العدد 5182 - الأحد 13 نوفمبر 2016م الموافق 13 صفر 1438هـ

القوات العراقية تسيطر على ناحية نمرود التاريخية

طفل عراقي يبكي بعد مقتل والده من قبل مسلحي «داعش» في حي سماح بالموصل
طفل عراقي يبكي بعد مقتل والده من قبل مسلحي «داعش» في حي سماح بالموصل

أعلنت القوات العراقية أمس الأحد (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) أنها استعادت السيطرة على ناحية نمرود حيث الموقع الآشوري الأثري الذي تعرض للتدمير على يد تنظيم «داعش».

وقال العميد الركن سعد إبراهيم من الفرقة المدرعة التاسعة لوكالة «فرانس برس»: «تمت استعادة السيطرة على قرية النعمانية والنمرود وآثار النمرود».

ويعتبر موقع نمرود التاريخي، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

من جانب آخر، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أمس (الأحد) أن القوات العراقية الكردية أقدمت على تدمير عدد كبير من منازل العرب وفي بعض الأحيان قرى بأكملها في مناطق متنازع عليها في شمال البلاد.


القوات العراقية تسيطر على ناحية نمرود التاريخية جنوب شرق الموصل

الموصل (العراق) - أ ف ب

أعلنت القوات العراقية أمس الأحد (13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) أنها استعادت السيطرة على ناحية نمرود حيث الموقع الآشوري الأثري الذي تعرض للتدمير على يد تنظيم «داعش».

وكانت القوات العراقية بدأت الخميس التقدم باتجاه المدينة الأثرية، في إطار عمليتها العسكرية الواسعة التي أطلقتها في السابع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل التي احتلها الإرهابيون في العام 2014.

وقال العميد الركن سعد إبراهيم من الفرقة المدرعة التاسعة لوكالة «فرانس برس»: «تمت استعادة السيطرة على قرية النعمانية والنمرود وآثار النمرود».

وفي وقت سابق، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أنه تمت السيطرة على ناحية نمرود بالكامل، إلا أنها عادت وأشارت إلى أن الإعلان كان خاطئاً.

ويعتبر موقع نمرود التاريخي، درة الحضارة الآشورية التي تأسست في القرن الثالث عشر قبل الميلاد.

وتقع البلدة عند ضفاف نهر دجلة على مسافة 30 كلم إلى جنوب الموصل، وهي واحدة من مواقع أثرية عدة دمرها وخربها تنظيم «داعش» منذ بروزه في العراق وسورية.

تدمير الآثار

وكان مسلحون إرهابيون فخخوا مبان وفجروا موقع نمرود بعيد سيطرتهم عليه، ومازالوا على مقربة من المكان، بحسب ما أفاد مسئولون عراقيون سابقاً.

وأظهرت أشرطة فيديو وصور أقمار اصطناعية نشرت بداية العام الجاري، الدمار الذي ألحقته جرافات ومتفجرات الإرهابيين بالمكان.

وكان التنظيم الإرهابي نشر أيضاً شريطاً مصوراً لموقع الحضر التاريخي الذي يعود إلى أكثر من ألفي عام ويضم مزيجاً من هندسة العمارة الشرقية والغربية في جنوب غرب الموصل.

وأظهر الشريط مسلحين يحطمون التماثيل ويطلقون النار عليها من بنادق.

والحضر مدينة بنيت في القرن الثاني أو الثالث قبل الميلاد، وصمدت أمام الغزوات الرومانية قبل نحو ألفي عام، وأمام عقود من الحروب وانعدام الاستقرار في العراق.

والحضر ونمرود مدرجتان على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، على غرار أكثر من 70 موقعاً آخر في محافظة نينوى.

وتعليقاً على استعادة المدينة الأثرية، قال المتحدث باسم اليونيسكو، جورج باباجيانيس: «نرحب بالتقارير التي تفيد بأن نمرود، الموقع المدرج على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، عادت تحت سيطرة الحكومة العراقية».

وأضاف «نحن نتطلع إلى التنسيق مع الجهات المعنية في بغداد لتوفير الدعم لأي تقييمات يجب أن تتم في الموقع، بمجرد استقرار المنطقة».

وتشهد جبهة الموصل تقدماً للقوات الاتحادية العراقية وقوات البشمركة الكردية من المحاور الشرقية والجنوبية والشمالية.

وأحرزت قوات مكافحة الإرهاب تقدماً في الأحياء الشرقية من الموصل، حيث خاضت اشتباكات عنيفة في الأيام الأخيرة.

وقال قائد «فوج الموصل» في قوات مكافحة الإرهاب، المقدم منتظر سالم لوكالة «فرانس برس» أمس (الأحد) إن «قواتنا ستدخل الأحياء الغربية من حي كركوكلي انطلاقاً من مواقعنا في حي الأربجية».

وأضاف أن «داعش مطوق من قبل قواتنا في الجهة الشمالية والشرقية، وهدفنا اليوم أن نطرد داعش من الجزء الغربي من حي كركوكلي».

«هيومن رايتس»: القوات الكردية تدمر قرى ومنازل للعرب السنة بشكل ممنهج

أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تقرير أمس (الأحد) أن القوات العراقية الكردية أقدمت على تدمير عدد كبير من منازل العرب وفي بعض الأحيان قرى بأكملها في مناطق متنازع عليها في شمال البلاد.

وفرضت حكومة إقليم كردستان العراق التي تتمتع بحكم ذاتي، سيطرتها على مساحات شاسعة من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل خلال اجتياح الأرهابيين لمناطق في شمال وغرب البلاد.

وأفاد تقرير «هيومن رايتس ووتش» بأن «القوات الكردية دمرت قرى وبيوتاً أثناء النزاع مع تنظيم (داعش) بين سبتمبر/ أيلول 2014 ومايو/ أيار 2016».

وأشار إلى أن عمليات التدمير شملت «17 قرية في محافظة كركوك وأربعة في محافظة نينوى» تُظهِر صور الأقمار الاصطناعية فيها دماراً كبيراً يتّسق مع استخدام الأسلحة الثقيلة ومواد شديدة الانفجار. ويختلف هذا في مظهره عما نجم عن الغارات الجوية».

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية أن التدمير لحق بـ 62 قرية أخرى، بعدما تمكنت قوات البشمركة من استعادة السيطرة عليها، لكن غياب شهود عيان لا يتيح التأكد من الملابسات ومن المسئول عن تدمير تلك المواقع، وفق المنظمة.

وستكون مسألة الحكم في مدينة كركوك الغنية بالنفط مصدراً للنزاع في المستقبل بين بغداد والأكراد الذين قالوا إنهم ينوون الاحتفاظ بكركوك ضمن إقليمهم، الأمر الذي ترفضه بغداد. وابلغ مسئولون في حكومة الإقليم والبشمركة المنظمة إن تدمير بعض الممتلكات ناجم عن «قصف التحالف بقيادة الولايات المتحدة لتنظيم داعش ونيران مدفعية البشمركة».

ولكنها قالت إن «الغالبية العظمى من الحالات، تظهر (...) ضرراً سببه استخدام الجرافات والحريق ومواد شديدة الانفجار واستخدام طرق غير آمنة لإزالة الألغام بعد انتهاء القتال وبسط قوات حكومة إقليم كردستان سيطرتها».

وقال رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني لـ «هيومن رايتس ووتش» إن حكومة الإقليم لن تسمح للعرب السنة بالعودة إلى قراهم التي «تم تعريبها» إبان عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين.

واعتبر أن هذه المناطق «حقاً للأكراد».

ورأت المنظمة أن «مثل هذه المطالبات بالأراضي تغذي اعتقاد الكثير من العرب في المناطق المتنازع عليها بأن قوات أمن حكومة الإقليم قامت بعمليات الهدم لمنع أو ثني العرب عن العودة إليها».

العدد 5182 - الأحد 13 نوفمبر 2016م الموافق 13 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً