العدد 5180 - الجمعة 11 نوفمبر 2016م الموافق 11 صفر 1438هـ

«طالبان» تتبنى الهجوم على قنصلية ألمانية في أفغانستان

قوات الأمن تنتشر في موقع الهجوم على القنصلية الألمانية - EPA
قوات الأمن تنتشر في موقع الهجوم على القنصلية الألمانية - EPA

مزار شريف (أفغانستان) - أ ف ب 

11 نوفمبر 2016

أعلنت حركة «طالبان» مسئوليتها مساء أمس الأول الخميس (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) عن هجوم أسفر عن 6 قتلى على الاقل على القنصلية الالمانية في مدينة مزار الشريف في شمال افغانستان، «انتقاما» لمقتل مدنيين في قصف نفذته قوات الحلف الاطلسي الاسبوع الماضي في قندوز (شمال شرق).

وأسفر الهجوم بشاحنة مفخخة بكمية هائلة من المتفجرات، عن 6 قتلى كما ذكر مستشفى المدينة. واوضحت الشرطة الاقليمية التي تحدثت عن 7 قتلى، ان اثنين من الضحايا قتلا عن طريق الخطأ برصاص القوات الالمانية التي اعتقدت انهما مع المهاجمين.

ولم يصب أي من الرعايا الالمان، كما ذكرت السلطات الالمانية في برلين.

من جهة اخرى، أصيب 128 شخصا بجروح منهم 10 أطفال، كانت اصابات بعض منهم خطرة، كما اوضح المسئول في المستشفى الاقليمي نور محمد فايز. واكد هذا الطبيب ان اثنين ممن نقلت جثثهم الى المستشفى قتلا بالرصاص. وتحدث الجنرال حسيب الله قريشي، قائد قوات الشرطة لمنطقة شمال افغانستان، عن «سوء تفاهم مؤسف: فالقوات الالمانية وسعت النطاق الامني حول موقع الانفجار، وهذا ما لم يكن يعرفه المدنيان» القتيلان. وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال مساعد قائد الشرطة الاقليمية عبدالرزاق قادري ان الرجلين «كانا مارين على دراجة نارية وتجاهلا التعليمات» التي تقضي بالتوقف. وأضاف قادري أن الشرطة اعتقلت «مشبوها» بشن الهجوم، لكنه لم يقدم مزيداً من الايضاحات.

وامتنع المسئولون الالمان في كابول عن الادلاء بأي تعليق ردا على استيضاح وكالة «فرانس برس». ودان الرئيس أشرف غني الهجوم «الهمجي»، ووصفه بأنه «جريمة ضد الإنسانية».

حفرة واسعة

ووقع الهجوم الذي أحدث حفرة واسعة وتسبب بأضرار كبيرة، بعيد الساعة 23:00 وأدى الانفجار إلى تدمير الجدار الخارجي لحرم القنصلية القائمة في فندق مزار القديم، وإلى تحطم زجاج النوافذ على بعد بضعة كيلومترات، كما قال مراسل وكالة فرانس برس. وايقظ السكان الذين سمعهم يبكون ويصرخون من الخوف والذعر.

ورفع عصف الانفجار سيارة اجرة صفراء وبيضاء كانت متوقفة على مقربة من القنصلية والقاها في وسط الحفرة الواسعة.

وفي تغريدة على تويتر، تحدثت وزارة الخارجية الالمانية عن «معارك خارج المجمع القنصلي وداخله». وقال مصدر ديبلوماسي في برلين إن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتانماير دعا إلى اجتماع أزمة ليلاً.

وكان المتحدث باسم حركة «طالبان» ذبيح الله مجاهد الذي تبنى في بيان العملية، أكد أن «المهاجمين» تمكنوا من دخول المبنى.

وفي تغريدة على «تويتر»، أعلنت حركة «طالبان» أيضا مقتل المدنيين الاثنين برصاص القوات الالمانية.

خطأ

وأوضحت حركة «طالبان» أنها شنت الهجوم «انتقاما» من الغارات الاميركية في الثالث من نوفمبر على قندوز (شمال شرق) التي اسفرت عن 32 قتيلا على الاقل و19 جريحا من المدنيين الذين تشكل النساء والاطفال القسم الاكبر منهم، وأدت الى تدمير 22 منزلاً، كما تقول الامم المتحدة.

وهذا الخطأ الجديد الذي ارتكبته القوات الأميركية المنتشرة في إطار مهمة حلف شمال الاطلسي الذي يقوم بعملية «الدعم الحازم»، حمل السكان على تنظيم تظاهرات غاضبة.

وأقر الجيش الأميركي بأن غاراته التي كانت تستهدف حركة «طالبان» أسفرت على «الارجح» عن مقتل مدنيين، وأعرب عن «أسفه».

وتعتبر مزار الشريف التي انتشر فيها الجيش الالماني حتى نهاية 2014، واحدة من المدن الكبيرة التي تنعم بالهدوء، لكنها تتعرض لهجمات متكررة تشنها حركة «طالبان». وتضم المدينة واحدة من كبرى القواعد الثلاث للقوات الجوية الافغانية التي يجرى بناؤها بمساعدة من حلف شمال الاطلسي. وكان مدربون المان ما زالوا موجودين فيها الشهر الماضي.

وتستدعى القوات الجوية، الأميركية والأفغانية، لدعم العمليات البرية للقوات الافغانية التي تستهدف «طالبان» وتنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».

العدد 5180 - الجمعة 11 نوفمبر 2016م الموافق 11 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً