أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحادثات «ممتازة» أجراها أمس (الخميس) في البيت الأبيض مع دونالد ترامب.
وتعهد أوباما «بذل كل ما في وسعه» لمساعدة ترامب على النجاح، ورد الأخير قائلاً إنه يتطلع «بفارغ الصبر» إلى العمل مع الرئيس المنتهية ولايته.
واستغرقت المحادثات في المكتب البيضاوي 90 دقيقة.
وقال أوباما «نريد أن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدتك على النجاح».
وتابع أوباما «مهما كانت توجهاتنا السياسية وأحزابنا، أعتقد أنه من المهم الآن أن نجتمع للعمل معاً».
من جهته، قال ترامب إنه يتطلع «بفارغ الصبر» للعمل مع الرئيس الديمقراطي والاستماع إلى «نصائحه»، مضيفاً «أكن له احتراماً كبيراً».
وتابع «سيدي الرئيس، إنه لشرف عظيم أن أكون معكم، اتطلع بفارغ الصبر إلى رؤيتكم في مناسبات عديدة». ومن المنتظر تنظيم موجة ثانية من الاحتجاجات في أرجاء الولايات المتحدة بعد يوم من خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في مدن كبيرة بعد فوز دونالد ترامب.
واشنطن - أ ف ب، رويترز
استقبل الرئيس الأميركي، باراك أوباما أمس الخميس (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) الجمهوري دونالد ترامب في البيت الأبيض بصفته الرئيس الجديد لأكبر قوة في العالم الذي أثار انتخابه صدمة في هذا البلد والخارج.
وقال دونالد ترامب إنه يتطلع إلى الحصول على مشورة الرئيس باراك أوباما، فى الوقت الذي يستعد فيه لدخول البيت الأبيض.
ووصف ترامب، الذي أشار إلى أنه لم يلتق أبداً بأوباما، الرئيس الأميركي الحالي بأنه رجل جيد، وقال إنه ناقش معه أموراً « رائعة» والتحديات «الصعبة» التي تواجهها البلاد.
وعقب لقاء استمر نحو 90 دقيقة في المكتب البيضاوى بين الرجلين، قال أوباما إنه بحث مع ترامب القضايا التنظيمية المتعلقة بانتقال الرئاسة، فضلاً عن قضايا السياسة الداخلية والخارجية.
وقال أوباما: «إن القضية رقم واحد على قائمة الأولويات فى الشهرين القادمين تتمثل في محاولة تسهيل انتقال للسلطة يضمن نجاح رئيسنا المنتخب».
وأضاف أوباما، وإلى جواره ترامب بالمكتب البيضاوي: «لقد تشجعت كثيراً باهتمام الرئيس المنتخب ترامب بالعمل مع فريقي بشأن العديد من القضايا التي تواجهها هذه الأمة العظيمة».
و في الوقت نفسه، اجتمعت السيدة الأميركية الأولى ميشيل أوباما في مقر إقامتها بالبيت الابيض بميلانيا ترامب.
وكان أوباما قد وجه رسالة تدعو الأميركيين إلى الاتحاد. وقال «نتمنى له جميعاً النجاح في جمع الأميركيين وقيادتهم»، بدون أن يخفي أن هناك «خلافات كبيرة» بين الرجلين.
«ديمقراطيتنا تتطلب ذلك»
ما ستكون عليه ذهنية أوباما الذي قال مراراً خلال الحملة أن ترامب يشكل تهديداً للديمقراطية بمجرد أن يسلمه مفاتيح البيت الأبيض؟
وارتبك المتحدث باسمه جوش أرنست الخميس وسط وابل من أسئلة مماثلة.
وقال «الانتخابات انتهت، اتخذ الأميركيون قرارهم. واختاروا شخصاً لديه خلافات عميقة مع الرئيس أوباما. لكن هذا لا يمنع عزمه على ضمان انتقال سلس. ديمقراطيتنا تتطلب ذلك».
وكان أوباما صرح في لاس فيغاس قبل أيام من الاقتراع «لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بانتخاب هذا الرجل! هذا ليس ممكناً! هذا ليس ممكناً!». وفي كارولاينا الشمالية، قال «تخلصوا من الخوف! اختاروا الأمل! صوتوا!»، مؤكداً أن «مصير الجمهورية (...) بين أيديكم».
كما سيلتقي نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن خلفه مايك بنس الذي يصف نفسه بأنه «مسيحي، محافظ وجمهوري».
وسيجتمع ترامب الذي يعمل على تشكيل فريقه وسيلتقي بعد الظهر بول راين، رئيس مجلس النواب.
ومن المنتظر تنظيم موجة ثانية من الاحتجاجات في أرجاء الولايات المتحدة اليوم بعد يوم من خروج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في مدن كبيرة بعد فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة.
ومن المزمع تنظيم مظاهرة مناهضة لترامب في ساحة يونيون سكوير بارك بمدينة نيويورك لثاني ليلة على التوالي وحث منظمون المتظاهرين على الانضمام إلى احتجاجات مماثلة في العاصمة واشنطن وبالتيمور وجامعة ويسكونسن وأماكن أخرى.
وشهدت عشر مدن أميركية على الأقل احتجاجات الأربعاء بما في ذلك احتجاج ملأ شوارع مانهاتن في وسط مدينة نيويورك قام خلاله المتظاهرون بمسيرة إلى برج ترامب حيث يقيم الرئيس المنتخب. وردد الكثيرون هتافاً يقول «ليس رئيسي!» وهاجموا تعليقاته أثناء الحملة الانتخابية بشأن المهاجرين والمسلمين وجماعات أخرى.
ووفقاً لمواقع لمنظمين على الإنترنت فإن من المزمع تنظيم المزيد من المظاهرات في عطلة نهاية الأسبوع.
وفي ليل الأربعاء اجتذبت احتجاجات في لوس أنجليس وأوكلاند بولاية كاليفورنيا بضعة آلاف من الأشخاص. وألقت شرطة لوس أنجليس القبض على أكثر من 12 شخصاً عندما حاول المتظاهرون إغلاق تقاطع رئيسي على طريق سريع حسبما قالت وسائل إعلام محلية.
ووفقاً لشاهد من «رويترز» قام المتظاهرون في أوكلاند أيضاً بتعطيل حركة المرور ورشقوا الشرطة وحطموا واجهات زجاجية لمتاجر. وردت الشرطة بإلقاء مواد كيماوية مهيجة للبشرة على المحتجين.
وتجمع محتجون أيضاً في شيكاغو وفيلادلفيا وبوسطن وبورتلاند وأوريجون وأوستن في وقت متأخر يوم الأربعاء.
وتجمع حوالى 1800 شخص خارج بناية ترامب إنترناشونال هوتيل أند تاور في وسط شيكاغو ورددو هتافات مناهضة للرئيس المنتخب. ولم ترد تقارير فورية عن اعتقالات أو عنف هناك.
وقالت إدريانا ريزو (22 عاماً) بينما كانت تشارك في احتجاج شيكاغو «أشعر بالرعب فعلاً بشأن ما يحدث في هذا البلد».
ولم يرد ممثل لحملة ترامب على طلبات للتعقيب على الاحتجاجات. وفي كلمته عقب فوزه بالانتخابات قال ترامب إنه سيكون رئيساً لكل الأميركيين مضيفاً «حان الوقت لأن نتكاتف كشعب واحد متحد».
العدد 5179 - الخميس 10 نوفمبر 2016م الموافق 10 صفر 1438هـ