رعاية سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله ورعاه من كل شر، لحفلات عيد العلم، وتخريج الشباب البحريني المتعطّش لرؤيته، والسلام عليه، وأخذ صورة تذكارية تبقى إلى الأبد، نراه كالجبل الواقف، ويراه طلبة العلم كالقمر العالي، ينير دروبهم لاستقبال الحياة الجديدة بتفاؤل وتطلّع إلى المستقبل.
40 عاماً وسموّه مع أخيه الأمير الراحل عيسى بن سلمان آل خليفة غفر الله له، لم يكل أو يمل من الحضور شخصياً لحفلات عيد العلم، وتكريم الخرّيجين من مختلف مناطق العالم، والابتسامة العريضة نراها على الوجوه عند مصافحته، وكيف لا وهو يسأل عن الجميع من دون استثناء، وما يدل هذا إلاّ على قرب خليفة بن سلمان من الشعب البحريني الأصيل، فالملاحظ عنه معرفته الدقيقة بعوائل البحرين ومناطقهم، ويسأل عن الصغير قبل الكبير، وما هذه الصفات إلا صفات القائد الذي يحمل همّ ومسئولية شعبه.
40 عاماً من التقدّم في جميع العلوم، و40 عاماً من رعاية الشباب، و40 عاماً من البناء، و40 عاماً من تخريج المدرّسين والأطبّاء والمهندسين ومختلف التخصّصات، صنعت مملكة البحرين، وصنعت الخليج العربي بأكمله، فلا أحد ينسى معهد المعلّمين في الستّينات الذي خرّج الأفواج تلو الأفواج، وبعثهم لدول الخليج من أجل التنوير والنهوض بالتعليم. 40 عاماً وسموّه يحرص على أن يكون متواجداً لأبناء البحرين عندما يتم تكريمهم.
صورة في إطار، يرسمها المصوّر ويحفظها طالب العلم، الفقير قبل الغني، صورة تذكارية يفخر بها طالب العلم ويحفظها لأبنائه وأحفاده، صورة جمعته مع القائد الشامخ، وهي درس لأهمّية العلم في هذا الوطن الغالي.
عندما يحضر سمو رئيس الوزراء لتكريم أبنائه الخرّيجين، يحضر معه جميع الوزراء بلا استثناء أو تعالٍ، ويحضر معه كذلك تجّار البحرين ووجهاؤها، أليس هذا تكريماً حافلاً يليق بطالب العلم؟ فحث الجميع على الاهتمام بطالب العلم يأتي من أعلى الهرم، لأنّ ابن البحرين هو الثروة الحقيقية للوطن.
سمو الشيخ خليفة بن سلمان تعلّمنا منه، وتعلّم الذين سبقونا التواضع وعدم التعالي على الآخرين، ونستشفه عندما يتحدّث ويوجّه ويعمل من أجل أبناء هذا الوطن، فمن ينسى ما صنعه هذا الجبل مع شقيقه وقبله والده وجدّه في حقل التعليم الذي نعم به آباؤنا وأجدادنا وننعم به نحن الآن.
عيد العلم في البحرين له مكانة كبيرة في قلوب النّاس، والإعداد له يحتاج إلى وقت كبير جدّاً، وجهد لا متناهي من قبل الجميع، فهذا الاحتفال هو ذكرى تُحفر لطلبة العلم وذويهم وعموم شعب البحرين، يسترجعونها في كلِّ حينٍ وحين.
ونحن مع سمو رئيس الوزراء في حضوره لمختلف جامعات البحرين، من أجل تكريم طلبة العلم، فشعورهم بتواجده معهم هو الدّافع القوي للتطلّع إلى المستقبل المشرق مهما كانت المحن والعوائق والصعوبات، فهو قدوتهم كالجبل القوي الشامخ المتماسك، والممتدّة جذوره بقوّة في باطن الأرض، مهما حاولت الرياح أن تزحزحه، فهو جبل واقف لا محالة.
إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"العدد 5175 - الأحد 06 نوفمبر 2016م الموافق 06 صفر 1438هـ