ضمن برنامج الطفل المصاحب للدورة الـ 35 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تقام فعالياتها حالياً بمركز اكسبو الشارقة، استمتع مجموعة من الطلاب في ورشة ذات طابع علمي أقيمت أمس الأول تحت عنوان "تلسكوبي" وشارك في تنظيمها المدرب البريطاني مارك ثومبسون.
وانقسمت الورشة التي شارك فيها أكثر من 30 طالب إلى قسمين أحدهما نظري والآخر تطبيقي، حيث قام مارك ثومبسون في بداية الورشة بتسليط الضوء على تاريخ التلسكوب باعتباره واحداً من أهم الاختراعات البشرية، الذي ساهم بدور كبير في تقريب صور العديد من الأشياء، ومن ثم توسع استخداماته مع التطور التقني والتكنولوجي الذي شهده العالم، حتى صار يستعمل لتقريب صور الفلك والاستعانة به في رصد الأحوال المناخية.
بعدها قام ثومبسون بتوزيع الأدوات والأجزاء المكونة للتلسكوب والتي صُممت خصيصاً لتناسب الأطفال، ووسط تفاعل وحماس كبير وبمساعد من ثومبسون قام الطلاب المشاركون في الورشة بصناعة تلسكوباتهم الخاصة، والتي وقفوا من خلالها عملياً على الكيفية التي يستخدم فيها علماء الفلك الضوء لاستكشاف الفضاء.
ويشار إلى أن اختراع التلسكوب يعود إلى صانع النظارات الهولندي هانز يبرشي أو يبرهي الذي ولد عام 1570 في فيسيل غرب ألمانيا، وتوفي عام 1613، فقد كان يبرشي أول شخص يتقدم بطلب للحصول على براءة اختراع للتلسكوب، وقد جاءته فكرة تصميم التلسكوب عندما قام بمراقبة طفلين كانا في متجره، حيث كانا يرفعان عدستين بحث، إحداهما تعمل على تقريب صورة الأخرى، وقد كان تلسكوب يبرشي الأصلي يتكون من عدستين محدبتين لإعطاء صورة مقلوبة، أو عدسة محدبة مع عدسة مقعرة لإعطاء صورة مستقيمة.
ويسعى معرض الشارقة الدولي للكتاب من خلال الفعاليات النوعية التي ينظمها ضمن برنامج الطفل، إلى تعريف الأطفال بأهم التجارب العلمية والاختراعات البشرية، التي ساهمت بشكل كبير في خدمة المجتمع الإنساني في شتى المجالات، وتشجيعهم على سلك طريق الابتكار، إلى جانب كشف المواهب التي يتمتعون بها والعمل على تنميتها وتطويرها.