير التنفيذي لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية خالد الرويعي: إن «ميزان القوى في الشرق الاوسط اختل في القرن الواحد والعشرين، فما عادت هناك قدرة على الضغط بالنفط أو الغاز بالنسبة للخليج، فمعظم دول العالم اليوم ما عادت بحاجة لنفط الخليج لوجود بدائل علمية يمكن أن تستفيد منها لإنتاج الطاقة».
وأضاف «الأمن بات هو أساس بقاء الدول في القرن الحادي والعشرين»، مؤكدا في الوقت ذاته «أنه وضمن رؤية اطلقها أكثر من 800 مؤسسة وباحث أكاديمي، أن الازمات التي ستقبل عليها المنطقة لا تتمثل في القضايا الأمنية، بل ستكون أزمات اقتصادية وبيئية واجتماعية وتقنية وستكون المشاكل الأمنية نتائج لها».
وأوضح الرويعي أن «ولي ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان قد ذكر مؤخرا أن دول الخليج يمكن أن تكون سادس أكبر قوى عالمية اقتصادية إذا اجتمعت تحت مظلة اتحاد واحد».
وشدد على أن «دول الخليج عبر الاتحاد يمكن أن تحول المنطقة من منطقة حرب ودماء إلى منطقة آمنة، داعياً إلى الأخذ بتجربة الصين التي باتت تشكل القوى الاقتصادية الأبرز، وستسيطر على العالم الاقتصادي بشكل تام العام 2030 من دون أن تحتاج لخوض أي حرب». وفي ورقته، قال نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة: إن «إيران منذ نشأتها تكن العداء الى القبائل العربية، وذلك يعود لعام 1501 أيام الدولة الصفوية، وحتى الآن لم يتغير موقف إيران من عداء العرب خاصة دول الخليج، وهي مشاعر نابعة من رغبتها في التوسع على حساب الأراضي العربية».
وشدد الشيخ خالد آل خليفة على أن «التحول من مرحلة التعاون للاتحاد هو مطلب جامع، وأن السواد الأعظم من الشعوب العربية متعطشة للقيام بهذا الاتحاد».
أما رئيس منتدى وحدة الخليج فهد البذال فذكر أن «تقسيم الدول العربية والخليجية هو هدف للدول الكبرى من أجل القدرة على السيطرة، فضلا عن كونه هدفا إسرائيليا، حيث أكد أحد الباحثين الإسرائيليين أن تفتيت الدول العربية والإسلامية سيساهم في أن تعيش إسرائيل لسنوات طويلة بهدوء واستقرار».
وأشار البذال الى أن «الصراعات تنقسم لقسمين صراع اقتصادي وعادة ما ينتهي بتسوية بين الأطراف المتنازعة، وصراع حضاري وهذا لا ينتهي بالتسويات، وإن كانت هناك تسويات فإنها تكون مجحفة، ولا حل في ذلك إلا بتعزيز القوى لدى دول الخليج عبر الاتحاد، مبينا أن المنطقة العربية تواجه عدوين في الصراع الحضاري هما إسرائيل وإيران».
وتابع «في المنطقة العربية، نواجه عدوين اسرائيل وايران والصراع مع العدوين صراعين حضاريين وهذا لا ينتهي بتسويات، وان كانت فستكون مجحفة، لأن الحل الوحيد هو الردع وتوازن القوى، وهذا لن يكون إلا بقيام الاتحاد بين دول مجلس التعاون».
وأكد أن «الاتحاد الكونفدرالي هو الخيار الأنسب لانتقال دول الخليج من مرحلة التعاون للاتحاد، مؤكدا أن هذا النوع من الاتحادات يراعي الهواجس الموجودة لدى بعض الأطراف الخليجية، حيث أنه يحافظ على السيادة ويحقق الاستقلالية الدستورية للبلد، ولكن تكون هناك مؤسسات اتحادية جامعة».
وأشار إلى أن بعض الأطراف في الخليج لديها تخوفات من خسارة المكاسب السياسية التي أحرزتها، مؤكدا أن الاتحاد الكونفدرالي لا يؤثر على ذلك لكونه يراعي السيادة لدى الدول، أما الهاجس المتعلق بتفاوت مستوى المعيشة، فقد أكد البذال أن الاتحاد إذا لم يحقق ارتقاء وارتفاعا في المستوى المعيشي لدى مواطني الخليج، فإنه لن يحقق تأخرا في مستواهم المعيشي».
وختم البذال بتأكيده «ضرورة اتخاذ خطوة جريئة من قبل الشقيقتين السعودية والبحرين لإحراز الخطوة الأولى من هذا الاتحاد، لأنهما متوافقتان على هذا التحول، ولديهم الاستعداد على ذلك، ويبقى الباب مفتوحا لمن يريد الانضمام».
العدد 5182 - الأحد 13 نوفمبر 2016م الموافق 13 صفر 1438هـ
زين طال عمركم لو صار الأتحاد كم بوصل راتب البحريني 4000 دينار لو بيبقى الحال مثل قبل
انا اقول كل هذا خوف من التغيرات الجاية
طولوا بالكم يا الربع اتحاد مانبي لا للاتحاااد
جميل الحديث عن الاحلام و الاماني و الاجمل تصديق الاوهام. اذا كانت النية من الاتحاد الذي تتحدثون عنه منذ سنوات هي احتواء اي حركة احتجاجية بالتكالب عليها فلكم في الاتحاد السوفيتي مثال اين هو اليوم؟ الاتحاد الحقيقي هو بالخروج برؤية اقتصادية لدول الخليج تخرجها من دائرة المستهلك للمنتج وهذا ما سيحقق الازدهار و يغلق اي باب لتذمر و الاحتجاج اما ما تدعون اليه من اتحاد أمني لم تستطع مخاوف أحداث الربيع العربي في 2011 على تحقيقة و لن يتحقق في ضل ظروف اليوم!!
وين ال 400 الف؟