صرح رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، مساء أمس الثلثاء (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016)، بأن التهديد التركي على العراق مازال قائماً.
وقال العبادي، للصحافيين، في مقر الحكومة مساء أمس «إن التهديد التركي على العراق مازال قائماً، ونحن لا نريد الحرب مع تركيا، ونأسف للتصعيد التركي». وأضاف «تم كشف كل الدعوات التركية وتفنيدها بشأن تواجد قواتها العسكرية في العراق، ولا مبرر لهذا التواجد على الأراضي العراقية سوى لأمر واحد هو فتح ثغرات للتخلص من مشاكل داخلية في تركيا».
وأوضح «إن تركيا ستنجر إلى حرب داخلية في حال دخولها في حرب مع العراق. وقال العبادي: «القوات العراقية تحقق انتصارات في جميع المحاور في معركة الموصل و(تنظيم «الدولة الإسلامية») داعش بدأ يستخدم الأهالي كدروع بشرية».
وتابع «هناك تنسيق عراقي سوري بشأن القضاء على داعش على رغم عدم سيطرة البلدين على الحدود البرية المشتركة والعراق سوف لن يتعامل إلا مع الحكومة السورية في هذا الشأن وليس مع الجماعات المسلحة».
وتأتي تصريحات العبادي بعد أن فرضت قوات البشمركة الكردية سيطرتها الكاملة على بلدة بعشيقة شمال شرق الموصل في العراق أمس، على وقع تقدم «قوات سورية الديمقراطية» باتجاه معقل المتشددين في مدينة الرقة السورية.
وتعد استعادة السيطرة على بعشيقة إحدى أهم الخطوات في تأمين المحيط الشرقي الكامل لمدينة الموصل، بعد ثلاثة أسابيع من بدء القوات العراقية عملية عسكرية ضخمة لدخول ثاني أكبر مدن البلاد.
وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» إن القوات الكردية فرضت «سيطرة كاملة» على بعشيقة. وأضاف ياور أن «قواتنا تقوم بنزع الألغام وتمشيط المدينة من الداخل»، مشيراً إلى «مقتل 13 إرهابياً كانوا مختبئين داخل بعض البيوت وحاولوا الهروب عن طريق جبل بعشيقة... وعثر على خمسة آخرين داخل أنفاق».
وأشار ياور إلى استعادة كامل المناطق المحيطة بالموصل من شمال شرق المدينة وحتى جنوب شرقها، وقال إن «قوات البشمركة أكملت تحرير كل المناطق المحددة ضمن خطة تحرير الموصل، ومهدت الطريق في كل المحاور للجيش الاتحادي للعبور وتحرير مركز مدينة الموصل».
وفي هذا السياق، أكد ياور «أن مركز المدينة هو من واجبات الجيش الاتحادي والشرطة الاتحادية وقوات مكافحة الإرهاب، لن تدخلها لا البشمركة ولا فصائل الحشد الشعبي» التي تضم مقاتلين ومتطوعين مدعومين من إيران.
وذكرت صحافية في وكالة «فرانس برس» موجودة على أطراف بعشيقة أنه لايزال في الإمكان سماع أصوات المعارك. وأفادت عن ثلاث غارات على البلدة، في وقت كان يسمع صوت الرصاص ودوي الانفجارات من الداخل.
وكانت القوات العراقية سجلت أمس الأول (الإثنين) انتصاراً جديداً مع سيطرتها على حمام العليل، البلدة الاستراتيجية الواقعة على بعد 15 كيلومتراً إلى جنوب حدود الموصل.
وأعلنت الشرطة العراقية أنها عثرت على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في حمام العليل، فيما أشارت قيادة العمليات المشتركة إلى أن «القوات العراقية... عثرت على جريمة جديدة بوجود مئة جثة مقطوعة الرأس للمواطنين».
ولاحظ صحافي من «فرانس برس» في المكان أشلاء وعظام داخل القمامة في موقع المقبرة الجماعية المتواجدة في أرض صحراوية غرب البلدة. ولكن لم يكن ممكناً تحديد العدد الدقيق للضحايا.
وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية ان الولايات المتحدة تستخدم مروحيات «أباتشي» في عمليات الاسناد الجوي التي توفرها للقوات العراقية في هجومها الرامي لاستعادة الموصل.
العدد 5177 - الثلثاء 08 نوفمبر 2016م الموافق 08 صفر 1438هـ