العدد 5178 - الأربعاء 09 نوفمبر 2016م الموافق 09 صفر 1438هـ

بالفيديو ... «بلدية الجنوبية» تتشبث بإزالة «فرشات مدينة عيسى»: أصحابها يناشدون رئيس الوزراء... و«الجعفرية» تدخل على خط الإنقاذ

«فرشات» السوق الشعبي في مدينة عيسى... أي مصير ينتظرها؟ - تصوير : محمد المخرق
«فرشات» السوق الشعبي في مدينة عيسى... أي مصير ينتظرها؟ - تصوير : محمد المخرق

 

 

أظهرت بلدية الجنوبية، تشبثاً بموقفها من إزالة «فرشات» السوق الشعبي في مدينة عيسى، وسط معلومات بأن قرار الإزالة سيشمل دائرة أكبر من دائرة «الفرشات».

وأثمرت جهود قادها عضو بلدي الجنوبية عن الدائرة الأولى عبدالله القبيسي، إقناع البلدية التمديد أسبوعاً إضافياً للباعة، على أن تنتهي يوم الأربعاء المقبل (16 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016).

بموازاة ذلك، تحصل القبيسي على ردة فعل إيجابية من قبل رئيس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور، والذي أظهر استعداد الأوقاف لاحتضان الباعة والذين يقدر عددهم بـ 40 بائعا، في إحدى الأراضي التابعة للأوقاف والموجودة في مدينة عيسى، والنظر في مسألة إنشاء محلات.

ويعيد حدث إزالة الفرشات، موضوع السوق المركزي في مدينة عيسى. المطلب المعلق لعقود في المدينة النموذجية الأولى في مملكة البحرين.

ومؤخراً، جاء رد وزير الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عصام خلف سلبياً، على طلب مجلس بلدي الجنوبية بإنشاء سوق مركزي بالسوق الشعبي بمدينة عيسى.

يقول الوزير في الرد «بحسب المعلومات، فإن أقرب محل تجاري يبعد عن موقع السوق الشعبي مسافة لا تتجاوز (100 متر)، فيما لا يتعدى أبعد محل تجاري عن موقع السوق مسافة (2.4 كم)، وبالتالي فإن مدينة عيسى مخدومة تجارياً من خلال المحال المشار إليها، بالإضافة إلى الشوارع التجارية الواقعة بنفس المنطقة، وذلك بالشكل الذي يلبي احتياجات أهالي المنطقة»، وخلص الوزير للقول «لا توجد حاجة ملحة لإنشاء السوق المركزي بشكله التقليدي في هذا الموقع».

يأتي ذلك، مقابلاً لإصرار مجلس بلدي الجنوبية على مطلب إنشاء السوق، حيث يقول رئيسه أحمد الأنصاري وهو يصف المطلب بالشعبي: «تحدثت وزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني عن وجود عدد من المحلات في عدد من المجمعات، وهذه المجمعات بعيدة عن منطقة مدينة عيسى، ونحن نرى أن إنشاء السوق سيحل مشكلة الباعة الجائلين بالمنطقة، بالإضافة إلى تخصيص جزء من الموقع المقترح للأسر المنتجة».

وتكشف ردود الوزارة على المجلس البلدي، بعضا من دوافع قرار إزالة الفرشات، يشمل ذلك حديثها عن دراسة ميدانية تبين من خلالها أن السوق الشعبي بوضعه الحالي وما يحتويه من تعدد الأنشطة ضمن مساحة محدودة، غير قادر على استيعاب المزيد من الأنشطة، ونوهت إلى حاجة السوق لإعادة تخطيط وتأهيل تتناغم وحجم التدفق المروري، بما في ذلك مداخله المحدودة والمحصورة في مدخلين فقط.

ولفتت الوزارة إلى دراسة مرورية سابقة، توقعت عبرها زيادة الكثافة المرورية في الأعوام 2020 - 2030.

ووفقاً لحديث القبيسي، فإن البلدية عرضت على الباعة الانتقال لسوق النويدرات أو سوق الرفاع، وهو ما جوبه بالرفض، حيث يعني ذلك صعوبة في الانتقال والتواجد في مناطق جديدة، وهم المتواجدين في مدينة عيسى منذ 40 سنة.

وأضاف «الضرر لا يقع على الباعة فقط، ولكن على المواطنين أيضاً، في ظل اعتماد الكثيرين منهم على الشراء من أصحاب «الفرشات» بسبب تدني الأسعار»، لافتاً إلى أن «المجلس البلدي لا يعارض أي قرارات تهدف للمصلحة العامة، لكنه يشدد في الوقت ذاته على ضرورة توفير البديل المناسب، ونعني هنا الاستجابة لمطلب انشاء السوق المركزي».

بالمقابل، كانت نتيجة ذلك، تضرر فئة من البحرينيين من أصحاب الفرشات. فئة بدت منسية وضحية للتطوير الوزاري.

وقفت «الوسط» بينهم، فكان الحديث الذي تصدرته مناشدتهم سمو رئيس الوزراء، وهم يرددون «ثقتنا كبيرة في أبوية سموه، ولن يخيب أمل أبنائه».

بداية الحديث من المواطن سيدحسين سلمان أحمد، والذي ظل يتحدث بحرقة وهو يقول: «نحن (على الله وعلى هالشغلة)، فلا تأمين لدينا ولا تقاعد، ومنذ أن سمعنا بقرار البلدية ونحن وأسرنا في حالة نفسية مزرية، فقرار الإزالة هو في حكم الإعدام».

وأضاف «شاب رأسي وأنا في هذه المهنة التي نعتمد عليها بشكل كامل في تحصيل لقمة عيشنا، وعبر الصحافة نخاطب مدير البلدية بالتساؤل: هل يرضيك أن تبقى نحو 40 عائلة بلا مصدر دخل، في زمن صعب؟ ترى ما الذي يمكننا فعله لأبنائنا وهم طلبة في المدارس؟ وما عسانا أن نفعل لمتطلبات المعيشة الصعبة؟».

أما المواطن إبراهيم محمد حسن، فقال: «منذ 30 عاما وأنا هنا، أسعى للقمة عيشي ولقمة عيش أبنائي عبر البيع في «فرشتي» المتواضعة، ونناشد سمو رئيس الوزراء بإصدار توجيهاته الكريمة للإبقاء علينا حيث نتواجد، ونحن مستعدون لدفع إيجار رمزي للبلدية، وخاصة في ظل عدم وجود البديل ممثلاً في السوق المركزي الذي تفتقر إليه مدينة عيسى».

فيما كان البائع سيدجعفر هاشم يستلم زمام الحديث من زملائه الباعة وهو يقول: «لسنا موظفين، ومصدر رزقنا من هنا فقط، والمفارقة حين نرى العمالة الآسيوية السائبة تسرح وتمرح في البلاد، فيما المواطن يضيق عليه في لقمة عيشه»، ليعقبه الحاج جعفر محمد العريبي بنداء بثه للمسئولين «أخاطب عبر «الوسط» كل من يمتلك قلب رحيم: «تحملوا» بنا، فنحن أبناؤكم، وبعد كل هذه السنين من العمل نفاجأ بقرار الإزالة الذي سلب النوم من أعيننا»، واختتم حديثه بعبارة

أصر على كتابتها «أصدقكم القول يا مسئولين: حتى 10 دنانير لن تجدوا في «مخباي»، وأنتم تعلمون أن قطع الأعناق «أهون» من قطع الأرزاق».

العدد 5178 - الأربعاء 09 نوفمبر 2016م الموافق 09 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً