استقبل الرئيس باراك اوباما اليوم الخميس (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) الجمهوري دونالد ترامب في البيت الابيض بصفته الرئيس الجديد لأكبر قوة في العالم الذي أثار انتخابه صدمة في هذا البلد والخارج.
ووصل ترامب بالسيارة بعيدا عن انظار الصحافة قبل قليل من الساعة 11:00 (16:00 ت غ). وبعد الاجتماع سيتحدث الرجلان باقتضاب إلى الصحافيين. في الوقت نفسه، ستجتمع الأميركية الاولى ميشيل اوباما في مقر اقامتها بالبيت الأبيض بميلانيا ترامب.
وقال أوباما الاربعاء عن لقائه مع ترامب "دعوته ليأتي إلى البيت الابيض لمناقشة كيفية تأمين انتقال ناجح".
ووجه أوباما رسالة تدعو الأميركيين إلى الاتحاد. وقال "نتمنى له جميعا النجاح في جمع الأميركيين وقيادتهم"، من دون أن يخفي أن هناك "خلافات كبيرة" بين الرجلين.
والرجلان مختلفان تماماً. وقد حذر الرئيس الديمقراطي الذي شارك بقوة في الحملة لمصلحة هيلاري كلينتون، من انتخاب هذا الرجل الذي قال إنه يشكل خطراً على الديمقراطية. جاءت ردة فعل الاسواق ايجابية، حيث سجل مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية ارتفاعا قياسيا جديدا عند افتتاح سوق نيويورك المالي اليوم فيما لا يزال فوز ترامب المفاجئ بالرئاسة الاميركية يزيد من عمليات شراء اسهم الشركات الممتازة في السوق.
ديموقراطيتنا تتطلب ذلك
ما ستكون عليه ذهنية أوباما الذي قال مراراً خلال الحملة ان ترامب يشكل تهديدا للديمقراطية بمجرد أن يسلمه مفاتيح البيت الأبيض؟
وارتبك المتحدث باسمه جوش ارنست الخميس وسط وابل من اسئلة مماثلة. وقال "الانتخابات انتهت، اتخذ الاميركيون قرارهم. واختاروا شخصا لديه خلافات عميقة مع الرئيس اوباما. لكن هذا لا يمنع عزمه على ضمان انتقال سلس. ديمقراطيتنا تتطلب ذلك".
وكان اوباما صرح في لاس فيغاس قبل ايام من الاقتراع "لا يمكن ان نسمح لأنفسنا بانتخاب هذا الرجل! هذا ليس ممكنا! هذا ليس ممكنا!". وفي كارولاينا الشمالية، قال "تخلصوا من الخوف! اختاروا الامل! صوتوا!"، مؤكدا ان "مصير الجمهورية... بين ايديكم".
ويشكل فوز ترامب ايضا تهديدا لحصيلة اداء اوباما التي تتمتع بشعبية وكانت كلينتون تنوي مواصلتها.
وعد ترامب بإلغاء معظم الاصلاحات او التقدم الذي حققه الرئيس الرابع والاربعون للولايات المتحدة في مجالات عدة، من اصلاح نظام التأمين الصحي (اوباماكير) ومكافحة التغير المناخي (وعد ترامب "بإلغاء" اتفاق باريس الذي ابرم في نهاية 2015) واتفاق التبادل الحر آسيا المحيط الهادئ.
والاختلاف بين الرجلين له جذور شخصية في بعض الاحيان أكثر مما هي مرتبطة بانتمائهما السياسي او رؤيتهما للعالم. فلسنوات غذى ترامب نظرية مؤامرة تنطوي على عنصرية حول مكان ولادة اوباما قبل ان يغير رأيه خلال الحملة من دون اي تفسير.
كما سيلتقي نائب الرئيس الاميركي جو بايدن خلفه مايك بنس الذي يصف نفسه بأنه "مسيحي، محافظ وجمهوري".
وسيجتمع ترامب الذي يعمل على تشكيل فريقه وسيلتقي بعد الظهر برئيس مجلس النواب بول راين.
ويقيم الرجلان علاقات صعبة، فقد أعلن راين في خضم الحملة الانتخابية انه لن يدافع عن المرشح الجمهوري لكنه صوت لصالحه في النهاية.
وقضى فوز ترامب من قبل ناخبين يشعرون ان النخب تتجاهلهم وانهم مهددون بالعولمة، على احلام منافسته الديمقراطية بان تصبح اول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة. وكانت كل استطلاعات الرأي ترجح فوزها.
وتحت تأثير صدمة فوز ترامب، تجمع آلاف المتظاهرين مساء أمس (الأربعاء) في كل انحاء البلاد، من نيويورك الى لوس انجليس وامام البيت الابيض للاحتجاج على انتخابه والتنديد بآرائه التي يرون انها تنم عن عنصرية وتمييز حيال النساء وكره للأجانب.
لم ينتخب ترامب يوماً لأي منصب. وسيكون عليه العمل بجد حتى دخوله إلى البيت الابيض في 20 يناير/ كانون الثاني. ويومها سيصبح قائد اقوى جيش في العالم.
وسيكون ترامب البالغ من العمر 70 عاما الرئيس الاكبر سنا الذي يدخل البيت الابيض في تاريخ الولايات المتحدة.
ردود فعل
في طوكيو، أعلن مسئولون ان رئيس الوزراء شينزو آبي سيلتقي الرئيس الاميركي المنتخب الاسبوع المقبل بعد اتصال هاتفي بين الرجلين.
من جهتها قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ان الاتحاد الاوروبي اصبح "قوة عظمى" لا غنى عنها للسلام العالمي، فيما تدرس اوروبا تبعات انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
وقد اكد رئيس الوزراء الاسترالي مالكولم ترنبول ان ترامب ملتزم بآسيا ويريد ابقاء الوجود العسكري الاميركي فيها، وذلك بعدما اجرى محادثات "صريحة وودية" مع رجل الاعمال الذي اثار قلقا خلال الحملة الانتخابية بتشكيكه في تحالفات واشنطن ودافع عن نزعة اقل تداخلية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
واشنطن – رويترز
بحث الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس المنتخب دونالد ترامب اليوم الخميس (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) سلسلة من الموضوعات الداخلية والمتعلقة بالسياسة الخارجية في البيت الأبيض خلال أول اجتماع لهما منذ الفوز المفاجئ لترامب.
وقال أوباما متحدثا للصحفيين في المكتب البيضاوي إنه سيفعل كل ما يستطيع لمساعدة الجمهوري ترامب على النجاح عندما يتولى السلطة في 20 يناير/ كانون الثاني المقبل ودعا البلاد إلى التوحد لمواجهة تحدياتها.
وقال ترامب الذي انتخب أمس الأول (الثلثاء) إنه يتطلع إلى مزيد من الاجتماعات مع أوباما وأضاف أنه بحث معه العديد من القضايا بما في ذلك المصاعب التي تواجه البلاد.
وهذا اللقاء أول خطوة علنية لانتقال السلطة بعد حملة انتخابية شهدت منافسة مريرة.
ودخل موكب ترامب من أحد مداخل الحديقة الجنوبية إلى البيت الأبيض بعيدا عن كاميرات التلفزيون.
واشنطن - أ ف ب
قال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه اجرى "محادثات ممتازة" مع الرئيس المنتخب دونالد ترامب اليوم الخميس (10 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في البيت الابيض.
وتعهد اوبانا "بذل كل ما في وسعه" لمساعدة ترامب على النجاح ورد الاخير قائلا انه يتطلع "بفارغ الصبر" الى العمل مع الرئيس المنتهية ولايته.