اختتم سفير اليونيسف للنّوايا الحسنة، ليام نيسون، زيارته إلى الأردن هذا الأسبوع والّتي استغرقت يومين، إصطحبه فيها ابنه الأكبر، مايكل، حيث التقى نيسون بالأطفال والشّباب السّوريين وأسَرَهم، وقد تأثّرت حياة هؤلاء جميعاً وبشكل كبير، بسبب النزاع الذي أوشك على دخول عامه السّادس.
وقال نيسون يوم الإثنين الماضي (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) "لكلّ شخص قصّة تتحدّث عن خسارة وفقدان، وعلى ما شهده من أحداث مروّعة لا ينبغي لأحدٍ أن يشهدها، وخاصّة الأطفال".
وبعد زيارته لمخيّم الزّعتري قرب الحدود السّوريّة قال نيسون "أقدّر القّوة الّتي يتمتّع بها الأطفال الّذين التقيتهم، وذاك البريق المشعّ في عيونهم، خاصّة الفتيات. يريدون أن يصبحوا أطبّاء ومحامين ورجال شرطة ومهندسين، كي يبنوا وطنهم حين يعودون إلى سورية. الأثر العميق للتّعليم عليهم، يثلج الصّدر. لن أنساهم أبداً".
قام الممثّل الحائز على جوائز عالميّة عديدة، بزيارة مخيّم الزّعتري للّاجئين، حيث التقى بالفتيات والفتيان في مدرسة تدعمها اليونيسف وفي مركز "مكاني" الّذي يزوّد الأطفال والشّباب بالتّعليم وبالخدمات النّفسيّة الاجتماعية، وبما هو أهم من ذلك، إذ يمنحهم الإحساس بطبيعيّة الحياة لأشخاص باتت حياتهم كلّ البعد من أن تكون طبيعيّة. كذلك، قام نيسون بزيارة عائلة سوريّة في مأوىً من غرفتين هما بمثابة بيت لخمسة أفراد. وضْع العائلة مشابه لوضع الكثير من العائلات الّتي قدمت إلى الأردن أو إلى دول أخرى من دول الجوار، بعد أن نفذ ما أحضرته معها هذه الأُسَر من مال قليل كان لديها، ممّا يجعل حياتهم تزداد صعوبة مع الوقت.
إلى ذلك، قال ممثل اليونيسف في الأردن روبرت جينكينز ""قدوم نيسون للقاء الأطفال والشّباب وهم في حالة الضّعف نتيجة تأثّرهم بأزمة اللّجوء السّورية في الأردن، كان أمراً رائعاً" مضيفاً "نحن ممتنّون لالتزام نيسون في مساعدتنا كي نرفع عالياً صوت ملايين الأطفال والـيافعين السّوريّين الّذين لا يزالون يحافظون على الصّمود والأمل بشكل لا يصدّق، رغم طول أمد الصّراع".
مخيّم الزّعتري، والّذي يأوي حوالي 80.000 لاجئ، هو أكبر مخيم للّاجئين السّوريّين في العالم، ويقع على مسافة قريبة من الحدود السّوريّة. تقوم اليونيسف وشركاؤها بتزويد اللّاجئين بالدّعم اللّازم لإنقاذ حياة هؤلاء اللّاجئين من خلال تقديم اللّقاحات والأدوية والمياه الصّالحة للشّرب والصّرف الصّحّي، وكذلك توفير فرص التّعلّم وكسب المهارات المستقبليّة للأطفال وللشّباب على حدّ سواء.
في اليوم الثّاني من الزّيارة، إلتقى نيسون بالطّلاب والمعلّمين في مدرسة حكومية في عمّان تقوم بالتّعليم "على فترتين"، كي يتعرّف على الحملة الوطنيّة الهادفة إلى الحدّ من العنف ضدّ الأطفال. تعمل الكثير من المدارس في عمّان على أساس فترتين تعليميّتين كي تستطيع استيعاب الأطفال السّوريّين من خلال نظام التّعليم الرّسمي. في وقت لاحق من صباح نفس اليوم، لعب نيسون كرة القدم مع الأطفال الأردنيّين والسّوريّين المشاركين في برنامج السّلام الّذي تديره "مؤسّسة أجيال السّلام"، وهي شريكه لليونيسف.
وبلغ عدد الأطفال المتأثّرين بالنّزاع في سورية والّذي بدأ منذ أكثر من خمس سنوات، ما يزيد على 8.5 مليون طفل. مستقبل هؤلاء الأطفال، إن في داخل سورية أو الّذين يعيشون كلاجئين في الدّول المجاورة، عالق في مهبّ الرّيح ما بين العنف وانهيار الخدمات الصّحّية والتّعليميّة والتّعرّض للضّغوط النّفسيّة، كما أنّ تداعيات تدهور الحالة الاقتصاديّة على الأُسَر قد يترك أثراً مدمّراً على جيلٍ كامل.
يعيش في الدّول المضيفة المجاورة على امتداد المنطقة، ما عدده 2.4 مليون طفل سوري كلاجئين. تشعر المجتمعات المضيفة في كثير من الأحيان بالعبء، فالمياه النقيّة والغذاء وفرص التّعلّم محدودة.
دعت اليونيسف وما زالت تدعو إلى وضع حدّ لدوّامة العنف في سورية كما إلى اتّخاذ المزيد من الخطوات للحفاظ على الأطفال الموجودين في دوامة العنف وأن تتوفّر لهم الطمأنينة من خلال العاية النّفسيّة وتحسين فرصهم للحصول على التّعليم.
الممثّل المعروف، ليام نيسون، هو داعم لليونيسف منذ وقت طويل وسفير للنّوايا الحسنة منذ سنة 2011. شارك نيسون في أكثر من 70 فيلما، شهدت الأفلام التّالية إقبالاً شديداً مثل؛ ثلاثيّة "تيكين"، فيلم "ذه غري" لجو كارناهان، و"البُؤساء" للمخرج بيلي أوغوست، و"حرب الّنجوم، الجزء الأوّل- ذه فانتوم ميناس" لجورج لوكاس، و"باتمان بيغينس" لكريستوفر نولان، وفيلم "لاف آكتشوالي" لرتشارد كيرتيس، و"غانغز أوف نيويورك" للمخرج مارتن سكورسيزي.
حصل نيسون على جائزة الأوسكار، وعلى جائزة "غولدن غلوب" ورُشّح لنيل جائزة الأكاديميّة البريطانية "بافتا" على لعب دور "أوسكار شينلدر" في فيلم "شيندلرز ليسْت" للمخرج ستيفين سبيلبيرغ من سنة 1993، وهو الفيلم الحائز على جائزة الأوسكار كـ"أفضل فيلم".