تكثر هذه الأيام المتابعة والثرثرة على الانتخابات الأميركية لكل صغيرة وكبيرة في شئون تلك الدولة الجبارة، والتي أذاقتنا الأمرين في معظم عهودها، وماتصدره إلينا من عشوائيات الأنظمة، والتدخل الذي بلا حدود في بلادنا، وتدمير بلادنا شرقاً وغرباً، ونحن نصفق لها، ونرجوا ونتوسل من الله عز وجل بأن تنزل علينا برئيسٍ من عند الله، يُحبنا أكثر ويُقلل من همجيته علينا، أو يُسعفنا قليلاً من استغلال ثرواتنا وتدمير بلادنا.
مادخلنا نحن بهيلاري أو ترامب؟ ولماذا زعل الكثيرون حينما فاز ترامب!؟ ومن قال بأنها ستكون الأفضل بعد أن كانت المصائب تنهال علينا وهي وزيرة خارجية، أليس من الأفضل لو أننا نقف شعوباً وحكوماتنا العربية صفاً واحداً لتقرير مصير أمتنا، وبعدها لن يكون لأحدٍ حكماً علينا أو تدخلٍ في شئوننا.
ألا ترون مافعلوه بنا، وأن تقولوا لي أيٍ الرؤساء السابقين كان الأفضل؟ عدا جون كيندي والذي كان الأكثر حباً للعرب، وكان ينوي إعادة حقوق الفلسطينيين، وبإعادة دولتهم وإرجاع العرب ممن طُردوا من أراضيهم واحتلالها، وحيث أغضب الساسة في اللوبي اليهودي، و المتحكمين في أميركا بقبضة حديدية، والذي اغتيل المسكين بسبب تصريحاته وهو لم يكمل عامين في الحكم.
نعم هم اليهود تراهم في كل الأماكن الحساسة من إعلام وبنوك، وحتى في الكونغرس وهم من يحركونها بدسائسهم ودهائهم، والاستراتيجيات لتفتيت أمتنا، ليُبقي سيطرتهم على فلسطين المحتلة.
وماذا نقول بعد؟ ألا ترون أن معظم الأنظمة والرؤساء تسببوا في ظهور أسوأ عناصر الخراب بدءاً من مستر بيل كلينتون، وتنظيم حزب «طالبان» في عهده، وبعده بوش الأب والإبن بتنظيم «القاعدة» أما الأخير والذي فرحنا به وبأنه من جذور إسلامية وإسمه العربي (باراك حسين أوباما) تأملنا بأنه سيبدأ عهداً جديداً لمساعدة القضايا العربية، فتراه تسبب في ظهور أسوأ فريق إجرام وخلايا سرطانية قاتلة للعرب لتكوين دويلة شيطانية (داعش) لتدمير البقية الباقية، وقاموا بخطط الإبادة الجماعية للعرب، وبأيدي أبنائهم ومن دينهم، لماذا لم يقاتلوا الإسرائيليين ويحتلوها إذا هم حقاً صادقين ومع الإسلام؟ ألا ترون معي ماحدث شيء لايُصَدق!
ولماذا نعتقد بأن أميركا المنقذ لمشاكلنا وتقرير مصائرنا؟ ولماذا نسمح لها بأن تتحكم في أراضينا وتضع قواعدها في بحورنا؟ نحن نعرف بأن للسياسين دهاء وتكتيكاتٍ سرية وغير صادقة وطرق غامضة لتحقيق مآربها غير الإنسانية، وأن شعوبنا مغلوبة على أمرها، ولاتعرف كيفية الخلاص من هذا المأزق خاصةً بعد فشل الربيع العربي الذي حاول البعض تصحيح المسار والذي عاد بالفشل الذريع!
إن السلطات في الوطن العربي لاتدرك أن الاعتماد على الخارج للحماية شيء لا يمكن الاعتماد عليه لتحسين الأوضاع، والتاريخ مليء بالأمثله الفاشلة لذلك الاعتماد، وأننا في ورطة ما بعدها ورطة، ونحن نرى المؤامرات لتقسيم بلادنا العربية إلى دويلاتٍ صغيرة لاحول لها ولاقوة!
إن رؤساؤهم لايُكونون أفراداً وذوي ُسلطاتٍ في الحكم كما في بلادنا العربية، لأن هنالك البرلمان، والكونغرس الأميركي، ودوره الفعال في الرقابة واتخاذ القرارت وتنفيذها، يعني اختيار الرئيس مُدعم بما يُمليه عليه الآخرون وسلطاته محدودة، إذن لايوجد رئيسٌ مُفضل لنا، وكله محتكم من آخرين والسياسات نادراً ماتتغير.
وبأن ذلك الشعب الأميركي هو الذي يريد رئيساً بسيطاً مثل غالبية الشعب كي ُيسيره كما يريد (وأن اللوبي الصهيوني اليهودي) هو الأقوى والذي يتحكم في تحريك مصالحهم، وهم كثر في الكونغرس ومجلس النواب ولايُصادقون إلا على القرارات التي تهمهم في تقوية دولتنا فلسطين المحتلة (إسرائيل) المتحكمة كما ذكرت، ولها اليد العليا لإنجاح أو إسقاط من يريدون، وإلا من يتخيل بلاد الثلاثمائة مليون، والمليء بالشرفاء من العباقرة والحُكماء ممن سيحكمون بالعدل للعالم لو أعطوا الفرصة، ولكن لا يظهر فيها سوى إثنين وعلى شاكلة متشابهة.
هو الدهاء والحنكة التي ُتسير البلاد، وأخيراً، عَلَنا نصحوا من غفلة الأحلام، ونقوي أنفسنا، ونوحد بلادنا، ونصبح قوةً ضارية لنمنع اللعب بأوطاننا، وسلب خيراتها وتدميرها، إنها الحل الأول لكل هموم أمتنا وتعاستها، حُلمٌ عله يتحقق.
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 5181 - السبت 12 نوفمبر 2016م الموافق 12 صفر 1438هـ
حلو المقاله
الله الله هكذا نراهم في الواقع ولاخوف من الجدد لانهم سواسيه
يسلم فمك ..... دة الكلام الصح