واصلت قوات سورية الديمقراطية أمس الأربعاء (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) تقدمها نحو الرقة بدعم من التحالف الدولي الذي تسببت إحدى غاراته بمقتل 20 مدنياً في قرية يسيطر عليها تنظيم «داعش»، في وقت تعمل القوات العراقية على تضييق الخناق أكثر على الإرهابيين في الموصل.
وتسببت ضربة جوية للتحالف الدولي بقيادة أميركية على قرية الهيشة في ريف الرقة الشمالي، بمقتل عشرين مدنياً على الأقل، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس (الأربعاء).
وقال إن بين القتلى «طفلتين وتسع نساء»، مشيراً إلى إصابة 32 مدنياً آخرين بجروح.
وأقر التحالف الداعم للهجوم على الرقة، بشن ضربات في المنطقة، لكنه قال إنه يحقق في التقارير بشأن مقتل مدنيين جراءها.
وتأتي الضربة على القرية الواقعة على بعد نحو أربعين كيلومتراً عن مدينة الرقة، بعد أيام من بدء عملية عسكرية واسعة تنفذها قوات سورية الديمقراطية، تحالف فصائل عربية وكردية تحت عنوان «غضب الفرات» في اتجاه الرقة، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وقال الناطق باسم التحالف، الكولونيل جون دوريان لوكالة «فرانس برس»: «بعد تقييم أولي لبيانات الضربات مقارنة مع تاريخ ومكان حصيلة القتلى المفترضة، يؤكد التحالف تنفيذه ضربات في المنطقة».
لكنه أكد الحاجة إلى «مزيد من المعلومات الدقيقة لتحديد المسئوليات بشكل قاطع»، موضحاً أن «التحالف يأخذ كل المزاعم حول سقوط مدنيين على محمل الجد وسيواصل التحقيق لتحديد الوقائع بناءً على المعلومات المتوفرة».
وأكد أن التحالف «يبذل جهوداً استثنائية لتحديد وضرب الأهداف المناسبة لتجنب سقوط ضحايا من غير المقاتلين».
«دروع بشرية»
ونفت المتحدثة باسم عملية «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد،، حصيلة القتلى في صفوف المدنيين. وقالت لـ «فرانس برس»: «لا يوجد شيء من هذا القبيل، وأي ادعاءات كهذه أخبار داعشية».
وفي وقت لاحق، أفادت حملة «غضب الفرات» عبر تطبيق «تليغرام» بمقتل ستة إرهابيين جراء غارات للتحالف استهدفت نقاط تمركزهم في الهيشة، متهمة التنظيم بمنع المدنيين من المغادرة لاستخدامهم «دروعاً بشرية».
وقالت سعدى عبود (45 عاماً) إحدى الهاربات من الهيشة لمراسل «فرانس برس» الثلثاء «أحضر الدواعش القذائف وتمركزوا في قريتنا حتى يضربنا الطيران ويقتلونا»، مضيفة «لم يسمحوا لنا بالمغادرة، لكننا هربنا وصرنا نركض في العراء، لا سيما الأطفال والنساء».
وقال قائد ميداني في قوات سورية الديمقراطية أمس لـ «فرانس برس» إن «عدداً كبيراً من أهالي الهيشة نزحوا منها جراء القصف والمعارك» لافتاً إلى فرار «نحو مئتي عائلة» من المنطقة منذ يوم أمس الأول.
وأعلنت حملة «غضب الفرات» أمس (الأربعاء) أنها «حققت تقدماً ملحوظاً» منذ بدء الهجوم، مشيرة إلى «تحرير العديد من القرى والمزارع بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي داعش الذين يحاولون الوقوف أمام هجماتنا باعتمادهم على السيارات المفخخة».
وذكر المتحدث الإعلامي باسم الإدارة الذاتية الكردية إبراهيم إبراهيم أنه «تم تحرير 25 قرية ومزرعة على الأقل منذ بدء الهجوم على الرقة» موضحاً أن «أقرب نقطة تتواجد فيها قوات سورية الديمقراطية حالياً تقع على بعد 35 كيلومتراً عن مدينة الرقة».
على جبهة أخرى في سورية، قتل ستة أشخاص أمس وأصيب عشرون آخرون جراء قذائف صاروخية أطلقتها «التنظيمات الإرهابية» على المدينة الجامعية في القسم الغربي من مدينة حلب (شمال)، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وأشارت إلى أن الضحايا هم من الطلاب والأهالي.
42 ألف نازح
في العراق، تواصل قوات البشمركة الكردية عملية تطهير بلدة بعشيقة التي دخلتها الثلثاء من فلول تنظيم «داعش» الذين يستخدمون الأنفاق سعياً للهروب إلى داخل الموصل.
وقال مسئول الإعلام في البشمركة العقيد دلشاد مولود لوكالة «فرانس برس» أمس (الأربعاء) إن «الوضع بشكل عام هادئ، لكن هناك بعض المقاتلين في البيوت»، مضيفاً «الوضع أفضل من أمس لأن المعارك كانت قوية» الثلثاء.
وتعد استعادة السيطرة على بعشيقة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل.
وأكد مولود عدم وجود أي مدني داخل بعشيقة، لافتاً إلى أن السكان «لن يعودوا قبل أن ننتهي من تنظيف المدينة، ونفرز الأهالي لنتأكد من عدم وجود مندسين بينهم».
وكانت قوات البشمركة أشارت الثلثاء إلى أن الإرهابيين يستخدمون الأنفاق داخل البلدة، ما يعرقل سير عمليات التمشيط.
وما زال مصير المدنيين يشكل القلق الأكبر للمنظمات الإنسانية، مع توقع نزوح أعداد كبيرة من الموصل ومحيطها بفعل المعارك الجارية لدخول آخر معاقل الإرهابيين في العراق.
وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة الأربعاء أن نحو 42 ألف شخص نزحوا من مناطقهم منذ بدء عملية الموصل في 17 أكتوبر/ تشرين الأول.
العدد 5178 - الأربعاء 09 نوفمبر 2016م الموافق 09 صفر 1438هـ