العدد 5175 - الأحد 06 نوفمبر 2016م الموافق 06 صفر 1438هـ

قوات سورية الديمقراطية تعلن بدء الهجوم على الرقة بدعم أميركي... والجيش السوري يشن هجوماً عنيفاً على عدة جبهات غرب حلب

قادة قوات سورية الديمقراطية خلال مؤتمر صحافي في عين عيسى بمحافظة الرقة - afp
قادة قوات سورية الديمقراطية خلال مؤتمر صحافي في عين عيسى بمحافظة الرقة - afp

عين عيسى (سورية) - أ ف ب، د ب أ 

06 نوفمبر 2016

أعلنت قوات سورية الديمقراطية، وهي تحالف فصائل عربية وكردية سورية مدعومة من واشنطن، أمس الأحد (6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بدء معركة تحرير الرقة، المعقل الأبرز لتنظيم «داعش» في سورية، ما يزيد الضغوط على الإرهابيين بعد دخول القوات العراقية إلى معقلهم في الموصل.

وحذر وزير الدفاع الأميركي، أشتون كارتر من أن معركة الرقة لن تكون سهلة فيما قال مسئول أميركي رفض الكشف عن اسمه «سنسعى أولاً إلى عزل الرقة للتمهيد لهجوم محتمل على المدينة بالتحديد لتحريرها».

وفي مؤتمر صحافي عقد في مدينة عين عيسى على بعد خمسين كيلومتراً شمال مدينة الرقة، قالت المتحدثة باسم الحملة التي أطلقت عليها تسمية «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد «نزف لكم بشرى بدء حملتنا العسكرية الكبيرة من أجل تحرير مدينة الرقة وريفها من براثن قوى الإرهاب العالمي الظلامي المتمثل بداعش».

وبدأت الحملة ميدانياً مساء السبت وفق شيخ أحمد مع «تشكيل غرفة عمليات» من أجل «قيادة عملية التحرير والتنسيق بين جميع الفصائل المشاركة وجبهات القتال».

وبعد ساعات من إعلان بدء الهجوم، شاهد مراسل لوكالة «فرانس برس» على تلة تبعد كيلومتراً عن عين عيسى، جندياً واحداً على الأقل يضع شارة أميركية على خوذته بالإضافة إلى جنود غربيين قرب سيارة عسكرية محملة بالمعدات في وقت يعمل مقاتلون من قوات سورية الديمقراطية على نقل معدات وأسلحة في منطقة صحراوية.

وقالت شيخ أحمد خلال المؤتمر الصحافي «سننتصر في هذه المعركة المصيرية كما انتصرنا في كوباني وتل أبيض والحسكة والهول والشدادي ومنبج»، في إشارة إلى المناطق التي تم طرد تنظيم «داعش» منها في السنتين الأخيرتين.

وقالت شيخ أحمد لـ «فرانس برس» عبر الهاتف ف وقت لاحق إن المقاتلين تقدموا مسافة عشرة كيلومترات باتجاه الرقة من محوري عين عيسى وسلوك.

وفي واشنطن، قال وزير الدفاع الأميركي إن «الجهود لعزل وتحرير الرقة تعد الخطوة التالية في خطة حملة تحالفنا» مضيفاً «كما حدث في الموصل فإن القتال لن يكون سهلاً، وأمامنا عمل صعب».

من جهته قال مسئول أميركي رفض الكشف عن اسمه أن قوات سورية الديمقراطية «هي الشريك المؤهل أكثر من سواه للقيام بعملية عزل الرقة بسرعة» مضيفاً «نبذل جهداً من أجل تعزيز الضغط على تنظيم (داعش) في الرقة، بموازاة عملية مماثلة في العراق»، في إشارة إلى الهجوم على الموصل.

أسلحة ومستشارون أميركيون

ويأتي الهجوم على الرقة (شمال) بعد يومين من دخول القوات العراقية الى مدينة الموصل، آخر معاقل الإرهابيين في العراق، في إطار هجوم واسع بدأته قبل ثلاثة أسابيع بدعم من غارات التحالف الدولي.

وتعد الرقة والموصل آخر أكبر معقلين للتنظيم الذي مني منذ إعلانه «الخلافة الإسلامية» على مناطق سيطرته في سورية والعراق في يونيو/ حزيران 2014، بخسائر ميدانية بارزة.

وأقر المتحدث العسكري باسم قوات سورية الديمقراطية طلال سلو لـ «فرانس برس» الأحد بأن «المعركة لن تكون سهلة (...) كون تنظيم داعش سيعمد للدفاع عن معقله الرئيسي في سورية، لإدراكه أن سيطرتنا على الرقة تعني نهايته في سورية».

وأفاد تنظيم «داعش» أمس في خبر نشرته وكالة «أعماق» التابعة له، بمقتل 14 مقاتلاً كردياً «إثر هجوم بسيارة مفخخة» في قرية قرب سلوك، في حين نفى المرصد السوري لحقوق الإنسان سقوط أي قتلى متحدثاً عن إصابة عدد بجروح.

وبحسب سلو، ستجري المعركة «على مرحلتين، تهدف الأولى إلى عزل مدينة الرقة عن باقي المحافظة تمهيداً لاقتحامها في المرحلة الثانية».

ويتوقع أن تهاجم قوات سورية الديمقراطية الرقة من ثلاثة محاور، الأول من عين عيسى والثاني من تل أبيض (على بعد 100 كلم شمال الرقة، بالإضافة إلى قرية مكمن الواقعة على مثلث الحدود بين محافظات الرقة ودير الزور (شرق) والحسكة (شمال شرق).

وأعلن سلو لـ «فرانس برس» أن «دفعة أولى من الأسلحة والمعدات النوعية بينها أسلحة مضادة للدروع وصلت من التحالف الدولي تمهيداً لخوض المعركة».

وفي السياق ذاته، أفاد مصدر قيادي في قوات سورية الديمقراطية عن «وصول قرابة خمسين مستشاراً وخبيراً عسكرياً أميركياً موجودين ضمن غرفة عمليات معركة الرقة لتقديم مهام استشارية والتنسيق بين القوات المقاتلة على الأرض وطائرات التحالف الدولي».

استبعاد تركيا

لكن إنهاء وجود التنظيم المتطرف في الموصل والرقة ستكون مهمة طويلة ودموية. وتواجه القوات العراقية في الموصل مقاومة شرسة من الإرهابيين منذ دخولها إلى المدينة الجمعة.

ويعد الوضع العسكري في سورية أكثر تعقيداً من العراق مع ضلوع أطراف سوريين ودوليين في النزاع، وخصوصاً روسيا وإيران، حليفي النظام في دمشق، وتركيا الداعمة لفصائل معارضة التي تشن هجوماً في شمال سورية ضد تنظيم «داعش» والمقاتلين الأكراد في الوقت نفسه.

وجددت قوات سورية الديمقراطية الأحد التأكيد على عدم وجود أي دور تركي في الهجوم على الرقة.

وقال سلو «اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود أي دور لتركيا أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة».

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل العمود الفقري لقوات سورية الديمقراطية على أنها إرهابية وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني التركي الذي يخوض عملية تمرد منذ عقود ضد السلطات التركية. وتعتبرها واشنطن أفضل قوة قتالية في سورية.

وتزامن الإعلان عن بدء معركة الرقة مع وصول رئيس أركان الجيش الأميركي جوزف دانفورد إلى أنقرة الأحد في زيارة غير معلنة لإجراء محادثات مع نظيره التركي، حسبما أعلن الجيش، من دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل.

وتقع الرقة على ضفة نهر الفرات وتبعد حوالى مئة كيلومتر عن الحدود التركية. ويعيش فيها أكثر من 240 ألف نسمة بالإضافة إلى أكثر من ثمانين ألف نازح وأفراد من عائلات الإرهابيين.

ومنذ سيطرته عليها، يتحكم التنظيم بمفاصل الحياة في المدينة، ويغذي الشعور بالرعب بين الناس من خلال الإعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها.

على جبهة أخرى في سورية، شنت القوات الحكومية السورية والمسلحون الموالون لها هجوماً عنيفاً على عدة جبهات غرب حلب.

وقال مصدر عسكري سوري لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن «جبهة 1070 شقة غرب حلب تشهد معارك هي الأعنف بعد وصول قوات النخبة في الجيش السوري التي يقودها العقيد سهيل الحسن والملقب بالنمر إلى مدينة حلب فجر أمس (الأحد) وأن معارك أخرى اندلعت على جبهة بستان الباشا وكذلك جبهة منيان».

وأضاف المصدر أن الساعات القليلة القادمة سوف تشهد تطورات كبيرة على جبهات حلب عموماً بعد حشد القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها استعداداً لمعركة حلب بعد فشل التهدئة التي أعلنتها روسيا يوم الجمعة الماضي».

كما نفى المصدر العسكري السوري قطع طريق حلب دمشق في منطقة خناصر جنوب حلب.

العدد 5175 - الأحد 06 نوفمبر 2016م الموافق 06 صفر 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً