استضاف ملتقى الأدب في معرض الشارقة الدولي للكتاب، مساء أمس الأول ندوة بعنوان "أضواء المسرح وتحولاته"، شارك فيها الممثل الدرامي والمسرحي حسين الجسمي، والكاتب المسرحي والروائي هزاع البراري، مقدمين قراءة عن واقع المسرح وأثر النخبوية على تراجع اقبال الجمهور.
وطرحت الندوة التي أدارها مجدي محفوظ، عدداً من التساؤلات حول التطورات الراهنة في الواقع وتفاعل الحراك الفني معها، ومستويات الخطاب، والمضامين التي يقدمها المسرح التجاري، فاستهل أحمد الجسمي مداخلته بالقول: "أين المسرح من التطور التكنولوجي المتسارع؟ ألا يمكن للمسرح الجماهيري أن يحمل مضامين ذات قيمة؟ ولماذا لا تتبنى المؤسسات الرسمية التجارب الإبداعية الفاعلة مسرحياً؟
وأوضح الجسمي أن الحديث عن واقع أبي الفنون اليوم يثير عدداً من القضايا المتعلقة بأساليب ومدارس الفنانين، مشيراً إلى أن المسرح التجاري لا زال يحظى بجماهيريته، وهذا ما يجب أن يدفع بالمسرحيين للتفكير بصورة مختلفة، تتجاوز الصورة النمطيّة القائمة على هذا الشكل من المسرح، فالمسرح التجاري، أو الجماهيري، قادر على حمل مضامين كبيرة، ذات قيمة.
وقال هزاع البراري خلال مداخلته: "إن المسرح العربي يقف أمام ثنائية تاريخية، هي المسرح النخبوي والجماهيري، وهذا عائد إلى بدايات المسرح القديم في الاغريق، والرومان، حيث تشهد الآثار المعمارية أن الرومان كانوا يخصصون مسرحين لأعمالهم، الأول كبير وجماهيري، والآخر كان صغير لعروض الخاصة والنخبة".
وبيّن أن الإشكالية اليوم، أن المسرحيين النخبويين يزدادون نخبوية، وينظر الكثير من الفنانين إلى المسرح التجاري بوصفه حالة هزل، حيث باتت المهرجانات الثقافية تشهد انزياحاً نحو النخبوية بصورة واضحة، الأمر الذي يجعل الجمهور مقتصر على المشتغلين في هذا الفن، والإعلاميين وحسب.
واختتمت الندوة بعدد من التوصيات والملاحظة قدمها المتحدثان، تلخصت بضرورة اشراك المؤسسات الرسمية والخاصة في دعم العمل المسرحي، وتفعيل حركة انتاجه، إضافة إلى أنه على المسرحيين أنفسهم أن يستثمروا جماهيرية المسرح التجاري، والتخفيف من النخبوية التي يغرقون فيها.