دشن المدير التنفيذي والمؤسس لمؤسسة الابتكار الاجتماعي عاطف الشبراوي كتابه "كيف يمكن إطلاق قدرات المجتمعات الإسلامية" الذي نظمه مركز عبدالرحمن كانو الثقافي، مشيرا الى ان الكتاب طرح العديد من الأسئلة تدور حول لماذا نكتب عن التنمية والنهوض بالدول الإسلامية اليوم ؟ .
واوضح ان أبواب الكتاب تمثل محاولة لإعطاء تحليل مبني على عناصر ومعايير قابلة للقياس لطبيعة الظروف الاقتصادية والاجتماعية والتنموية والأوضاع السياسية الراهنة في الدول إسلامية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لوضع الإطار العام لنهج تنمية وأسس نهوض هذه الدول بشكل فردي ومن ثم تكاملها وتعاونها اقتصادياً والذي يمثل خطوة في سبيل نجاحها في الاندماج في الاقتصاد العالمي ويعكس نهضتها وتقدمها الحضاري كعالم إسلامي موحد , ويحاول البحث إعطاء خطة عمل للوصول إلى هذه الأهداف.
وخلال حفل التدشين الذي قدمه الأستاذ أحمد البحر، أوضح الشبراوي أن الكتاب يهدف إلى الإجابة على العديد من التساؤلات المطروحة حول قضية النهوض والمشاركة التنموية بين الدول الإسلامية ولماذا لم تحدث التنمية وأين تبدأ النهضة، كما يقوم بمحاولة تحليل العلاقات المتشابكة حتى يمكن بلورة كيفية النهوض والخروج من الأزمة بناءً على مقومات الأمة وقدرات شعوبها، مضيفا أن الكتاب يحاول ايصال رسالة ووضع رؤية شاملة لمحاور التنمية في العالم الإسلامي من خلال رسم خريطة لاهم قضاياه المعاصرة وابراز الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي يجب لفت الانظار إليها، وإبراز انعكاساتها على مستويات التنمية مثل قضايا تحديث الخطاب الديني واولويات البحث العلمي والتعليم الفني ودور المرأة والاستبعاد الاجتماعي والجغرافي وتدني القيم الإبداعية والتسامح , وتقلص حجم الطبقة الوسطى وغيرها.
ويجتهد الكتاب في تقديم مسح وتحليل للأهم العوامل التي تُتهم عادة بكونها مسئولة عن حالة التخلف والانحدار الذي تعاني منها معظم الدول الإسلامية، ويطرح أسئلة هامة عن أسباب عدم حدوث التنمية وأين تبدأ، وعرض للأسئلة الشائكة بخصوص ثقافة المجتمع أو غياب الحرية أو قصور الأسس المعرفية للنظم السياسية ومفهوم الدولة في الثقافة الإسلامية وتأثير غياب مكونات الاقتصاد الإسلامي التقليدي وغياب نماذج القيادة الناجحة وغيرها من عناصر النهوض.
وذكر الشبراوي ان الكتاب يشمل على تحليل علمي معتمد على الاحصائيات والبيانات المحدثة التي تدعم الاستنتاجات المتعلقة بمستويات التنمية في الدول الإسلامية والعربية، وتجميع هذه المعلومات في كتاب واحد يمثل مجهودا بحثيا كبيرا، يقوم بها عادة فريق بحثي وليس شخصا واحدا، وقد استخدم المؤلف في هذا المجال خبرته المتراكمة كباحث واكاديمي متمرس في كتابة التقارير والمقارنات التنموية وكمستشار وخبير للتنمية في عدة حكومات إسلامية تزيد على العشرين سنة، امضى منها سنوات قريبا من صناع القرار الحكومي وصناع التنمية في المؤسسات التنموية الدولية مما اكسبه معرفة طريقة تفكير هذه المؤسسات ونظرتها للعالم العربي والإسلامي.