يقول رئيس نادي إشبيلية الإسباني بيبي كاسترو إن نجم برشلونة ليونيل ميسي من خارج كوكب الأرض، وعندما يلمس الكرة تكون هدفا، في حين قال مدرب إشبيلية خورخي سامباولي إننا نحتاج لجائزتين للكرة الذهبية واحدة لميسي وأخرى لبقية اللاعبين، مضيفاً «عندما يلعب ميسي بجدية تكون الأمور صعبة للغاية على المنافسين».

بهذه الكلمات وصف رئيس ومدرب إشبيلية واقع مباراتهم أمس الأول ضد برشلونة بالدوري الإسباني لأنه باختصار ميسي وحده صنع الفارق في اللقاء.

كل الأمور كانت تسير لمصلحة إشبيلية في الشوط الأول والفريق يتقدم بهدف ويضيع كماً كبيراً من الفرص قبل أن يتدخل ميسي مع الدقيقة الأخيرة لهذا الشوط بمراوغة في وسط الملعب وسط ضغط المنافسين ويمرر لدينيس سواريز الذي يمررها إلى نيمار ليعيدها الأخير إلى ميسي مسجلاً هدف التعادل.

في الشوط الثاني كل الأمور انقلبت رأساً على عقب بعد أن أخذ ميسي على كاهله مهمة اللقاء، فراوغ وصنع وهدد المرمى، وتمكن من التلاعب بدفاع إشبيلية بل التحكم بكامل المجريات.

لا يوجد لاعب آخر يستطيع أن يفعل ما فعله ميسي في هذه المباراة، مراوغات في مساحة متر واحد يمر خلالها من ثلاثة مدافعين وينفرد بالمرمى، يصنع كرات من ذهب لزملائه ومنها كرة الهدف الثاني بعد أن خدع الجميع، يتحكم في رتم اللعب ويسرع ويبطئ الأداء بحركاته.

ميسي عندما يكون بطيئاً يكون أكثر خطورة لأنه يفاجئك بحركته السريعة التي لا تتوقعها، هو بالفعل لاعب خارق للعادة ويصنع المجد لبرشلونة.

هذا الفريق الذي ليس في أفضل حالاته في ظل ضعف واضح في خط الدفاع بغياب بيكيه وألبا بسبب الإصابة وكذلك عدم سد ثغرة الظهير الأيمن منذ رحيل داني ألفيس.

الفريق يعاني أيضاً في وسط الملعب بغياب أنيستا وتراجع مستوى بوسكتيتش وانكشاف المستوى المتواضع لراكيتيتش والذي كان يغطي عليه تألق زملائه في وسط الملعب وعندما غابوا بدا تائهاً ضائعاً قليل الحيلة.

على رغم كل هذه الثغرات الواضحة فإن الفريق يمتلك أسلحة فتاكة أهمها ميسي الخارق إلى جانب قدرات هجومه الفذة بتواجد نيمار وسواريز، وأهم من ذلك قدرته على الضغط الجماعي وهو ما استخدمه في الشوط الثاني وأجبر إشبيلية على التراجع والتقوقع.

ميسي باختصار حكاية أخرى لا يمكن مقارنتها بأية حكاية، فهو يلعب للفريق قبل أن يلعب لنفسه، يدافع ويقاتل لاستعادة الكرة، ويقوم بالمهمات الصعبة لتهيئة الكرة في أفضل الظروف لزملائه.

قريباً سيتم اختيار أفضل لاعب في العالم، ومن جانبي أضم صوتي لما قاله مدرب إشبيلية أنه ليس من العدل أن يقارن ميسي بأي لاعب آخر لأنه لا مجال للمقارنة، وعندما يجمع مثل هذا اللاعب في كرة واحدة مع البقية هو ظلم للجائزة أولاً قبل أن يكون ظلماً لميسي كون بقية اللاعبين تزينهم هذه الكرة في حين أن ميسي هو من يعطي للكرة الذهبية قيمتها.