تتقدم قوات سورية الديمقراطية باتجاه مدينة الرقة غداة إعلانها بدء حملة لطرد تنظيم «داعش» الذي يجد نفسه في موقع الدفاع عن معقليه في سورية والعراق في آن معاً.
وقالت المتحدثة باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد، وهو اسم العملية التي أطلقتها قوات سورية الديمقراطية، أمس الاثنين (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) لوكالة «فرانس برس»: «تقدمت قواتنا من محور بلدة سلوك (80 كيلومتراً شمال الرقة) لمسافة 12 كيلومتراً بعدما اندلعت (الأحد) اشتباكات عنيفة مع داعش».
وأضافت «تمكننا من الاستيلاء على أسلحة، وسقط قتلى من داعش».
كذلك تقدمت قوات سورية الديمقراطية، وفق شيخ أحمد، لمسافة «11 كيلومتراً من محور بلدة عين عيسى» الواقعة على بعد خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة.
وأكدت شيخ أحمد أن «الحملة مستمرة بحسب التخطيط الذي وضعناه».
ويحاول تنظيم «داعش» إعاقة تقدم المقاتلين بإرسال المفخخات، وهو الأسلوب الذي يدأب على اتباعه للدفاع عن مناطق سيطرته.
وقال قيادي في غرفة عمليات «غضب الفرات» لـ «فرانس برس»: «يلجأ تنظيم داعش إلى استخدام المفخخات في محاولة لوقف تقدم قواتنا، إلا أن رصد طائرات التحالف والأسلحة المضادة للدروع تحد من فعاليتها».
ويتوقع أن تهاجم قوات سورية الديمقراطية الرقة من ثلاثة محاور، الأول من عين عيسى والثاني من تل أبيض (على بعد مئة كلم شمال الرقة)، إضافة الى قرية مكمن الواقعة على مثلث الحدود بين محافظات الرقة ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).
وأكدت شيخ أحمد في بيان مساء الأحد أن الحملة ستكون «طويلة» وستجرى على مراحل.
وفي قرية ابو علاج، التي تبعد خمسة كيلومترات جنوب شرق عين عيسى، تمر عربات قوات سورية الديمقراطية مسرعة باتجاه مناطق الاشتباكات، ولا تتوقف الطائرات الحربية عن التحليق في الأجواء.
وتقصف طائرة حربية هدفاً لتنظيم «داعش» في منطقة قريبة تدور فيها اشتباكات بين الأرهابيين وقوات سورية الديمقراطية حيث تتصاعد أعمدة الدخان وتعلو أصوات المعارك، وفق مراسل «فرانس برس» في ابو علاج.
وفي نقطة قريبة من مناطق الاشتباكات، ابدى فاضل ابو ريم (40 عاما) أحد مقاتلي قوات سورية الديمقراطية فرحه بتحرير قرى عدة خلال يومين من المعارك.
وقال «المنطقة خلفنا كلها دواعش، وقد باتوا محاصرين فيها، لقد ضيقنا عليهم الخناق في بداية المرحلة الأولى».
تنسيق مع التحالف
وأضاف ابو ريم «محور جبهتنا من عين عيسى باتجاه تل السمن (23 كيلومتراً بينهما) هذا هو خط جبهتنا في حملة غضب الفرات لتحرير محافظة الرقة».
وتقع بلدة تل السمن على بعد 26 كيلومتراً شمال مدينة الرقة.
وتخطط قوات سورية الديمقراطية للتقدم باتجاه مدينة الرقة ثم عزلها وتطويقها قبل اقتحامها لإسقاطها.
ومن المقرر أن يشارك في العملية، بحسب شيخ أحمد، ثلاثون ألف مقاتل ومقاتلة، ثمانون في المئة منهم من أبناء المنطقة العرب والأكراد والتركمان وخصوصاً من أبناء مدينة الرقة.
وشددت شيخ أحمد على وجود «تنسيق على مستوى عال» مع التحالف الدولي.
وكان مصدر قيادي في قوات سورية الديمقراطية أفاد لـ «فرانس برس» أن «قرابة خمسين مستشاراً وخبيراً عسكرياً أميركياً موجودون ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي».
واعتبرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من دمشق أمس (الاثنين) أن حملة تحرير الرقة «إعلامية»، وهدفها «إشغال الرأي العام الأميركي بالحرب على الإرهاب».
وحض نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان كورتلموش بدوره على ضمان أن الهجوم الجاري حالياً ضد الرقة لن يؤدي إلى تغيير ديموغرافي في هذه المدينة التي تعد غالبية عربية.
وتعد الرقة والموصل آخر أكبر معقلين للتنظيم الذي مني منذ إعلانه «الخلافة» الاسلامية على مناطق سيطرته في سورية والعراق في يونيو/ حزيران 2014، بخسائر ميدانية بارزة.
تقدم في الموصل
ويأتي الهجوم على الرقة بعد يومين من دخول القوات العراقية إلى مدينة الموصل، في إطار هجوم واسع بدأته قبل ثلاثة أسابيع بدعم من غارات التحالف الدولي.
واستعادت القوات العراقية أمس (الاثنين) السيطرة على حمام العليل، آخر البلدات التي تفصلها عن المدخل الجنوبي لمدينة الموصل.
وأعلنت الشرطة العراقية العثور على مقبرة جماعية داخل كلية الزراعة في منطقة حمام العليل.
وتواصل القوات العراقية تقدمها داخل المدينة رغم المقاومة الشرسة للإرهابيين.
وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب العراقية صباح النعمان لـ «فرانس برس» إن القوات العراقية سيطرت على نحو «سبعة أحياء يتم تأمينها بالكامل الآن وتنظيفها من الجيوب الإرهابية الموجودة داخل البيوت».
وسمح هجوم القوات العراقية لبعض المدنيين بالفرار من المدينة، لكن لا يزال هناك أكثر من مليون شخص عالقين داخل المدينة.
وفي السياق ذاته، قال مسئولون أميركيون إن عدد النازحين ما زال حتى الآن دون المتوقع، لكنهم نبهوا إلى أن هذا العدد يمكن أن يرتفع سريعاً.
وقال مسئول أميركي إنه منذ بدء الهجوم قبل ثلاثة أسابيع، «غادر 33 ألف شخص» منازلهم هرباً من المعارك.
ويقدر عدد الإرهابيين الموجودين في الموصل بما بين ثلاثة آلاف وخمسة آلاف مقاتل.
وإلى شمال شرق الموصل، اقتحمت قوات البشمركة العراقية صباح الاثنين بلدة بعشيقة لطرد الإرهابيين منها.
وتشارك قوات البشمركة في عملية استعادة الموصل بإشراف القوات الحكومية، لكنها تقاتل بشكل منفصل.
العدد 5176 - الإثنين 07 نوفمبر 2016م الموافق 07 صفر 1438هـ