افتتحت جمعية تجمع الوحدة الوطنية في فندق السوفتيل في الزلاق يوم أمس السبت (12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، «مؤتمر الاتحاد الخليجي مستقبل ومصير» تحت رعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والذي سيستمر لغاية اليوم الأحد.

وفي كلمة الافتتاح قال رئيس جمعية تجمع الوحدة الوطنية عبداللطيف المحمود: «ينعقد هذا المؤتمر في نسخته الثانية تحت عنوان (الاتحاد الخليجي مستقبل ومصير) بعد المؤتمر الأول ‏الذي عقدناه في نوفمبر 2013 تحت عنوان (الاتحاد الخليجي مطلب شعبي) وذلك تحقيقاً لأحد أهداف التجمع ‏وهو: (دعم مجلس التعاون الخليجي وصولاً لتحقيق الوحدة)».

وأضاف المحمود «نعقد هذا المؤتمر لأجل أن نوصل صوت رجل الشارع في هذا التوقيت بالتحديد إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي الذين سيجتمعون في البحرين الشهر القادم، مؤكدين على الأهداف التالية: الدفع قدماً لإقامة الاتحاد لدول مجلس التعاون في مجالاته المتعددة، واستنهاض شعب الخليج العربي والقيادات الفكرية والمجتمعية للتأكيد على الاتحاد الخليجي من الجوانب الأمنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والاجتماعية، و‏أهمية مواجهة التحديات الأمنية الراهنة وتعزيز التحالف العربي الإسلامي للمحافظة على سيادة الدول واستقرارها».

وأفاد المحمود «تشهد المنطقة العربية بعد ما سمي بالربيع العربي العديد من الحروب الداخلية كما يحدث في العراق وسورية وليبيا واليمن، ففي هذه الدول تنامى الإرهاب إلى درجة بات يشكل تهديداً خطيراً لمنطقة الخليج العربي، ‏وما تواجد تنظيم (داعش) في هذه الدول إلا دليل على تنفيذ الأجندة الإيرانية الأميركية اللتين تمدانه بالمال والسلاح والرجال والدعم اللوجستي في خطوة يراد من خلالها زجُّ دول مجلس التعاون في هذا الأزمة بينما هي أكبر المتضررين من وجود هذا التنظيم الإرهابي».

وواصل «أما على المستوى الدولي فإن هناك تحولاتٍ كبرى تحدث على مستوى العالم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي العام (1991) وانفراد الولايات المتحدة الأميركية بقيادة العالم، فعملت على ‏تغيير رسم الخارطة العالمية بما يحقق مصالحها وأهدافها الاستراتيجية في العالم، فخططت لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي وضعته المخابرات الأميركية لأجل تقسيم الوطن العربي ‏وإضعافه وتحويله إلى دويلات ضعيفة تحت سيطرة الكيان الصهيوني والنظام الإيراني، وما احتلال العراق وحَلُّ جيشه وتسليمُه للنظام الإيراني وتفكك الجيش السوري وكذلك الليبي والعمل على ضرب الجيش المصري إلا تنفيذ لمشروع التقسيم».

وتابع «إضافة إلى ذالك رأينا صعود اليمين المتطرف في الولايات المتحدة الأميركية منذ عهد الرئيس بوش الإبن، ونرى الآن فوز الرئيس الجديد ترامب في الانتخابات الأميركية الأخيرة دليلاً على تصاعد هذا اليمين المتطرف، ومثل ذلك نرى اليمين المتطرف في أوروبا التي تشهد هي الأخرى فوز الأحزاب اليمينية التي تتعامل ‏بأسلوب عنصري مع شعوب العالم، وهو ‏ما يؤكد الخطورة التي تتعرض لها أمتنا العربية عموماً والخليج العربي خصوصاً الذي يحوي أكبر احتياطي نفط عالمي (496) مليار برميل، وثاني أكبر احتياطي غاز عالمياً (42) ألف مليار متر مكعب، كما يبلغ حجم الفائض التجاري (385) مليار دولار».

وذكر أنه «تقاطعت المخططات الأميركية تلك مع الرغبة في التوسع والهيمنة الإيرانية من جديد وأصبح هناك تنسيق مشترك بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران والكيان الصهيوني ‏لتنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد».

واشار المحمود الى أن «هذه الصورة الشاملة التي تثبتها وتؤكدها الأحداث بشكل يومي في كل الدول العربية التي تشهد فتناً واضطراباتٍ لَتؤكدُ أن الخطرَ الداهمَ ليس لدولة واحدة من دول مجلس التعاون الخليجي، بل كلها مقصودة ولكن على مراحل، وأن الخطر لا يعني جيلنا الحاضر بل يعني الأجيال القادمة من أبنائنا وأحفادنا ومن بعدهم، وليس من طريق لمواجهة هذه الأخطار سوى طريق واحد وهو ما أعلنه خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى في القمة الثانية والثلاثين التي انعقدت بالرياض في 19 ديسمبر/ كانون الأول العام 2011 عندما وجه خطابه لقيادات دولنا السياسية طالباً التحول من صيغة التعاون إلى صيغة الاتحاد لحماية الشعوب والأوطان، وما أعلنه جلالة ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه في 16 ديسمبر 2013 (بأن البحرين على استعداد لإعلان الاتحاد فوراً والدعوة لمؤتمر قمة استثنائي لهذا الغرض)».

وتابع «لسنا بحاجة لتعداد الفوائد الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية لدول مجلس التعاون فهذا ما سوف تتعرض له الأوراق المقدمة أمامكم في هذا المؤتمر، ‏ولكني أوجه من هذا المنبر رسالتين: الرسالة الأولى إلى قياداتنا السياسية بدول مجلس التعاون الخليجي، فإننا نناشدكم أن تقفوا صفاً واحداً وتدفعوا ما استطعتم للبدء في تشكيل اتحاد بين أي دولتين أو أكثر ويبقى الباب مفتوحاً لمن يريد أن ينضم إليه في الوقت الذي يراه مناسباً، وذلك تحقيقاً لما ورد في النظام الأساسي ‏لمجلس التعاون في ديباجته ومادته الرابعة تحت بند الأهداف التي تقول: (تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولاً إلى وحدتها)، إن شعبنا واحد لغة وتاريخاً وثقافة وأملاً وتواصلاً وترابطاً عائلياً وهو أمانة في أعناقكم وعلينا نصرتكم ورصّ صفوفنا مع توجهاتكم الوحدوية، ونذكر أنفسنا ونذكركم بنداء الله عزّ وجلّ لجميع المسلمين: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)».

وأردف «أما الرسالة الثانية فهي ‏إلى شعب الخليج العربي الواحد، أنتم كذلك مسئولون عن الدفع والمساعدة في اتجاه الاتحاد الخليجي والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة بما يحفظ الأوطان وشعب دول مجلس التعاون الخليجي والأجيال القادمة».

وختم «ونحن في هذا الإطار في تجمع الوحدة الوطنية قد وضعنا وثيقة المطالبة بالاتحاد الخليجي بين يدي مؤسسات المجتمع المدني، وكذلك لكل أفراد الشعب الخليجي على الرابط الإلكتروني، ‏وهذه مسئوليتكم للتعبير عن تأييدكم للمضي في الاتحاد قدماً».