يتفضل رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة فيشمل برعايته غداً (الثلثاء) تدشين عدد من المشاريع الخاصة بتطوير تلفزيون البحرين ومركز الأخبار، والمركز الوطني للاتصال، وذلك ضمن المبادرات والتوجهات الهادفة التي تتبناها الحكومة لتطوير الإعلام الوطني وجعل رسالته مواكبة لأحدث التطورات العالمية في مجال الإعلام، وأكثر قدرة وديناميكية في التعبير عن ما تشهده المملكة من منجزات حضارية وتنموية.
ويأتي اهتمام رئيس الوزراء بتدشين التطويرات الجديدة في وزارة شئون الإعلام إيماناً من سموه بأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام الوطني في التعبير عن ما تشهده مملكة البحرين بقيادة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة من نهضة وتنمية في شتى المجالات، وحرصاً من سموه على ضرورة أن يشهد الاعلام الرسمي تطويراً مستمراً كمّاً وكيفاً ليكون قادراً على مواجهة شدة المنافسة الإعلامية من خلال تقديم المواد الموضوعية والجذابة التي تحفز المواطن على متابعته.
من جهته، أعرب وزير شئون الإعلام علي بن محمد الرميحي عن اعتزازه وكافة منسوبي وزارة شئون الإعلام برعاية رئيس الوزراء للانطلاقة الجديدة للإعلام البحريني، في لفته كريمة تعكس دعمه الدائم للإعلام الوطني والنهوض بدوره في دفع مسيرة الإنجازات التنموية والديمقراطية والحضارية للمملكة، وصون هويتها العربية والإسلامية، والذود عن أمنها القومي الخليجي والعربي.
وأشاد الرميحي بالرؤية الثاقبة لرئيس الوزراء لتطوير قطاع الإعلام والاتصال، باعتبارها نبراساً نحو بناء منظومة إعلامية متطورة ومتكاملة، شكلاً ومضموناً، تجسدت في إنجاز مشروعات فنية وتقنية جديدة، وبرامج تلفزيونية وإذاعية هادفة ومتنوعة تناقش القضايا الوطنية بمسئولية وموضوعية، فضلاً عن تطوير آليات التواصل مع وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، على أسس من المبادرة والانفتاح والفاعلية، بالاعتماد على الكوادر الوطنية الشابة والمؤهلة، وتوظيف التقنيات الحديثة، بما يرتقي بالرسالة الإعلامية الوطنية وتأثيرها على الساحتين الداخلية والخارجية.
ويمثل تدشين مشروع مركز الاتصال الوطني ترجمة للتوجيهات المستمرة من رئيس الوزراء، بشأن تعزيز دور الإعلام وتوحيد الخطاب الإعلامي الحكومي وجعله مسانداً للجهود التي تبذلها الحكومة في عملية التنمية، إذ يعد المركز مبادرة نوعية تتولى رصد وتجميع المعلومات، وتوحيد الخطاب الإعلامي وزيادة فاعليته داخلياً وخارجياً، وتعزيز التكامل والتنسيق بين الوزارات والهيئات الحكومية من خلال إعداد خطط واستراتيجيات الخطاب الإعلامي الحكومي والإشراف على تنفيذها وتطويرها.
ويجسد هذا التوجه، حرصه على تقديم أفضل المستويات الإعلامية التي تعكس الوجه الحضاري لمملكة البحرين، من خلال توفير كافة الإمكانات التقنية والبشرية التي تدعم عمل الإعلام الرسمي وتؤهله للنهوض بمسئولياته الوطنية بالشكل الأمثل، بحيث يكون الإعلام الوطني فاعلاً في كافة الظروف والمواقف، ومواكباً لما تشهده قطاعات الإعلام المختلفة من تطورات حديثة.
وتتمثل رؤية رئيس الوزراء في تطوير الإعلام التي تضمنها تصريح سموه الأخير لدى إطلاع سموه على خطط التطوير في الإعلام الرسمي، في ضرورة تبني المبادرات التي تكفل إجراء تطوير نوعي في الباقة البرامجية التلفزيونية والاذاعية للإعلام الرسمي لتكون في المستوى الذي يرضي رغبات وطموحات المواطن في ظل أجواء الحرية والشفافية التي تنتهجها المملكة.
وترتكز رؤية سموه في هذا المجال على حقيقة مفادها أن الحراك السياسي والديمقراطي والحقوقي والتطور التنموي الشامل الذي تشهده المملكة يجب أن يتواكب معه إعلام ديناميكي يقوم على الفعل لا ردة الفعل، وخاصة في ظل ما شهدته السنوات الماضية من هجمات إعلامية استهدفت الانتقاص من الإنجازات الديمقراطية والتنموية التي حققتها المملكة على كافة الأصعدة.
ويجسد اهتمام سموه بالإعلام مدى ما يوليه سموه من إدراك لأهمية الكلمة الصادقة والأمينة التي يجب أن تكون وسيلة للتنوير والارتقاء بالوعي المجتمعي، وادراكاً من سموه للأثر الهام والكبير الذي يمكن أن تقوم به وسائل الاعلام في الدفاع عن قضايا الوطن والتصدي لحملات التزييف والتضليل التي تحاول النيل من المكتسبات التي تحققت للبحرين وشعبها، ولذلك فإن سموه حريص دائما على الالتقاء بالصحافيين والاعلاميين يستمع منهم ويشيد بعطاءاتهم في مشهد فريد يعكس مدى اعتزاز سموه وتقديره للإعلام والاعلاميين.
ولعل المتابع لتصريحات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يجد أن أهم ما يشغل سموه عند الحديث عن الاعلام هو تركيزه على ضرورة أن يكون الاعلام بمختلف أنواعه أكثر اقترابا من المواطنين معبراً عن تطلعاتهم ناقلاً لاحتياجاتهم ومشكلاتهم، فالإعلام في نظر سموه هو "مرآة" تعكس نبض المجتمع والمواطنين، ومن ثم فإن توجيهات سموه للوزراء والمسئولين تشدد دائما على ضرورة الاهتمام والرد على كل ما تنشره وسائل الإعلام من موضوعات تشغل اهتمامات المواطنين.
ويشكل تطوير قطاع الإعلام جزءاً مهماً في برنامج عمل الحكومة (2015-2018) بما يضمن تفعيل دوره كعنصر فاعل في دعم توجهات مشروع التحديث الذي يقوده جلالة الملك، وذلك من خلال عدة أمور، منها: تطبيق استراتيجية اعلامية شاملة ومواكبة للتطور تهدف إلى تعزيز البنية التحتية والتقنية لقطاع الإعلام والاتصال وزيادة قدرات المؤسسات الاعلامية الرسمية وتطويرها مع استحداث برامج لبناء القدرات والمحافظة على الكفاءات الوطنية، وإنشاء منظومة متطورة للاتصال والإعلام الحكومي بما يدعم الخطاب الرسمي لمملكة البحرين، وتفعيل دور الاتصال الخارجي والداخلي وتكثيف التواصل مع المؤسسات الإعلامية بالداخل والخارج.
يذكر أن رئيس الوزراء افتتح في 19 يوليو/ تموز 2005 مركز الأخبار الجديد في هيئة الإذاعة والتلفزيون، حيث أكد آنذاك أن المركز يشكل نقلة نوعية جديدة في دعم مسيرة الإعلام الوطني المرئي، وإطلالة واعدة تتجاوب مع متطلبات التطور الإعلامي والتلفزيوني في ظل ما تنعم به البحرين من حريات وانفتاح.