دعا عدد من المتخصصين في الإعلام إلى ضرورة العمل على تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور، وذلك كطريقة لمحو الأمية الإعلامية الرقمية التي باتت منتشرة في المجتمع، وأكدوا أن السبيل إلى التخلص من هذه المشكلة لا يمكن أن يتم إلا عبر وجود ثقافة إعلامية مجتمعية ومؤسساتيه. جاء ذلك خلال جلسة نقاشية نظمها المجلس الوطني للإعلام على هامش فعاليات الدورة الـ 35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي يقام في مركز اكسبو الشارقة، ويستمر حتى 12 نوفمبر الجاري.
وشارك في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان "محو الأمية الإعلامية الرقمية" كل من رئيس قسم الاتصال الجماهيري في الجامعة الأميركية بالشارقة، محمد عايش، وأستاذ مشارك في دراسات الصحافة والإعلام في الجامعة الأميركية بالشارقة، عبير النجار ، ومعد ومقدم برنامج سيلفي الإعلامي جاسم الشحيمي، وأدارها مذيع نشرة الأخبار في شبكة قنوات دبي ،الإعلامي محمد المناعي .
وأكد محمد عايش في بداية مداخلته، وجود أمية إعلامية في المنطقة العربية. وقال: "الأمية الإعلامية منتشرة في المنطقة العربية، وعلينا أن ندق ناقوس الخطر لتقليل من هذه الأمية وبدء العمل على محوها تماماً، وهي تذكرنا بالضبط بالأمية القرائية التي كانت منتشرة في المنطقة خلال عقود الستينيات وما قبلها". وأضاف: "سبب انتشار الأمية الإعلامية الرقمية المباشر هو عدم وجود الوعي الكافي لدى الجمهور ممن لا يحسنون استخدام وسائل الإعلام الرقمية، ولا يعرفون تأثيرها والتي بدأت تأخذ منحى كبير بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي".
وطالب عايش بضرورة التركيز على التفكير النقدي، الذي يعد واحداً من ركائز التربية الإعلامية. وقال: "علينا البدء بتطوير أساليب التفكير النقدي لدى الجمهور، بحيث يكون قادراً على تفكيك الرسالة الإعلامية وتحليلها، وبالطبع فذلك يعتمد بالدرجة الأولى على تطوير هذه الأساليب". وتابع: "التطور الذي نشهده حالياً في المجال التكنولوجي استطاع أن يغير أشياء كثيرة في حياتنا، وقد استطاعت التكنولوجيا أن تحولنا من مجرد متلقين إلى قائمين بالاتصال، وهذا يحتاج منا إلى ضرورة الانتباه إلى الرسالة الإعلامية وتحليلها بطريقة صحيحة، لأنها تؤثر كثيراً في حياتنا، وبناءً عليها يتم أحياناً كثيرة اتخاذ قرارات مصيرية".
من جانبها، أشارت عبير النجار في حديثها إلى سبل التخلص من الأمية الإعلامية الرقمية، حيث قالت: "السبيل الذي يمكننا التخلص من هذه الأمية لا يكون إلا بوجود ثقافة إعلامية على المستوى المجتمعي والمستوى المؤسساتي". وتابعت: "علينا في البداية أن نعترف بوجود مشكلة حقيقية في هذا الأمر، وبلا شك أن الأمية الإعلامية الرقمية لا تعني عدم معرفة التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي أو استخدام الشبكة العنكبوتية، وإنما في طريقة فهم هذه الوسائل، ومعرفة رسائلها". وأكدت على ضرورة تحديد سياسات تضمن التعامل مع هذه الوسائل. وقالت: "اعتقد أنه بات علينا البدء بالتفكير جدياً في إدراج التربية الإعلامية ضمن المناهج الدراسية، لأن ذلك سيضمن لنا تخريج جيل واع لما يجري حوله، خاصة وأن الإعلام حالياً لم يعد حكراً على أحد كما في السابق.
من جهته، عرض الاعلامي جاسم الشحيمي، أمام الحضور تجربته مع برنامج "سيلفي" الذي أعفاه من استخدام كاميرات التصوير التلفزيونية، مستبدلاً اياها بهاتفه المتحرك. وقال: "أعتقد أن محو الأمية الإعلامية الرقمية لا يمكن أن يتم إلا عبر تعلم أشياء جديدة، وهذا ما يضمنه لنا الإعلام الرقمي حالياً، وتجربتي مع "سيلفي" بينت لي طرق جديدة، للتخلص من البيروقراطية في التعامل الوظيفي، بسبب الالتزامات والمواعيد وخلافها". وأشار إلى أنه عدم تقبل الجميع للأفكار الجديدة في الإعلام الرقمي، قد يزيد من انتشار الأمية الرقمية الإعلامية.