العدد 5180 - الجمعة 11 نوفمبر 2016م الموافق 11 صفر 1438هـ

دمشق وحلفاؤها متفائلون بفوز ترامب وينتظرون سياساته

يأمل الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه بالاستفادة قدر الإمكان من فوز الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأميركية معتبرين أنه أنقذهم من مخاطر التدخل في حال فازت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويشكل فوز ترامب تحولاً بالفعل في مسار الحملة العسكرية المدعومة من روسيا في حلب. وقال مسئول كبير مؤيد للأسد لوكالة «رويترز» إن خططاً للسيطرة على النصف الشرقي من المدينة الذي يسيطر عليه مقاتلو المعارضة مع حلول يناير/ كانون الثاني كانت قد وضعت بناء على فرضية فوز كلينتون.

وفي حال تبلورت بعض من تصريحات ترامب في سياسة أميركية جديدة ستكون ثقة دمشق في محلها على رغم أنه مازالت هناك علامات استفهام بشأن المدى الذي سيذهب إليه في تحويل تصريحاته أثناء حملته الانتخابية إلى أفعال بما في ذلك إمكانية التعاون مع روسيا -الحليف العسكري الأقوى للأسد- ضد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)».

وأحد عوامل التعقيد قد يكون موقف ترامب المتشدد تجاه إيران الداعم العسكري الرئيسي الآخر للأسد. وكان ترامب قد هدد بتمزيق الاتفاق النووي مع إيران ووجه انتقادات شديدة لتخفيف العقوبات الذي ترتب على ذلك الاتفاق.

ويقول محللون إن الموقف الجمهوري الطويل الأمد ضد الأسد قد يشكل أيضاً عائقاً أمام أي تحول كبير في السياسة.

ومع هذا فإن ترامب تحدث بلهجة مغايرة فيما يتعلق بالسياسة الأميركية تجاه الصراع السوري المتعدد الاطراف الذي عمدت فيه الولايات المتحدة مع حليفيها تركيا والمملكة العربية السعودية إلى دعم بعض مسلحي المعارضة الذين يقاتلون للإطاحة بالأسد منذ أكثر من 5 أعوام.

وشكك ترامب في حكمة دعم مقاتلي المعارضة وهوُن من شأن هدف الولايات المتحدة لحمل الاسد على التنحي عن السلطة، وأشار إلى أنه على رغم انه «لا يحب» الرئيس السوري إلا أن «الأسد يقتل (تنظيم) الدولة الاسلامية».

وقال مسئول كبير في التحالف العسكري الذي يقاتل دعماً للأسد بمساندة من سلاح الجو الروسي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله وفصائل مسلحة أخرى «هذا مريح جدا لنا ولحلفائنا في سورية».

وقال المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه أو جنسيته حتى يتمكن من إعطاء تقييم صريح «الموجة الحالية معنا وتخدمنا ويجب أن نستفيد منها إلى أبعد الحدود».

ودمرت الحرب سورية وجعلت منها كشكولاً مرقعاً من مناطق تسيطر عليها حكومة الأسد ومقاتلو المعارضة الذين يحاربون للإطاحة به وفصائل كردية مسلحة قوية وتنظيم «داعش». وأدت الحرب ِإلى مقتل مئات الآلاف وأوجدت أسوأ أزمة لاجئين في العالم.

وفي حين قدمت واشنطن دعماً كبيراً للمعارضة إلا أن هذا الدعم لا يجاري مطلقاً الدعم الممنوح للأسد من روسيا وإيران. ويعتبر المسلحون سياسة الولايات المتحدة خيانة لثورتهم مع تركيز واشنطن في الغالب على مكافحة تنظيم «داعش» في العامين الماضيين.

ترامب «العامل الجديد» لدمشق

وتركزت الحرب البرية بين الاسد والمسلحين إلى حد كبير هذا العام على حلب في شمال غرب سورية. وتحاول الحكومة استعادة القطاع الشرقي من المدينة وهو أهم معقل لمقاتلي المعارضة في المدن.

وقال المسئول الكبير إن فرضية فوز كلينتون شكلت لبعض الوقت التخطيط للحملة العسكرية في حلب وكان الهدف أن تنتهي الحملة قبل أن يتولى الرئيس الأميركي الجديد منصبه.

وقال المسئول إنه في حين لا تزال الخطة سارية إلا أن «عاملاً جديداً» طرأ عليها وهو فوز ترامب. وأضاف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «من المؤكد أنه عنده مقاربة مختلفة الآن لوضع الأزمة السورية كلها في ضوء ما سيحصل مع ترامب».

وقالت صحيفة «الوطن» السورية أنه «لا بد من ملاحظة الفرح الذي ارتسم على وجوه معظم السوريين الذين قضى قسم كبير منهم ليلته يتابع مستجدات عمليات فرز الاصوات» في الانتخابات الأميركية. ولم يعلن ترامب أي تصور بشأن سورية أو المنطقة.

وفي حين أعرب البعض في المعارضة عن قلقهم إزاء تصريحات ترامب وآرائه تجاه بوتين إلا أن البعض الآخر ما زال يحدوهم الأمل في أن تعتمد الولايات المتحدة سياسة تخدم قضيتهم. وأشار أحد كبار قادة المعارضة إلى أن آراء ترامب بشأن إيران «إيجابية» للمعارضة السورية.

وقال القيادي المعارض الذي رفض الكشف عن هويته حتى يتمكن من التحدث بحرية «اليوم لا يزال دور الولايات المتحدة فعالاً وجوهرياً في سورية بغض النظر أنه حتى ولو حاول أن يقف (ترامب) على مسافة منها لن يتمكن من ذلك».

وأذكى تعزيز القوات الروسية تكهنات بتصعيد وشيك في حملة شرق حلب حيث قتل المئات في غارات جوية قبل أن تعلن روسيا وقفا للضربات الجوية في 18 أكتوبر/ تشرين الأول.

ويقول مقاتلو المعارضة إنهم مترسخون في منطقة شرق حلب المحاصرة التي تقول الأمم المتحدة إنها مأوى لنحو 270 ألف شخص. ويقول مسلحو المعارضة إنه سيكون من المستحيل على القوات الحكومية السيطرة على المنطقة.

وتركزت قوة النيران الروسية في الأسابيع القليلة الماضية على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون إلى الغرب من المدينة حيث شن مسلحو المعارضة مؤخراً هجوماً على أجزاء تسيطر عليها الحكومة في حلب. وأدى قصف المسلحين إلى مقتل العشرات في غرب حلب.

وردا على سؤال عن حلب اثناء مناظرة مع كلينتون في أكتوبر الماضي قال ترامب إنها كارثة إنسانية لكن المدينة «بالأساس» سقطت. وأضاف أن كلينتون كانت تتحدث لصالح مسلحي المعارضة من دون أن تعرف من هم.

الجمهوريون يديرون ظهورهم للأسد وبوتين وإيران

وكانت دمشق تأمل بأن تتمكن من استعادة الشرعية الدولية في إطار المعركة الدولية ضد «داعش»، لكن الولايات المتحدة رفضت هذه الفكرة معتبرة أن الأسد هو جزء من المشكلة.

وتواجه الحرب التي تقودها أميركا ضد «داعش» في سورية تعقيدات. وكانت الولايات المتحدة قد بنت استراتيجتها على فصيل كردي مسلح قوي اقتطع مناطق أقام فيها حكماً ذاتياً في أرجاء معظم شمال سورية.

لكن تحالفها مع «وحدات حماية الشعب الكردية» أغضب أنقرة حليفة الولايات المتحدة القلقة من أن النفوذ الكردي في شمال سورية سيؤجج النزعة الانفصالية بين الأقلية الكردية في تركيا. وبدورها فإن «وحدات حماية الشعب» قاتلت مسلحي «الجيش السوري الحر» المدعوم من تركيا التي هي نفسها تشن عملية كبيرة في شمال سورية.

وأحد المستشارين البارزين لترامب هو رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد.

وأبلغ دانفورد الكونغرس في سبتمبر/ أيلول أنه يعتقد أنها ستكون فكرة غير جيدة أن يتبادل الجيش الأميركي معلومات المخابرات مع روسيا بشأن سورية وهو شيء سعت اليه موسكو لفترة طويلة.

العدد 5180 - الجمعة 11 نوفمبر 2016م الموافق 11 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 7:15 ص

      خانكم التعبير

      هذا جاي لدمار الوطن العربي بما فيها سوريا

اقرأ ايضاً