قال الجيش السوري إنه استعاد منطقة استراتيجية في حلب أمس الثلثاء (8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) فيما قد يمثل أهم تقدم تحرزه دمشق وحلفاؤها منذ أسابيع في المدينة المقسمة، بينما قالت المعارضة إن المعركة مازالت مستمرة.
وتقع منطقة مشروع 1070 شقة على المشارف الجنوبية الغربية لحلب وعلى طول ممر حكومي إلى مناطق المدينة التي تسيطر عليها.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة وحلفاءها سيطرت تماماً على المنطقة، واصفاً ذلك بأنه أهم مكسب للحكومة في حلب منذ سبتمبر/ أيلول.
وقال مصدر بالجيش السوري إن الجيش والقوات المتحالفة معه بسطوا سيطرتهم الكاملة على المنطقة والتلال المحيطة بها. وكانت هناك محاولات متكررة لطرد المعارضة من هذه المنطقة منذ فصل الصيف.
وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله المتحالف مع دمشق إن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا تماماً على المنطقة.
لكن مسئولين في جماعتين من جماعات المعارضة التي تقاتل في حلب قالا إن القتال مازال مندلعاً في المنطقة. وقال ياسر اليوسف من المكتب السياسي لجماعة «نورالدين الزنكي» إن مقاتلي المعارضة استعادوا مواقع كانوا خسروها أمس الأول (الاثنين).
وقال المسئول الثاني وهو رئيس المكتب السياسي لتجمع (فاستقم)، زكريا ملاحفجي »مازالت هناك معارك ولم تحسم بالمطلق النتائج كيف تكون».
وشنت قوات الحكومة السورية مدعومة بمقاتلين متحالفين معها وبدعم جوي روسي هجوماً كبيراً على شرق حلب الواقع تحت سيطرة المعارضة في سبتمبر بعد محاصرة المنطقة التي تقول الأمم المتحدة إن 275 ألف شخص يقيمون بها.
وشن المقاتلون هجوماً مضاداً بهدف كسر الحصار في 29 أكتوبر/ تشرين الأول مستهدفين الأحياء الغربية في حلب الواقعة تحت سيطرة الحكومة في هجوم شاركت فيه جماعات للمتشددين ومسلحون يقاتلون تحت لواء الجيش السوري الحر. ولكن تقدمهم تباطأ بعد تحقيق مكاسب مبكرة.
وتقول روسيا إن سلاحها الجوي ملتزم بوقف للضربات الجوية على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في شرق حلب منذ 18 أكتوبر/ تشرين الأول.
لكن ممثل لوزارة الدفاع الروسية كشف مساء أمس في موسكو عن قرب البدء في شن هجمات انطلاقاً من حاملة الطائرات «الادميرال كوزنيتسوف» على مواقع القوات المناوئة للحكومة السورية في حلب.
وأوضح ممثل الوزارة أنه من المتوقع توجيه هجمات بمشاركة طائرات حربية من على متن حاملة الطائرات، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ «كاليبر» المجنحة على مواقع «الإرهابيين» على مشارف حلب، «وليس في الأحياء السكنية بالمدينة».
وتابع ممثل وزارة الدفاع أن مجموعة السفن التابعة لأسطول الشمال الروسي والتي تضم، إلى جانب «الأدميرال كوزنيتسوف»، الطراد الصاروخي الكبير «بطرس الأكبر» والسفينتين «سيفيرومورسك» و «الفريق البحري كولاكوف» الكبيرتين المضادتين للغواصات، قد وصلت قبالة السواحل السورية وتستعد لضرب مواقع «الإرهابيين» في غضون 24 ساعة.
من جهة ثانية، قتل 20 مدنيّاً، بينهم عشرة اطفال وامرأتان حاملان، أمس جراء قصف جوي ومدفعي استهدف منطقتين في محافظة ادلب في شمال غرب سورية، وفق ما افاد المرصد السوري.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «استهدفت غارة جوية يرجح أنها روسية، شارعا في مدينة خان شيخون في ريف ادلب الجنوبي، ما أسفر عن مقتل سبعة أطفال كانوا يلعبون أمام أحد المنازل فضلاً عن امراتين حاملين».
واشار عبد الرحمن إلى أن بين القتلى ثلاثة اطفال اشقاء كانوا في زيارة إلى منزل جدهم، بالإضافة إلى طفلين شقيقين من عائلة اخرى.
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أمس إن بلاده تريد ضمان عدم مشاركة «الجماعات الخطأ» في عملية طرد تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)» من مدينة الرقة السورية وإن العملية ستبدأ في غضون أسابيع.
وأضاف تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي أن الولايات المتحدة أبلغت تركيا بأن تلك الجماعات -في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية»- ستشارك فقط في حصار الرقة من دون أن تدخلها. لكن الوزير أضاف أن تركيا بدأت في «اتخاذ إجراءات» بعدما لم يتمكن شركاؤها من الوفاء بتعهدات سابقة في مدينة منبج السورية التي طالبت تركيا مراراً بانسحاب «وحدات حماية الشعب» منها.
العدد 5177 - الثلثاء 08 نوفمبر 2016م الموافق 08 صفر 1438هـ