في خضم فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، تمكن الجمهوريون من الاحتفاظ بغالبيتهم في الكونغرس الذي يشكل المفصل الاستراتيجي للتطبيق التام لبرنامج الرئيس المنتخب.
ومن خلال سيطرتهم على البيت الأبيض والسلطة التشريعية، سيكون بإمكان الجمهوريين إلغاء إصلاحات الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وخصوصاً نظام الضمان الصحي «أوباما كير» الذي شكل أحد المحاور أثناء حملة ترامب الذي سيتولى مهامه في 20 يناير/ كانون الثاني 2017 ليصبح الرئيس 45 للولايات المتحدة.
كما ستتيح السيطرة على مجلسي الشيوخ والنواب للجمهوريين أن تكون لهم الكلمة الفصل في تعيين كبار المسئولين الحكوميين وقضاة المحكمة العليا وهو أمر بالغ الأهمية حيث أن المحكمة العليا تحدد وجهة البلاد في القضايا الكبرى للمجتمع.
ومع تحقيق بعض الانتصارات الحاسمة في بنسلفانيا وكارولاينا الشمالية وويسكونسن، ومع الحد من الاختراق الديمقراطي، تفادى الجمهوريون الذين يملكون حتى الآن 54 مقعداً في مجلس الشيوخ مقابل 46 للديمقراطيين، أن تكون أياديهم مقيدة مع العودة إلى السلطة.
وقال رئيس الحزب الجمهوري، رينسي بريبوس في بيان «إنها ليلة كبيرة للجمهوريين وإثبات لما يمكن أن نحققه حين يكون حزبنا موحداً».
وأضاف «مع كونغرس جمهوري ... ودونالد ترامب في البيت الأبيض، يمكننا أن نبدأ العمل لإصلاح واشنطن».
ولم يكن الأمر محسوماً سلفاً. فقد كانت استطلاعات الرأي التي أظهرت أنها بعيدة عن الواقع، تتوقع قبل يومين من الانتخابات أن يحصل الديمقراطيون بقيادة هيلاري كلينتون على مزيد من المقاعد في الكونغرس.
ففي مجلس النواب يبدو أن الجمهوريين في طريقهم للفوز بـ 239 مقعداً، مقابل 196 للديمقراطيين، بحسب قناة «إن بي سي».
ويعني ذلك أن الديمقراطيين حصلوا على ثمانية مقاعد إضافية، لكن ذلك يبقى غير كاف لاستعادة الغالبية في مجلس النواب المكون من 435 مقعداً.
وفي مجلس الشيوخ حيث تم تجديد ثلث الأعضاء أي 34 عضواً، كان الديمقراطيون بحاجة إلى خمسة مقاعد.
وسريعاً ما حققوا فوزاً في إيلينوي مسقط رأس هيلاري كلينتون حيث هزمت المقاتلة السابقة في العراق تيمي دوكوورث السناتور الجمهوري المنتهية ولايته مارك كيرك.
لكن الجمهوريين عززوا غالبيتهم بسلسلة انتصارات خصوصاً فوز ريتشارد بور في كارولاينا الشمالية والمرشح السابق للرئاسة ماركو روبيو.
وبعد أن اعتبر لفترة أمل الحزب الجمهوري، اضطر روبيو (45 عاماً) النجم الصاعد للجمهوريين في مارس/ آذار للانسحاب من السباق الرئاسي إزاء التقدم الكاسح لترامب.
وقال روبيو في خطاب الفوز في ميامي معقله في فلوريدا «بإمكاننا أن نكون على خلاف بشأن بعض المشاكل، لكن لا يمكننا أن نتقاسم بلداً يكره الناس فيه بعضهم بعضاً بسبب ميولهم السياسية».
وأضاف في كلمة جامعة وهادئة على غرار لهجة ترامب بعد الفوز، «مع العودة للعمل في واشنطن مع زملائي، آمل أن تعطي العاصمة مثالاً أفضل لدور الخطاب السياسي في هذا البلد».
العدد 5178 - الأربعاء 09 نوفمبر 2016م الموافق 09 صفر 1438هـ