استعرضت ندوة "الترجمة الأدبية" التي نظمها معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول (السبت) في "ملتقى الكتاب"، اشكاليات الترجمة في مجال الأدب، والرواية، والنص المسرحي، والشعر. حيث شارك في الندوة غانم السامرائي، شهاب غانم، وأدارها شاكر حسن.
قال شهاب: "تعلمت ترجمة الشعر بالممارسة واكتشفت أن هناك شعر عابر للغات، وقد كتب الجاحظ، يقول: فضيلة الشعر مقصورة على العرب، وعلى من تكلم بلسان العرب، والشعر لا يستطاع أن يترجم ولا يجوز عليه النقل ومتى حوّل، تقطع نظمه، وبطل وزنه، وذهب حسنه، وسقط موضع التعجب منه، وصار كالكلام المنثور، والكلام المنثور المبتدأ على ذلك أحسن وأوقع من المنثور الذي حوّل من موزون الشعر".
وأضاف: وجدت في ترجمة الشعر أن القصائد التي تصلح للترجمة دون أن تفقد الكثير من رونقها ومعناها هي قصائد أطلقت عليها وصف "القصائد العابرة للغات". فالقصائد البليغة أو الغنية بالموسيقى في نظري قد تخسر الكثير عند ترجمتها.
وتوقف عند التحديات التي واجهته في ترجمة الشعر، بقوله: "كانت ترجمتي لشعري هي الايسر لأنني أعرف قصائدي ومعانيها، وبشكل عام وجدت القصائد التفعيلية أسهل ترجمة من القصائد العمودية. وبالنسبة للشعر الإماراتي اخترت بعض النصوص الشعرية الموزونة واخرى عمودية وتفعيلية ونثرية وقمت بترجمتها ونشرها في كتابين وكان هدفي تقديم الشعر والشعراء الإماراتيين للأجانب والتعريف بهم، والاشكالية التي واجهتني هي عدم الحصول على قصائد من النوع "العابر للغات".
بدوره أشار السامرائي إلى أن الاحصائيات الجديدة تشير إلى أن من أصل جميع الترجمات في العالم هناك فقط 5 في المئة ترجمة أدبية، 05.0 في المئة منها ترجمة للشعر، فهناك هروب من ترجمة الشعر. لأن النص الشعري له خصائصه التي تختلف عن أجناس الأدب الاخرى، وهناك نصوص شعرية (عصية) تحتاج لزمن طويل لترجمتها، فشعر المتنبي أقرب إلى المفاهيمية وليس التصورية، والمترجم يستطيع أن يوصل الصورة ولا يستطيع ان يوصل المفاهيم لذلك صعب ترجمته.
وأضاف: هناك قضية مهمة قالها فليسوف: "أن بعض التراجم أجمل من الاصل والدليل على ذلك أننا نقرأ من روائع الشعر الروسي ونستمتع ومن البريطاني ونسعد. وهذا دليل ان الترجمة الادبية إذا اشتغل عليها المتخصصون كانت قادرة على الوصول للمتلقي".
وقال: "لابد من الحفاظ على هيكل القصيدة لمنع تسييب البناء وانهياره بالكامل، وهو لا يعني أن المترجم ممنوع من أحداث تغييرات في ترتيب القوافي أو نوعيتها ضمن حدود البنى الشعرية، ولكن يجب الحفاظ على الايقاع المحدد للنص الاصلي قدر الإمكان".
وأشار إلى أن "نصوص المسرحيات يصعب كثيراً أن تنقل أجواءها بسبب التداخل الشديد في عناصر النص الأدبي، اللغة، المكان، الخطاب، لذا لم اقترب من ترجمتها. ومن اشكاليات ترجمة الروايات غياب التركيز عن المترجم فيحذف بذلك جملة أو جملتين أو حتى مقطعاً. وأحياناً يواجه مأزقاً في كيفية ايجاد حل لعبارة معقدة أو مسألة نحوية، فيقرر حذف سبب المشكلة أو التدخل في النص".
وأوضح أن هناك متطلبات يجب توافرها في المترجم الأدبي، منها: اتقان المترجم للغتين بكل اشكالها (لهجة، عامية)، والاطلاع على التراث الثقافي والأدبي خاصةً في ترجمة الشعر، وأن يتقن التكوين الأسلوبي ويشتغل على النص بإدراك سياقات الثقافة المستهدفة، وأن يكون مخلص لمستوى النص الأصلي.