قرأتُ في مواقع التواصل الاجتماعي سؤالًا: ماذا تعرف عن ملك البحرين؟ ولحرصي على معرفة الجميع ماذا نعرف عن جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله، ولحرصي أيضا على معرفة الجميع عن شعب البحرين الأصيل أورد الآتي:

أعرف عن جلالة الملك حفظه الله بأنّه المؤسّس وواضع اللّبنة الأولى لقوّة دفاع البحرين، حيث تفرّع منها الكثير من القطاعات، ومن ضمنها المستشفى العسكري، الذي قدّم خدماته للمواطنين والمقيمين. وبرز هذا المستشفى كثيرا بعد افتتاح مركز محمد بن خليفة آل خليفة التخصّصي للقلب، حيث أصبح هذا المركز نموذجا على المستوى الخليجي والإقليمي.

أيضا أعرف بأنّه عندما كان وليًا للعهد كان يرأس مركز البحرين للدراسات والبحوث، وهذا المركز قدّم الدراسات الإستراتيجية عند إنشائه، التي استفاد منها المواطن والدولة.

جلالة الملك لم نره عن قرب، ولكن نعرف عنه الكثير والكثير من خلال ما قام به من أجل البحرين، فيكفينا مشروع البيوت الآيلة للسقوط، هذا المشروع العظيم الذي ساعد من خلاله كثيرا من الأسر الفقيرة والمتوسّطة، هذه الأسر لم تكن في يوم من الأيام تحلم ببناء غرفة في البيت، فما بالكم ببيت كاملٍ متكامل!

كذلك أعرف عن جلالة الملك دعمه الأسر المتوسّطة والفقيرة والمتقاعدين، فهو من أمر ووجّه من أجل تحسين الوضع المعيشي لهم، وهو من أدخل مكرمة غلاء المعيشة وغيرها من العلاوات والمكرمات.

كم أسرة بحرينية استفادت من تخفيض الأقساط الإسكانية؟ عشرات الآلاف من الأسر البحرينية استفادت من التخفيض أكثر من مرّة، ممّا شكّل تخفيضا بأكثر من 75 إلى 85 في المئة من القسط الشهري.

من ينسى ميثاق العمل الوطني وبدء مرحلة جديدة في البحرين؟ من ينسى بأنّ مشروع جلالة الملك قد أجمع عليه عموم شعب البحرين بنسبة 98,4 في المئة؟ ومن ينكر ما استفدناه من بعد هذا المشروع من حرّية في الصحافة والتعبير عن الرأي وحقوق الإنسان، وخاصة في بدايات هذا المشروع؟

أما ما أعرف عن الشعب البحريني الأصيل، فإنني أعرف الكثير والكثير، فقد وقف الشعب مع الحكم في الاستفتاء على عروبة البحرين عندما طالبت بها إيران، وهذا موقف لا ينساه أحد، فلولا هذه الوقفة لما استقلّت البحرين وتقدّمت كباقي دول الخليج.

أيضا أعرف عن شعب البحرين انتخابه المجلس التأسيسي ووضع دستور 73، ومن ثمّ انتخاب المجلس الوطني، ومن ينكر وقوف شعب البحرين مع أميره وحكومته خلال السبعينات والثمانينات إبان التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

أعرف عن الشعب البحريني الأصيل تماسكه في أشد الظروف والأزمات، مهما حاول الفاسدون والمطأفنون والمتمصلحون النخر في العلاقة المتماسكة لهذا الشعب، وستكشف الأيّام للشعب والقيادة من هو المخلص ومن هو الخبيث.

نعم... مرّت على البحرين أحداث جسام في الخمسينات والستّينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات، وقد تمّ علاجها من قبل حكمة القيادة والشعب، واليوم تعاني البحرين من أزمة عاصفة سياسية واقتصادية واجتماعية، ولكنّنا على أمل ويقين بأنّ قيادة وشعب البحرين سيتجاوزان الأزمة، فالأخطاء يمكن أن تحدث من جميع الأطراف، ولكن ما دمنا نعرف بعضنا بعضًا نعلم بأنّ جلالة الملك لا يريد إلاّ الخير لشعبه، وشعبه لا يريد ملكًا سواه.