قال ناشطون إن «وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام الجديد أصبحت أحزابا افتراضية يمارس فيها الشباب في مختلف الدول العربية حرياتهم، ويقومون من خلالها بالتعبير عن آرائهم بعد فشل الأحزاب التقليدية في تحقيق ذلك لهم».
وأفاد الناشطون في ندوة عقت في مقر جمعية وعد مساء الأربعاء (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، في مقرها أم الحصم تحت عنوان «الشباب والتثقيف عبر وسائل التواصل الاجتماعي»، أن «الدول العربية حاولت سن تشريعات وقوانين للحد من انتشار الإعلام الاجتماعي الجديد، غير أن هذا الأمر اصطدم مع مفهوم عولمة الإعلام، التي لم تعد تأبه بالقيود التي تفرضها الدول على وسائل الإعلام المختلفة».
ومن جانبها، قالت المحامية فاتن الحداد: «التثقيف في وسائل التواصل الاجتماعي بدأت كصحافة عامة، اليوم ابتعد الناس عن الإعلام الاعتياديح بسبب الطريقة التقليدية التي يتم عرضها في هذا النوع من الإعلام، على عكس الإعلام الحديث في شبكات التواصل الاجتماعي».
وأضافت الحداد «ليس الأفراد فقط هم من قاموا ببث الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي، بل أصبحت حتى الصحف وبعدها الوزارات والهيئات الحكومية، وحتى الشخصيات العامة، وشاهدنا عدة مواقع تواصل اجتماعي فتحت وتوسعت في تقديم خدماتها الالكترونية عبر هذه المنصات».
وأردفت «البحرين غير مسموح للصحف بالبث عبر «الفيديو»، لأي من أخبارها أو تغطياتها، ولكن الآن بعد قرار وزارة الإعلام بالسماح للصحف المحلية بنقل الأخبار عبر «الفيديو»، بحيث لا تتجاوز دقيقتي بث، ويجب أن يكون التقرير المصور مسجلا وليس مباشرا، لأنه من غير المسموح تقديم أي محتوى فيديو مباشرة وبثه على موقع الصحف المحلية».
وواصلت الحداد «هناك مثلا مواد السيداو التي أثارت لغطا لدى بعض الناس، وفكرت أن أزيل هذا اللغط، وفكرت في كتابة مقال عن هذا الأمر، ولكن وجدت أن هذه الوسيلة اقل تأثيرا من الفيديوهات، ووجدت أن «الفيديو» هو أسهل طريقة للتواصل مع الآخرين، ويتقبل الطرف الآخر أن يستمع لوجهات النظر، وبالفعل كان هناك تفاعل مقبول في هذا الجانب، وقمت بتقديم عدة مقاطع عبر صحيفة «الوسط»، عبارة عن مناقشة لهذا الموضوع، عبر تقديم تساؤلات عن هذا الموضوع».
وأشارت إلى أن «كل شيء له ايجابيات وسلبيات، من سلبيات التفاعل المباشر في وسائل التواصل الاجتماعي أنها تكشف ضحالة تفكير بعض الشخصيات المهمة في العالم، كما حصل ذلك مع المرشح الأميركي الذي فاز برئاسة الولايات المتحدة قبل يومين ترامب، كما أن بعض التغريدات أو وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي إلى مساءلات قانونية عن السب والشتم والإساءة إلى الآخرين».
وفي مداخلته، قال الناشط أحمد عبدالامير: «وسائل الإعلام الاجتماعي اعتمدت كوسيلة إعلامية، وهذا الإعلام تفوق على الإعلام الرسمي، وهذا الأمر جاء نتيجة طبيعية إلى التطور الذي جرى في العالم مطلع التسعينيات من القرن الماضي».
وأضاف «حاولت الدول العربية سن تشريعات وقوانين للحد من انتشار الإعلام الاجتماعي الجديد، وهذا الأمر يقودنا إلى مفهوم عولمة الإعلام، وبدأ يظهر لنا مفهوم جديد آخر جديد، وهو المواطن العربي الإعلامي، الذي يقوم بنشر أخبار بشكل سريع على مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبح البعض ينشر مواقفه عما يجري في العالم أو في دولته، وهنا بدأت مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ منحى جديدا، وهنا تشكلت ما يعرف بالأحزاب الافتراضية بدلا عن الأحزاب الاعتيادية التي لم تعد قادرة على مجاراة آمال الشباب وتطلعاتهم».
وأردف عبدالأمير «ما جرى في مصر يؤكد أن قوى الثورة الشبابية انطلقت من وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تستطع تنظيم نفسها بعد انتصار الثورة المصرية في العام 2011». فيما قالت الناشطة فريدة غلام «اعتقد أن مواقع التواصل الاجتماعي أعطت بعدا إضافيا إلى الإعلام الجديد، لأنها تقدم تفاعلا إضافيا ليس موجودا في الإعلام الاعتيادي». وأضافت «في الحراك النسوي عن قضايا المرأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تم تحقيق تقدم على صعيد التفاعل مع المجتمع، وقد شاهدنا ذلك في الحراك حول قانون الأحوال الشخصية وإصدار الشق الثاني منه».
أما الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري، فأشار إلى أن «وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت للناس إيصال صوتهم في الفضاء العام، ولكن لأن الغالبية ثقافتهم القانونية محدودة، أصبح هناك اليوم لدينا سلسلة جرائم الكترونية، وهنا نطرح سؤال عما إذا كانت المعلومات التي تطرح في هذه الوسائل انطباعية وليست واقعية فعلا؟».
وتابع العكري «في هذا الفضاء هناك اندفاع إلى الترويج إلى الأفكار المتطرفة، وهناك دراسات تشير إلى أن الترويج إلى هذه الأفكار يتم من خلال أشخاص بسطاء، وليس عبر أشخاص معروفين أو مفكرين».
فيما قالت الباحثة والناشطة النسوية منى فضل: «أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بعد هذا التطور في مجتمعاتنا ضرورية ولا يمكن تصور أننا قادرون على الاستغناء عنها».
وأضافت فضل «بالتأكيد استخدام هذه الوسائل الاجتماعية يخضع إلى نقاشات عميقة، وخطورتها ليست مقتصرة في الجانب السياسي، بل حتى على العلاقات الأسرية، حيث تمت عملية الاختراق الخطير للأسر، لدرجة أصبح الزوجان يجلسان في المطاعم مثلا دون أن يتحدثا مع بعضهما بعضا، لأن كليهما مشغولان بمثل هذه الوسائل الاجتماعية الإعلامية الجديدة».
وفي مداخلته، قال عضو اللجنة المركزية في جمعية وعد، إبراهيم شريف: إن «وسائل التواصل أصبحت محطة إدمان كبير، والخطير في هذا الموضوع أن نسبة التوتر كبيرة جدا في هذه الوسائل الاجتماعية؛ بسبب سرعة نشر الأخبار والتفاعل معها».
العدد 5180 - الجمعة 11 نوفمبر 2016م الموافق 11 صفر 1438هـ