(كلمة بمناسبة اليوم العالمي للغة الروما الموافق 5 نوفمبر/ تشرين الثاني العام 2016).
يتيح اليوم العالمي للغة الروما، الذي أعلنه المؤتمر العام لليونسكو، إبراز أحد العناصر النفيسة للتراث اللغوي، والثقافي العالمي. فقد جرى أثناء المؤتمر العالمي الأول لقوم الروما، الذي عُقد في لندن في 1971 إعلان لغة الروما اللغة الرسمية لجميع أفراد قوم الروما في العالم، إذ تُعدّ هذه اللغة الوسيلة الرئيسية التي يستعين ﺑﻬا هؤلاء الناس، الذين يعيشون الآن مشتتين في جميع بلدان العالم تقريباً، من أجل التواصل والمحافظة على الأواصر الاجتماعية فيما بينهم، والتعبير عن هويتهم والاندماج الثقافي في مجتمعاﺗﻬم.
وقد باتت هذه اللغة القديمة عُرضةً لخطر الاندثار في الوقت الحاضر. ولذلك تذكّر اليونسكو بضرورة حفظ لغة الروما وإعلاء شأنها، إذ تشكّل هذه اللغة جزءًا لا يتجزأ من هوية قوم الروما ووسيلة متميزة لتناقل التقاليد الثقافية التي تثري تراث البشرية المشترك.
ويسرّ اليونسكو أن تدعم الجهود التي يبذلها جميع الباحثين واللغويين والأساتذة الجامعيين والكتاب والصحافيين المعنيين بلغة الروما والناطقين ﺑﻬا؛ وتشجع المنظمة أيضاً المساعي الكثيرة المتواصلة بشأن لغة الروما على الصعيد الدولي، ومنها المساعي الرامية إلى اعتماد ميثاق وإعلان بشأن لغة الروما. وينبغي لليوم العالمي للغة الروما أن يحثنا على تعزيز سعينا إلى الارتقاء بسُبل تعليم أفراد قوم الروما ونشر ثقافتهم، ولا سيّما بسُبل تمكين أجيال من شباب الروما من تعلّم لغتهم الأم في المؤسسات التعليمية.
ولذلك تسعى اليونسكو إلى توفير التعليم الجيد لأطفال الروما منذ العام 2006 عن طريق برنامج خاص تضطلع به لهذا الغرض، بالتعاون مع مجلس أوروبا. وقد تمخض التعاون بين اليونسكو ومجلس أوروبا عن نشر مبادئ توجيهية بشأن توفير التعليم الشامل والرعاية اللازمة لأطفال الروما في مرحلة الطفولة المبكرة.
ويتطلب الدفاع عن اللغة الدعوة إلى وضع سياسة شاملة لمكافحة جميع أشكال التمييز وتيسير الاندماج الاجتماعي. وإنني لأدعو جميع الدول الأعضاء في اليونسكو إلى توحيد مساعيها من أجل ذلك.
إقرأ أيضا لـ "إيرينا بوكوفا"العدد 5174 - السبت 05 نوفمبر 2016م الموافق 05 صفر 1438هـ